الاثنين، أغسطس 23

الطاهر وطار



      
الطاهر وطّار وارهاصات التحول من القصة إلى الرواية
* نشرت في جريدة الدستور الاردنية / الملحق الثقافي بتاريخ 20/8/2010
إياد نصار

في لغة تنبؤية تنم عن الإحساس المثقل بهاجس الموت القادم ونهاية الحياة، وعن الوعي الكبير بإمكانية خلود الأدب من خلال نشر خلاصة التجربة الطويلة التي امتدت نحو نصف قرن، منذ أن أصدر مجموعته القصصية الأولى، في عام 1961، كتب الروائي الجزائري، الطاهر وطّار، قبل نحو أربع سنوات، في تقديم موقعه على الإنترنت، والذي هجره من بعد ذلك: "هذا موقعي وهذا مزاري، أعددته بنفسي كي أقترب منكم أكثر فأكثر ـ أنتم الطلبة، والباحثين، والمهتمين بالأدب ورجالاته. أشعر، وأنا أنهمك في إعداد هذا المزار، أنني أعد قبراً شبيهاً بقبور الفراعنة، الغاية منه أن نتواصل مع الآخرين عبر الزمن. إنني، عندما أكتب، أفعل ذلك لأتوحد مع الكون بكل ما فيه. ستتعرّفون عليّ شيئاً فشيئاً، فليس من السهل ملء هذه الفراغات..."


وقع خبر رحيل الطاهر وطار، يوم الخميس الماضي، على مسمعي موقع المفاجأة، ليس لأن الموت يفاجئنا دائماً، وليس لأن أحداً في منأى عن سيفه البتار، وليس ـ بالطبع ـ لأن وطاراً كان أدخًل، قبل رحيله، المستشفى في حالة حرجة من صراعه مع السرطان، بل لأن وطاراً غاب منذ فترة تقارب السنتين عن الساحة الثقافية العربية بسبب المرض، وهو الذي لم يكن يغيب عن ساحة المساجلات الأدبية والسياسية والفكرية.


ووجدت أنه، ربما، ليس من الغريب، أو من المصادفة، أن الكثير من عناوين رواياته ومجموعاته القصصية تصلح لتأبينه في هذه المناسبة: فالموت كان ـ وما يزال ـ هاجساً كبيراً في أعمال وطار، فبعد أن "رفع الولي الطاهر يديه بالدعاء"، انطفأت "شمعته في الدهاليز"، وانتقل إلى "مقامه الزكي". ولكنه "سيعود مثل الشهداء، هذا الأسبوعَ"، إلى الحياة، بوصفه أحد المبدعين العرب الكبار.


يشكل رحيل الطاهر وطار خسارة كبيرة للأدب العربي في الجزائر خاصة، وللأدب العربي عامة: فقد قدم عدداً من المجموعات القصصية والروايات المهمة، التي رصدت ـ في قالب فني سردي إبداعي متميز ـ الكثير من جوانب النضال الوطني، وما يصيبه من الفساد والقهر والانتهازية السياسية، والظلم والتخلف، وتناولت ـ بالنقد المر، الساخر، أحياناً ـ مفاصل مهمة من مشاهد الحياة السياسية والاجتماعية والتاريخية المعاصرة في الجزائر، واختزلتها، وأعادت تقديمها بطريقة كشفت الكثير عن المخبوء في ثناياها من نقد وواقعية، من بعد أن ران عليها عهد من التمجيد الثوري، الذي لم يكن يسمح بتناولها كما تناولها الطاهر وطار، بأحداثها وشخصياتها وأجوائها، بلغة شعبية واقعية تستلهم الموروث الشعبي والديني الجزائري في مواجهة متطلبات الحداثة والعصرنة وتحولات المجتمع من الداخل.


