الأربعاء، مايو 19

انشغالات اياد نصار

اياد نصار : نكتب ما نسمع خوفاً من أن نغرد خارج السرب!

إعداد: موسى حوامدة- نشرت في صفحة الثقافة في جريدة الدستور 19/5/2010


اياد نصار قاص وناقد أردني وعضو رابطة الكتاب الاردنيين، درس الأدب الإنجليزي والهندسة المعمارية لكنه تركها في السنة الرابعة ليدرس عشقه القديم المتمثل في الأدب. يهتم بالقصة والرواية في الأدب العربي والآداب العالمية ، ويكتب بنشاط في النقد حولهما، صدرت له مجموعة قصصية أولى عام 2008 بعنوان "أشياء في الذاكرة"، ومجموعة ثانية بعنوان "قليل من الحظ" في عام 2009.

ماذا تقرأ حالياً؟
ـ شرعت في قراءة رواية "نساء العتبات" للقاصة والروائية العراقية هدية حسين التي تمثل شهادة تاريخية على غزو العراق وسقوط بغداد ، رواية تفيض بصور الخيبة والموت والخراب ، لتطرح مأساة الحرب التي تدمر النسيج الاجتماعي وتهدم الاحلام وتفتح الباب على قارعة النفي والغربة ، وتبرز مأساة العراق حيث يتعسكر كل شيء. الرواية تعبير إنساني طافح بالحزن عن وطأة الحرب على المرأة التي تدفع الثمن دائماً.

هل تشاهد السينما أو المسرح؟
ـ بلا شك ، فالمسرح فن الإنسان الأول الذي لا يخبو بريقه. وأحب السينما وأعد نفسي من المتابعين لها. برغم ما شاهدته من أفلام حصدت الجوائز عبر السنين ، إلا أن أكثر فيلم أثر فيّ ، وقد شاهدته مرارا بفضل جمال قصته الانسانية التي ابدعت ميريل ستريب في تجسيدها هو "خارج أفريقيا" لسيدني بولاك. الفيلم مأخوذ من مذكرات امرأة دنماركية عاشت قصة حب مأساوية في كينيا في فترة استعمار أفريقيا. تضفي موسيقاه التصويرية ومشاهده أجواءً ساحرة عليه.

ما الذي يشدّك في المحطات الفضائيّة؟
ـ مغرم بمشاهدة القنوات التي لا يشاهدها الكثيرون. قنوات مدن العالم والتاريخ والجغرافيا. تأسرني متعة الاطلاع على ثقافات الشعوب وتاريخ الحضارات وأحب البرامج التي تتناول هذه المواضيع لأنها تثير نزعة التأمل في البحث عن أسباب نهضة جديدة تقوم على العلم والفكر والتفاعل الانساني بعيداً عن التطرف والشوفينية والماضوية التي تبحث عن الخلاص في القديم.

ماذا تكتب هذه الايام؟
ـ أجدني موزعاً بين حنيني إلى القصة القصيرة وبين مقارباتي النقدية، وخاصة حول آخر آفاق الإبداع السردي العالمي. هناك الكثير مما يمكن أن يستفيده الأديب من الاطلاع على أساليب الرواية والقصة لما لهما من تاريخ عريق في الغرب ومع ذلك يرحب بالتجريب دائماً.

ما الذي أثار استفزازك مؤخراً؟
ـ يستفزني الفكر المتقوقع على الذات والذي لا يرى من العالم إلا ثقب الدم. تثيرني حملات منع الكتب ومصادرتها وخاصة التي وراءها جهات تعتقد أنها تستطيع أن تصادر الابداع الخارج على سلطتها، بل تريد أن تصادر أيضاً أدبنا العربي القديم وتحرم منه أجيال الحاضر والمستقبل.

حالة ثقافية لم ترق لك؟
ـ أن يسارع المثقفون والكتاب والنقاد الى إصدار أحكام مسبقة على الاعمال الابداعية قبل قراءتها اعتمادا على ما يقال في جلسات الثرثرة. صار الأمر عجيباً في أننا نقول أو نكتب ما نسمع وليس نقرأ خوفاً من أن نغرد خارج السرب!

حالة أو موقف أعجبك؟
ـ موقف شارل ديغول حينما وقف مدافعا عن مفكر فرنسا الكبير جان بول سارتر أمام حملات التشكيك والاتهام، فقال: من أراد أن يحاكم جان بول سارتر ، فعليه أن يحاكم فرنسا.

