الجمعة، يونيو 17

أمسية قصصية لاياد نصار في رابطة الكتاب الأردنيين




أمسية قصصية في رابطة الكتاب الأردنيين

الخواجا يحاور جن مصباح علاء الدين ونصار يقرأ من "الكتاب السري"

عمان- صحيفة الغد
كتب جمال القيسي ـ تنوّعت القصص الأربع التي أطلّ بها القاصان إياد نصار وعمر الخواجا أول من أمس في رابطة الكتاب الأردنيين بين القصة النفسية، والقصة الفكرة، أو قصة الشخصية المركزية، أو جاءت قصصا طويلة إلى حد ما على خلاف ترقب الحاضرين ورغبتهم.

وإذا كانت القصة القصيرة تمثل حدثا واحدا في زمن واحد وتمسك بتلابيب فكرة ما وأنسنتها للإيقاع بالقارئ في وهج السحر، فإنّ ما ذهب إليه القاص عمر الخواجا، في الأمسية التي أدارها الكاتب سليم صباح، كان خلاف ذلك من حيث تداخل الأزمان بالأفكار لديه في قصته "في يده ملاك".

وكذلك انطلق الخواجا بسرد طويل قفز فيه غير مرة إلى حوار انتقل بالقصة إلى فصول مسرحية في قصة "مع وقف التنفيذ" التي تحكي حال رجل لازمه حظه العاثر، وظل يحاور جن مصباح علاء الدين.

القصتان اللتان قرأهما الخواجا عضو رابطة الكتاب الأردنيين، كانتا من مجموعته القصصية "هي لعبة ولكن" الصادرة في العام 2010 بدعم من وزارة الثقافة بمناسبة الزرقاء مدينة للثقافة العربية، حيث تجيء قصة "مع وقف التنفيذ"، كقصة أولى في المجموعة، و"في يده ملاك" السابعة.

في حين قرأ إياد نصار قصتين غير منشورتين، هما "العروس" التي طغى عليها المشهد الذهني والمونولوج الداخلي، و"الكتاب السري" التي تحكي قصة مناكفات شقيقين لأب يعمل خبازا، اللتين ستكونان ضمن مجموعته القصصية الثالثة المقبلة بعنوان "امرأة في حفل توقيع".

القصة الأولى العروس ينطلق بها نصار بـ"أختنق في هذا الجو الفاسد. مصيري لعبة حظ بأيدي لصوص، والفرح صار حبة دواء انتهت صلاحيتها.. زمن غادر.. في لحظة ينهار كل شيء.. والمستقبل يصبح جثةً على درب المجهول.. عادت الى البيت واجمة. بدت لي ضجرة متعبة متوترة، والإعياء خطف وجهها مثل خفاش متشبث في كهف مظلم".

ويتابع وصف الحال التي عليها بؤرة القصة" لم تقل شيئاً، لكن عيناها قالتا كل شيء. لم يكن في الجو سوى لهاث أنفاسها بعد المشوار في عز الظهيرة. لم أرَ عينيها بين تجاعيد وجهها من غير بريقٍ مثل اليوم.. خلعت منديلها عن رأسها بتأفف وضجر. راعني رؤية البياض في مؤخرة رأسها. انقبض صدري كمن مسته صعقة كهرباء".

ويصل فيها الى إقرار بتبدل الحال حيث يقول "لم أرَ الشيب في شعرها بمثل هذا الوضوح من قبل. سمعت زفرات أنفاسها المتلاحقة. كانت تغلي، وفي داخلها مرجل يوشك أن ينفجر. الصيف لاهب والحر لا يطاق. والسماء بدت بيضاء كالحةً بالسراب من شدة الوهج. تهب الخماسين بين حين وآخر، فأختنق من الغبار..".

ويعلن القاص موقفا من الخارج والذي قد لا يكون حقيقيا إنما رضوخ لضغوط الواقع" أكره الصيف.. لم أحس به ثقيلاً مثل السنة. في النهار تنضح الجباه والرؤوس التي انحسر عنها الشعر بحبات العرق! وفي الليل تهب ريح يرتعش لها الجلد. لقد أنهك التقلب روحي وأعياها".