شكل الطاهر وطار ظاهرة فريدة في الجزائر: فقد كان ممن التحق بجبهة التحرير الوطني الجزائرية منذ بداية شبابه، وهو لم يبلغ العشرين، بعدُ، وتربى على فكرها، وشارك في النضال ضد الاستعمار حتى استقلت الجزائر في عام 1962 ، غير أنه سرعان ما بدأت مشاكله مع السلطة الوليدة حين أغلقت صحيفة "الأحرار"، التي أسسها في تلك السنة، ومن بعدها صحيفة "الجماهير"، وثم صحيفة "الشعب"، على اعتبارها تجمعاً للكتاب الماركسيين اليساريين. لقد باشر وطار نقد ممارسات السلطة وانحرافاتها منذ البداية، في وقت كانت فيه محل تقدير الجميع ـ في الداخل والخارج ـ حيث كانت للجبهة مكانة وقداسة كبيرتان، لكونها قادت النضال طيلة سنوات الجمر، وقدمت الكثير من التضحيات، وأنجزت الاستقلال.


ورغم أنه تلقى ثقافته الأولى في إطار إسلامي تراثي، من خلال مدرسة كانت تشرف عليها جمعية العلماء المسلمين الجزائريين، التي أسسها عبد الحميد بن باديس، ومن ثم بمعهد ابن باديس وجامعة الزيتونة في تونس، إلا أن وطاراً صار ماركسياً يسارياً. ورغم يساريته، فإنه لم ينقطع عن مكونات ثقافته الأولى، التي تأثرت، بالاضافة إلى تعليمه، بمكانة أسرته الدينية والاجتماعية ذات الأصول البربرية، حيث كان شديد الارتباط بخصوصية المجتمع الجزائري وتاريخه النضالي ومكوناته التراثية، بخاصة اللغوية العربية، ولعل ذلك تبدّى في تمسكه باللغة العربية والدفاع عنها، حيث كان من أشد الأصوات المعارضة لتيار الثقافة الفرانكوفونية، الذي هيمن على الساحة الأدبية في الجزائر قبل الاستقلال، وبعده، وحتى أواسط الثمانينات من القرن الفائت، حين بدأت الأصوات الروائية والشعرية التي تكتب بالعربية تكتسب زخماً وتفرض حضورها على الساحة. ولكن سرعان ما خرج الطاهر وطار من الجو الشعبي والصوفي الديني إلى ما سمّاه أجواء الحداثة، حين تعرف إلى نتاجات الأدب العربي المعاصرة بنزعتها التنويرية التحديثية، بالإضافة إلى تواصله مع الأدباء خارج الجزائر.


حينما يذكر الطاهر وطار، يذكر معه الجمعية الجاحظية للثقافة، التي أسسها في عام 1989، لنشر الثقافة والدفاع عن اللغة العربية. وبعدما أسَّست الجمعية جائزة "مفدي زكريا" للشعر ـ نسبة إلى شاعر الثورة الجزائرية وصاحب النشيد الوطني المعروف ـ قبل نحو عقدين، قامت الجمعية بتأسيس جائزة "الهاشمي سعيداني" للرواية، لتكون توأماً لجائزة الشعر، بغية تطوير التجربة الروائية في دول المغرب العربي، ودعم الأصوات الشابة.


لا بد من الإشارة إلى أن وطاراً تبنى مواقف مختلفة ومعارضة لمواقف السلطة طيلة حياته، وربما كان هذا أحد الأسباب التي أدت إلى تقاعده، مبكراً، من العمل العام: فقد كان معارضاً منذ البدء لانقلاب هواري بومدين، وكان ضد استخدام مصطلح الإرهاب الذي عصف بالجزائر في عام 1992، حين ألغيت الانتخابات التشريعية، ودخلت من بعدها الجزائر في نفق مظلم أطلق عليه مرحلة "العشرية الدموية".


ترك وطار خلال مسيرته الأدبية عشر روايات وثلاث مجموعات قصصية، وما بينهما نال العديد من الجوائز كان آخرها جائزة سلطان العويس للرواية في عام 2009، وحظي بالتكريم في الجزائر، وفي العديد من المحافل الثقافية العربية والعالمية، وترجمت أعماله إلى العديد من اللغات كالفرنسية والإنجليزية والألمانية والإسبانية والروسية والبرتغالية، وحتى العبرية.


