الأحد، مايو 10

رسائل حب شرقية


رسائل حب شرقية


اياد نصار


في الشرقِ قلبٌ عاشقٌ ،

وفي الغربِ ضفائرُ بلونِ

الذهب والحناء وشفاهٌ

تتلألأ كقطع زمرد بلورية.

طال الغيابُ يا سيدةَ الشعر

والحكايا

يا لنهديك كتفاحتين وكأسِ نبيذٍ

في ليالي الشتاء الثلجية.

لأزهارِكِ رائحةُ التبغ المعتّقِ

ولونُ الجمر بين أوراقه الرمادية.

سأناديكِ .. ويضيع ندائي.. أعرفُ

فوقَ رمالِ الصحراء

الذهبية.

يا لطولِ الليل خلفَ مشربياتِك الخشبية

يا لرائحةِ الياسمين في الليالي العمّانية

أناديك يا ساحرةً يا غزالةً غجرية.

نوافيرُكِ يا سيدةَ العشق

وزنبقاتُه المائية

تصبُّ حروفي

في صحنِ فنائِك لتروي عطشَ الروح

وتعيدَ الدمع لعيوني الحجرية.

أوشكتْ أن تحكي من طولِ صمتِها

الاسودُ الرخامية:

رسائلُ الحبِّ جفتْ وصارتْ للعشاق رمزاً

بل وردة حبٍّ أزلية ،

تحملها أيادي العشاق في مواكب الشعر والهوى

والاساطير الشرقية

سافرتْ اليكِ في همسِ الليل أحلامي

وعادت تحكي عن أجملِ حورية

آسرتها آلهةُ البحر الاغريقية.

حين كانت تنام على ساعدي

كان العطر ينتثرُ

في طرقاتِ البحر المرجانية.

نقشتُ اسمكِ على كل أوراقي

في آنيةِ شرفتي الزجاجية ،

وحفرتُه على راحة كفي فأدميتُها

لأجل عيونِك العسجدية.

كم تشرقُ عيونُكِ بالدمعِ

كلوحةِ زخرفةٍ أسطورية.

بنيتُ لكِ في قصائدي

قصوراً شرقية ،

فحطَّ طائرٌ فوق فوانيس قصورك الشيرازية ،

عند مداخل الياسمين واللوز ،

وغفا على أعمدة من نقوش فارسية.

سمعتُ ألحانه قبل مولدي

فصرتُ أردد كلماتِ أغانيك

المخملية.

أكتب ذكرياتي أساطيراً للحب ،

لعلَّ القمرَ في ليالي الصيف يروي

قصتنا

على الجدران المرمرية.

قصتُنا لم يعرفْها ألفُ عامٍ وعامٍ

من حكاياتٍ ترويها عرافةٌ

مغربية.

غنيت باسمكِ يا سيدتي ،

فاتقدتْ شعلةُ النور

في الليل ،

وصارت حروفُ رسائلكِ

نقوشاً على جدران

هياكلي الشعرية.

قالت لا تنسى ..

وهل ينسى من كانتْ صورتها

محفورةً في حناياه الاندلسية؟

تحركت أوتار عودي

في ليالي الشوق والغربة

تعزف للدنيا ألحاناً من

رسائل حبها الوردية

* اللوحة أعلاه للفنانة التشكيلية المغربية نزهة بوعمود

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق