الأحد، يوليو 13

كيمياء الروح والجسد


كيمياء الروح والجسد

اياد نصار

تتوهّجُ نجمة ٌ في القلبِ بعدَ مواسمِ الحزن ِ والألم ِ

ويولدُ قمرٌ كَلـَوْن ِ عينيكِ في فضاءاتِ العدم ِ

ويصيرُ الحبّ ُ الليلة َ شَمْساً في ظلام ِ الحلم ِ

فتعزفُ قيثارةٌ على بابٍ موصدٍ منذُ القدم ِ

تعزفُ لكِ في ليلِ انتظاري على وتر ِ النغم ِ

فعادَ هواكِ بعدَ الموت نبضاً يثورُ في دمي


كثلج ٍ يقطرُ دُخاناً على نار ِ أفكاري

تشتعلُ كلماتُكِ في قصائدي كالأمطار ِ

لا تموتُ جمرةٌ في الرمادِ من أسراري

يا رؤية َ العشق ِ في صفاءِ الفكر ِ بالأسحار ِ

يا أيها الهوى الأبديُ نثرْتُ حولََكَ أزهاري

وزرعتُك على الشفاه في فجري قناديلَ أشعاري


واذا ضاعتِ الاحلامُ في زوايا المسافاتْ

وجفّت وريقاتُ الشوقِ في لجّةِ المتاهاتْ

لا تقولي ليتنا نرحلُ الى جزيرةِ البداياتْ

لم يكن هذا الحبُ سوى قدر ٍ من الذكرياتْ

كم طافتْ في الحنايا الى اللقاءِ لوعة ٌ وآهاتْ

وخلَّفتْ في الصّدر ِ ألماً موجعاً من الزفراتْ


ما الحبُ الا كيمياءُ الروح ِ والجسدِ وانبهارُ اللقاءْ

ولمعة ُ الفكر ِ تتسربُ الى صقيع ِ القلب كحرِّ الهواءْ

أيها الحبّ ُ يا حلمَنا الضائع َ في أوهام ِ الكبرياءْ

لماذا تموت الاحلامُ في لحظة ٍ كإرتعاش ِ المساءْ ؟

أهو نزفُ الجرح ِ أم إنكسارُ القلبِ في الاحشاءْ ؟

كم تقتلنا الاقنعة ُ في ليل الوهم ِ وانطفاء ُ الرجاءْ


* اللوحة أعلاه بعنوان الرقص تحت المطر من رسم الفنان Jack Vettriano .

هناك 6 تعليقات:

  1. غير معرف12:14 ص

    تحية عطرة

    سلامى لك يا استاذ اياد القصيدة رائعة فعلا وعبارتها جذابة جدا جدا

    ولكنى لم افهم هذا البيت

    لماذا تموت الاحلام فى لحظة كارتعاش المساء

    لم افهم هذا التشبيه

    هذا البيت مؤثر جدا ومعناه جميل جدا

    كم تقتلنا الاقنعة ُ في ليل الوهم ِ وانطفاء ُ الرجاءْ

    شكرا جزيلا لبستانك العاطر دائما وبالتوفيق

    dr.shaimaa

    ردحذف
  2. غير معرف6:58 م

    اهلا يااستاذ اياد انا اشكرك جدا على المدونه باكملها اتمنى لك التوفيق الدائم والمزيد من الكلمات الساحرة المليئة بالمعانى الجميلة(امال)

    ردحذف
  3. رغم أن المتعارف عليه أن الكاتب لا يتدخل في تحليل العمل الادبي بعد صدوره ويترك ذلك للنقاد والقراء لأن العمل لا يعود ملكاً له بل فضاء مفتوح للقراءة والتفسير والتحليل. وحتى شروحات بعض الكتاب لاعمالهم لا تعتبر هي الاساس الوحيد لتحليل العمل ، بل ربما يؤخذ بها في سبيل الاسترشاد او تأييد أفكار النقاد.

    القصيدة تقدم فلسفة الشاعر في الحب ورؤيته له وخاصة في المقطع الاخير ليكون بذلك الرد على ضياع الحلم .ضاع الحلم لانه لم يستطع أن يعبر عن هذه الرؤية. والمقطع الاخير يقدم خلاصة التجربة التي عبرت عنها المقاطع السابقة. فالمقاطع الثلاث الاولى كانت تتحدث عن تجربة قصة حب ولدت وسط الالم والحزن فكانت كنجمة توهجت بعد صمت وخواء أو كقمر أضاء كلون عينيها. صار الحب شمساً أضاء ليل العشاق فعزفت قيثارة الاحساس أنغامها على شرفة القلب الذي كان بابه موصدا منذ القدم والمقطع الثاني ينقلنا الى الحالة الشعورية التي تشكلت عندما ولد هذا الحب. كان كالثلج في نقائه الذي لم يطفيء نار الحب بل زادها اشتعالا كالدخان ، وتوقد جمرةً لا تنطفيء من الاسرار والنجوى حتى صار كروعة الرؤية عند السحر في بهائه وشفافيته وضرامه الذي بدا لوهلة أنه خالد أبدي. صار الحب قناديل تضيء الفكر وتلهم الشعر. وفي المقطع الثالث لم تكن هي تحمل ذات الرؤية فحدث جفاء وابتعاد روحي فضاع الحلم في البعد والمسافات كما تضيع الاشياء في الزوايا ، وحدث اضطراب كأنما تحول الحب الى متاهة وقلق وعذاب فضاع في لجتها. عندها ظنت ان انقاذ الحب يكون في العودة الى البدايات المتباعدة كالجزر التي يفصل البحر بينها حتى لا تلتقي. فكان المقطع الاخير هو الرؤية في جانبين: رؤية تقدم معنى الحب كيف يمكن أن يكون، ورؤية ترى ان الحب لا يتراجع كما أرادت بل يمكن أن يموت في لحظة مثل الحلم ، عندما يقرر القلب أن يتحول بداخله. انطفاء الحب هي لحظة فريدة تقع في القلب فجأة مثل الارتعاش وكل ما عذا ذلك طقوس واحتفالية اجتماعية نحرص عليها بدافع احترام مشاعر الاخرين، ولكن لحظة وفاة الحب تقع فجأة مثل الارتعاش ، كما يرتعش المساء سريعا. هي لحظة فاصلة بين النهار والليل ندركها باحساسنا ولا نستطيع القبض عليها

    ردحذف
  4. غير معرف12:11 م

    شكرا لك استاذ اياد وربنا يوفقك وتكتب المزيد من كلماتك الرائعة

    ردحذف
  5. شكرا على توقفكم الكريم وكلماتكم الجميلة التي تمنحني مزيدا من الرغبة والالتزام بتقديم أعمال تليق بذوق وفهم القاريء الجاد

    ردحذف
  6. فعلا كلمات رائعه

    ردحذف