بدأ الطاهر وطار تجربته السردية في أوائل الستينيات، حين كتب مجموعته القصصية الأولى بعنوان "دخان من قلبي"، والتي نشرها في تونس في عام 1961 بسبب ظروف النشر الصعبة ـ في تلك المرحلة ـ والتي أشار إليها، لاحقاً، في مقدمة روايته "رمانة". ومن بعدها، بعشر سنوات، أصدر مجموعته القصصية الثانية في الجزائر بعنوان "الطعنات". وقد وصف علاقته بالقصة القصيرة، في لقاء أجرته معه مجلة أقلام العراقية بقوله: "القصة نسيج حياتيّّ كامل قائم على الإحساس والإدراك، وهو شيء واحد مرتبط جدلياً: المحتوى والتكتيك. أنا موغل في الواقعية الفنية التي تسمو بالواقع إلى مرتبة فنية عبقرية، وكثيراً ما أطعّم الواقع بالرمز لجعل قصتين تنموان في خطين متوازيين: واحد واقعي، وآخر رمزي شفاف، يجمع بينهما خط عاطفي واحد يواصل أحداث الشحن العاطفية في جو من الانبهار".


كما أصدر، في العام نفسه الذي أصدر فيه مجموعته الثانية، روايته الأولى "رمانة". كانت "رمانة" قصة طويلة - في حدود خمس وستين صفحة - ضمن مجموعة "الطعنات"، وقد اقترح عليه بعض الكتاب والأصدقاء فصلها لتكون رواية بحد ذاتها، ففعل. كتب يقول في مقدمتها: "ها هي، رمانة، تستقل بنفسها، وتخرج من مجموعة الطعنات، فلقد اقترح ذلك كل من كتب عن المجموعة تقريباً. بل، إن بعضهم وصف رمانة بالاضطهاد، عندما اعتبرت قصة قصيرة. لقد فرضت ظروف النشر الصعبة ـ في الستينات ـ أن يعمد الكاتب إلى جمع أقصى حجم ممكن من كتاباته في كتاب واحد، ليتيح للناس الاطلاع عليها، لأنه متأكد من أن فرصة صدور كتاب آخر له، نادرة جداً، ولربما لن تتكرر مرة أخرى".


كانت تلك الرواية مرحلة الانتقال بين لون أدبي ولون آخر، حيث لم يكتب بعدها قصة قصيرة إلا مجموعة أخيرة أصدرها في عام 1974، بعنوان "الشهداء يعودون هذا الأسبوع"، ليتحول، من بعدها، نهائياً إلى الرواية التي حملت همومه السياسية في إطار مشترك من الواقعية الرمزية. وقد ظل وطار يؤكد أن الروائي الواعي ليس ـ في حياته ـ سوى رواية واحدة يظل مخلصاً لها، يتناولها من زوايا مختلفة، وبدرجات ضوئية متعددة، وإن رواية الحياة ـ في إطارها الزماني والمكاني ـ هو الذي يعطيها خصوصيتها.


من يدقق في مجموعاته القصصية، يكتشف أن إرهاصات التحول، لدى وطار، من القصة نحو الرواية، كانت متوفرة وحتمية، وتشي بقرب حدوثه: فمعظم نصوصه طويلة أكثر مما هو مألوف في القصة القصيرة العادية. ففي مجموعة "الطعنات"، التي أصدرها في عام 1971، والتي تحتوي على اثنتي عشرة قصة، تتراوح صفحات القصص فيها، باستثناء اثنتين منها، ما بين ست وسبع عشرة صفحة. وتفتتح المجموعة الثانية، التي تضم عدداً من القصص الطويلة، بقصة "الشهداء يعودون"، التي جاءت في ثماني عشرة صفحة.