ما هو آخر نشاط ابداعي حضرته؟
ـ حفل توقيع رواية "لا ملائكة في رام الله" للكاتبة الفلسطينية الشابة ايناس عبدالله ، الذي أقيم في منتدى الدستور الثقافي وتكلم فيه نخبة من الأدباء.

ما هي انشغالاتك الاجتماعية؟
ـ الانشغالات الاجتماعية هي لزوم ما لا يلزم، لا تستطيع أن تعيش معها ولا أن تعيش بدونها، تهرب منها لتجد أن الوسط الادبي يعيش أعراضها!

فرصة ثمينة ضاعت منك؟
ـ ضاعت مني فرص كثيرة لكن لا أعدها ثمينة! وأخشى ألا تصل الثمينة فلا أعرف طعم ضياع الفرص الثمينة! ضاعت مني فرصة غير ثمينة في أن أصبح مهندسا معماريا!

نصيحة قُدّمتْ لك ولم تأخذ بها؟
ـ نصحني عدد من أصدقائي مثل الروائي جمال ناجي والقاص العراقي عبد الستار ناصر بأن أكتب الرواية لأنني أمتلك نفسا روائيا، وما زلت غير آخذ بها، تجذبني الرواية، ولكنني أود أن أقدم مجموعة قصصية ثالثة وربما رابعة قبل أن اقتحم الرواية، أشعر أنني إذا باشرت الرواية لن أعود للقصة، لعله نوع من الحب الوفي!

ما الذي يشغل بالك مستقبلاً؟
ـ يدور في ذهني هاجس كبير يتراوح بين الحلم والقلق، ويتمثل في الرغبة في تقديم مشروع نقدي يستفيد من قراءاتي في المناهج النقدية الغربية المعاصرة. أعتقد أن تطور النقد في أية أمة هو دليل وعيها بأهمية الافكار في التغيير الاجتماعي، والتزامها بقيمة الانسان الذي يصنع الفكر.

هل لديك انشغالات وجدانية؟
ـ أكثر ما يشغلني ولا أنفك عن التفكير به هو الحلم بتطور المجتمع العربي وانتقاله من مجتمع مأخوذ بقيم تقليدية ومنظومة فكرية تنتمي للميتافيزيقيا ولا يساوره الشك في نقدها ، بل يبادر إلى إعادة تغليفها في رد على التحدي الحضاري. من دون ولادة عصر تنوير يؤمن بإعطاء الفرصة للافكار الجديدة، سنبقى نسير عكس التاريخ إلى أن تتسع الشقة بيننا وبين قدرتنا على التكيف، أو أن نعاني من كوارث نرى الآن ارهاصاتها.

ما الذي ينقص الثقافة العربية؟
ـ ينقصها مفكرون وكتاب وفنانون يؤمنون بقيمة المشاريع الجادة مثل محمد عابد الجابري وفؤاد زكريا وحسين مروة وسيد درويش وعبد الرحمن منيف ومحمود مختار وفيروز ، ومستعدون للتضحية في سبيل ولادة الفكر الجديد ، الذي يحاكم الاشياء من خلال قدرته على تقديم حلول تركز على تطوير المضمون أكثر من الشكل.

ما الذي ينقصنا في الأردن على الصعيد الثقافي؟
ـ تشجيع الانتاج الثقافي بمختلف أطيافه الفكرية ، وتهيئة المناخ له ، وتعديل القوانين التي تضع قفازا حريريا ولكنها متأهبة دائما لمنع الاعمال الفكرية غير التقليدية ، أو تلك التي يتم التحريض ضدها.

رابط الصفحة

الصفحة الكاملة





هناك تعليق واحد:

  1. أعتقد سيد نصار أن ما ينقص ثقافتنا العربية هو الوعي بأهمية أننا نمتلك فكراً يحارنا عليه كل من تنقصه الموهبة على التعبير، أنني أعاني من فكر التسلط والتحكم بما أفكر وبما أقرأ. حتى أنني حرمت لوقت غير بعيد من الكتابة والقرائة والتعبير، حتى كتبي الثقافية التي كنت أقتنيها لكثير من الأدباء والشعراء كانت والدتي تمنعني عن قراءتها، الآن وبعد أن تجاوزت الثلاثين من عمري أصبح من السهل علي أن أشتري الكتب وأقتنيها، وبدأت أعود للقراءة التي كنت محرومة منها بسبب أهلي.

    سيد إياد ما ينقصنا هو أن نثقف محيطنا لأنه هو العدو الأول لكبت حرياتنا

    ردحذف