ويتابع صاحب "أشياء في الذاكرة" الصادرة في العام 2008 "لم أتجرأ أن أبادرها بالسؤال. يقدح الشرر من عينيها. أرى الجواب في وجهها وأسمعه في أنفاسها اللاهثة. بعد قليل قالت بيأس المستسلم: "ماذا سنفعل الآن؟" أطرقت وقد عقدت الحيرة لساني. مات الأمل الذي راودني منذ الصباح.

وتابع "دعوت في سرّي كثيراً أن تجدها أمي. لو عرفتها لخنقتها بيدي. لا تعرف أنها سرقت أمل قلبي الميت في الحياة. وسرقت عزة نفس أمي. توشك أن تبكي أمي قهراً.. تذهب كل يوم وتعود بخفي حنين. ولكن كان لديّ اليوم إحساس أنها ستجدها، وأننا سنخرج من هذه الورطة. تبدد الأمل. شعرت بالغيظ والقهر".

حتى يصل الى "ارتسمت خيبة كبيرة كأنها أصابع دامية على وجه مذعور. هل يمكن أن يضيع كل شيء في لحظة؟ أتحرّق أن أعرف من تكون. ازددت حقداً في صدري عليها. صار مصيري لعبة في يدها. كيف يمكن أن تكون امرأة بهذه الجرأة وتبلّد الإحساس؟".

وكذلك كان الحال مع صاحب " قليل من الحظ" الصادرة في العام 2010 في قصته الثانية "الكتاب السري"، حيث اختار قصة غير طويلة، وغير مثقلة بالشخوص، ومتخففة من الحوار إلى حد ما.

رابط الموضوع بصحيفة "الغد" الأردنية



هناك تعليقان (2):

  1. غير معرف4:08 م

    السلام عليكم
    يسعدنى ان اكتب كلمة شكر وثناء لصحيفة الغد بعمان على حسن اطلاعها وتقييمها للامسية التى اقيمت برابطة الكتاب الاردنيين واقدم كل التهنئة الى الاستاذ اياد نصار والاستاذ عمرالخواجا على مستواهم الادبي وحسن انتقائهم لهذه المواضيع الاجتماعية والانسانية بمنتهى الدقة والذوق الرفيع ولا انسى تقديم الشكر الى الكاتب سليم صباح على حسن ادارته للامسية .
    ماشاء الله استاذ اياد اطلاعك على انتاجات متنوعة اضفى اليها تعليقا قيما للغاية ومجموعتك الثالثة تبدو مشوقة تجعلنى اقبل عليها بشغف ادبي حتى اغوص وسط معانيها فتصبح معانيها اشياءا غالية بذاكرتي واتمنى ان يسعفنى قليل من الحظ اقصد قليل من الوقت لاكمالها ...وادراج ما يصلنى منها من ايحاءات كي اوقع هاهنا كلمات من قلبي ارجو ان تكون بمستوى ادبك ونبوغك سلمت يداك استاذ اياد .
    بكل امتنان واهتمام المخلصة عفاف.

    ردحذف
    الردود
    1. الاديبة المخلصة صاحبة الحضور الرائع عفاف
      أشكرك شكرا جزيلا وافرا على متابعتك الدائمة لأعمالي ونشاطاتي، فإنها تسعدني كثيراً لما تفصح عنه من اهتمام حقيقي بكتاباتي، ولما يعبر عنه قلمك من اضاءات مستنيرة بقلم رشيق. كان بودي لو أتيح لك حضور تلك الامسية، فذلك كان سيزيد من سعادتي. ارجو ان يتاح لنا اللقاء مستبقلاً في أمسية او ندوة أدبية. أتشرف بتعليقاتك، وأتمنى الاطلاع على كتاباتك. أرجو لك الكثير من الحظ أيتها الرائعة وصاحبة الذوق الرفيع. لك أطيب تحياتي الخالصة.

      حذف