تناولت أغلب قصصه، من مثل: "الطاحونة"، و"الأبطال"، و"الطعنات"، و"يوميات فدائي"، و"اليتامى"، و"الرسالة"، و"الشهداء يعودون"، ظروف الجزائر الصعبة، والثورة، والاستقلال في بداية الستينيات. غير أنها امتازت بفتح زاوية عريضة على مساحات واسعة لطرح قضايا كبرى كالمعاناة، وإبراز الفقر والظلم واستغلال مكتسبات الثورة، ونقد سلوك بعض العسكريين الانتهازيين، والثوار الذين أصبحوا أكثر عسفاً من المستعمر، وتحليل تصرفات الناس ما بين قابض على الجمر، وما بين مستغل للظروف والشعارات. ويستطيع القارئ أن يتلمس، بسهولة، أن القصص تتناول أكثر من مجرد حادث مكثف ينطوي على موقف إنساني، كما هي الحال في الغالب في القصة التقليدية. وبهذا، كان وطار صاحب نَفَس روائي في قصصه منذ البداية. وأعتقد أن القصة القصيرة لم تكن مجاله الذي يقدر أن يستوعب طاقته الإبداعية الهائلة: فقد كان يملؤها بهموم الوطن ومعاناة الناس والنقد السياسي أكثر مما تحتمل. تنتقد قصة "الطاحونة" الطويلة الفساد الذي اعترى الثورة من قبل بعض المتسلقين والمستفيدين: "هل كان أبوه قائداً بطلاً؟ بالأمس سمعتهم يتحدثون عما تقاسيه زوج ابن بولعيد وابنها من فاقة وعوز، اقتسمت الثورة والاستعمار أموال ابن بولعيد الطائلة. الاستعمار ارتحل، وأبناء الشهداء يتضورون جوعاً، والطاحونة". وهذا موضوع احتاج روايات، في ما بعد، من الأدباء الجزائريين للحديث عنه.


ويقول في مواقع أخرى من القصة نفسها، في نقد قاس للثورة، ولممارسات منتسبي جيش جبهة التحرير، بعد الاستقلال: "نحيا، كما لو كنا في معتقل رهيب، لا في مركز، من أهم مراكز جيش التحرير اليوم، وأهم قلعة للعدو في قلب الأوراس، بالأمس القريب. هذه المكاتب الخالية من كل أثر للحياة، تعبر عن نفسياتنا... مساكين، أيضاً، أصحاب هذه المكاتب، أبناء الفلاحين الفقراء والعمال الكادحين ومعلمو القرآن، الذين تحولوا إلى جنود وإلى ضباط بحكم البذلة العسكرية، لا تستطيع نفسياتهم أن تنتظم عفوياً ومن تلقاء نفسها. الثورة ليست عاصفة هوجاء تقتلع الأشجار وتخرب السدود وتحطم القرميد، إنما غيث سحساح، يجرف الطحالب والأغصان الهشيمة ويغذي العروق الحية، لتزهر الحياة وتخصب وتثمر... الثورة، التي لا تتخذ المثقفين الثوريين سماداً لها، ستظل تسير عرجاء".


وفي قصة "الأبطال"، نرى البطل كاتباً يخلق مجموعة من الشخصيات، ويتحكم بمصائرها، فيجعل مصير البعض منهم الاتهام في الخيانة والغدر، والبعض الآخر يصبح بطلاً ممجداً. يبدو توظيف الرمز في خط مواز للقصة، كما قال، مثلما يبدو النقد واضحاً في اتهام السلطة التي تتحكم بمصائر البشر، حيث تستطيع أن ترسم النهاية التي تريد لأي كان. "أبطال قصة ما. ما هم؟ لا شيء.. مجرد حروف سوداء على ورق أبيض، تتهددهم ـ بين لحظة وأخرى ـ سلة المهملات.. جرة قلم فقط.. قرار الخالق.. فيمسخون إلى مجرد حثالات عادية، يمضغون الأشواك الجافة، وسط القطيع الأعمى، الأحمق".


وفي نهاية القصة نسمع صوت أحد الشخصيات يشكو ويقول: "سيدي الكاتب، حين كنت في محفظتك، اطلعت في القصة المهملة أن الشهداء عادوا إلى الحياة، فاغتالهم الأحياء... دعني أفكر ملياً سيدي". وقد طرح وطار هذا المفهوم الذي ينطوي على سخرية واضحة، ونقد لأحوال البلاد ـ بعد الثورة ـ في قصته القصيرة المشهورة، "الشهداء يعودون هذا الأسبوع"، التي نشرها في عام 1974، كما عاد وطرحها، مرة أخرى، في روايته الشهيرة، "اللاز".


يميل الطاهر وطّار إلى وضع القارئ في أجواء القصة مباشرة، من خلال البدء في أحداث الحبكة، وربما من بداية تأزمها، والابتعاد عن المقدمات الوصفية، حيث نراه يميل إلى توظيف الحوار ومناجاة الذات لخلق الجو عام لمحاور القصة الأساسية، وإلى تقديم شخصياته من خلال أحاديثها المتبادلة ومناكفاتها وصراعاتها وجدالاتها، وإلى تطوير الحدث أكثر من ميله إلى وصف المشاهد الجامدة. وقد اتسمت أعماله، بالإضافة إلى التركيز على الحوار، بالتركيز على حركية القصة، وتفاصيل الأحداث الواقعية، وتعدد الشخصيات وصراعاتها، والإكثار من سرد تفاصيل حياة الشخصيات، وأفعالها، أكثر من ميله إلى التأمل الفلسفي أو النفسي أو الوصف، وهذا ما تابعه لاحقاً في رواياته، خاصةً رواية "اللاز" (1974)، ورواية "عرس بغل" (1983).


تابع الطاهر وطار طرح بعض المحاور والقضايا الأساسية وتقديمها، والتي كان قدمها في قصصه، في بداية مشواره، من مثل: "الرسالة"، و"الدروب"، و"البخار"، و"السباق"، و"رقصات الأسى"، و"جارتي الملكة"، في الروايات لاحقاً، وخاصة الموت وهواجسه وتوظيفاته، وتأثير الأساطير الشعبية في حياة الفقراء والفلاحين، ومعاناة المحرومين، وصراعات الثوريين الدموية، والتحولات الاجتماعية، وتقارير المخبرين السرية، وافتراس الثورة أبناءها، وصدمة إدارة الدولة بعد الثورة، والاستغلال السياسي. كما تابع توظيف التاريخ الذاتي الشعبي، كما في روايات: "الولي الطاهر يعود إلى مقامه الزكي" (1999)، ورواية "الولي الطاهر يرفع يديه بالدعاء" (2005).


عكست قصصه القصيرة، منذ البدايات، أسلوبه في استخدام السخرية والتهكم في طرح بعض القضايا، من مثل قصة "جارتي الملكة"، وقصة "يوم مشيت في جنازتي ومشى الناس"، التي أهداها إلى د. جابر عصفور. وأقتبس من نصها هذه المقتطفات، للدلالة على هذا الأسلوب الذي امتاز به، واستمر معه في رواياته: "أنا ممدود في نعش أخضر أحضروه من المسجد، لم يجف الماء الذي غسلوني به، بعد... ذلك أنهم لم يكلفوا أنفسهم إحضار منشفة، من المناشف العديدة التي كانت في خزانة الحمام، بعضها أبيض، بعضها وردي، بعضها أزرق باهت. نسيت أنني لست في بيتي.. المعذرة". ويمزج بين النقد الاجتماعي والسياسي الساخر، بقوله: "كان الجميع يتوجهون بالعزاء للسيد الوزير والسيد الكاتب عام للوزارة، والسيدة مديرة الديوان، دون السؤال عما إذا كان هناك أحد من أهل المرحوم الذين يتقبلون العزاء.. الحق يقال، كان الوزير ومن معه من وزارته ومن زملائه الذين سبقوه في هذه الوزارة، وقد استنفروا جميعهم، أحسن من يقدم له العزاء، فقد كان الحزن يطفح من النظارات السوداء التي تغطي أعينهم...".

* اللوحة أعلاه للفنان الجزائري محمد خدة، مستغانم، بعنوان متحرر من الابجدية 

رابط المقالة

رابط الصفحة الكاملة



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق