الأحد، أبريل 11

اياد نصار في ندوة حوارية في المعهد الدولي لتضامن النساء



الريماوي : الحياة أوضح ما تكون في مرآة الشيخوخة!

الدستور- ضمن برنامج الأربعاء الثقافي الذي ينظمه المعهد الدولي لتضامن النساء ، نظمت ندوة حوارية حول رواية "من يؤنس السيدة" للقاص والروائي محمود الريماوي ، وشارك فيها د. فايز صياغ والقاص إياد نصار وأدار الندوة الحوارية د. حلمي ساري.


واستهل الريماوي الفعالية بتقديم ما يشبه الشهادة عن رواية "من يؤنس السيدة" ، فقال: "وقع اختياري على عجوز بطلة لهذه الرواية ، لكوني مشدوداً إلى عالم كبار السن. أرى أن الحياة تتمرأى أوضح ما تكون في مرآة الشيخوخة ، كما تظهر على أصدق صورة وانعكاس في مرآة الطفولة. السيدة حسيبة البطلة من جيل النكبة ، الجيل الذي تفتحت مداركه على واقعة سلب الأرض والتشريد عن الوطن واللجوء الى الجوار. لقد طال العهد على النكبة وتقدم ذلك الجيل في العمر كما هو حال حسيبة ام يوسف ، وقد رغبت أن تكون الشاهدة على الأحداث سيدة لا رجلاً ، ونعلم أن النكبات والفظائع تقع بصورة أشد وقعاً على النساء في مجتمعاتنا. علاوة على ما يتوافر لدى النساء من عمق عاطفي ورهافة روحية ، لا تتوافر دائماً لدى الرجال الذين يتوافرون على أمور أخرى إيجابية وسلبية.


وفيما يتعلق باختيار سلحفاة كبطلة أخرى للرواية قال الريماوي: "كان الاختيار مبعثه التأشير على الحياة الفقيرة إنسانياً ، التي باتت تخلو من التواصل البشري الاجتماعي ، ما يجعل استئناس امرأة وحيدة وأرملة بحيوان زاحف وصغير خياراً واقعياً ضمن منطق الرواية. فضلاً عن المزاج الخاص بهذه السيدة ، التي يعوزها الانفتاح السهل والميسور على أصناف شتى من البشر ، إلى جانب البطلة الرئيسية هناك شخصية الجارة سلوى أم عوني ، وهي معلمة سابقة في آواخر خمسينيات عمرها ، لكن حياتها محدودة لاصطدامها بحياة تقليدية من حولها". وختم الريماوي بالقول: "تبقى إشارة لعلها ذات أهمية وتتعلق بما تتضمنه الرواية من تباسط ومن تراسل ساخرين بين البطلة الأولى ، وكل من السلحفاة والبطلة الثانية. تقوم السخرية هنا على رؤية شبه فلسفية ، على إدراك حالة العبث والغرابة في الاستئناس بحيوان صامت غريب عن البيئة ويصعب التعامل معه".


ومن جانبه قدم د. فايز الصيّاغ خواطر حول الرواية ، وقال: "هذه الرواية ، الساحرة ، الآسرة ، تُدخل القارئ ، بل تَدخل به ، بمنتهى السلاسة واليسر والبساطة ، إلى مجموعة من العوالم المتداخلة المتفاعلة أحيانا ، والمتوازية المستقلة أحيانا أخرى ، وإلى حياة أناس عاديين في الظاهر ، إلا أنهم في أعماقهم مثقلون بهموم ومشاغل وانشغالات لا تكاد تحصى ، وفي مقدمتها الخروج من دائرة الوحشة والعزلة ، للتواصل مع الآخرين والتفاعل معهم والتعلم منهم ، وإعانتهم والاستعانة بهم لمواجهة أعباء العيش ومستلزمات الحياة". وأضاف د. الصيّاغ: "ترى ، هل يتحدث الريماوي في هذه الرواية عن عالم مضى وانقضى ، ومجتمع تلاشى وامّحى في مواجهة أنماط الحياة الجديدة وتياراتها الكاسحة؟ هل انقرضت البيئة الاجتماعية والروحية والسياسية التي كان الناس يتآخون فيها - على حد تعبير أم عوني - على دين المحبة والنية الصافية؟ وأخيرا ، وليس آخرا بالتأكيد: هل سيستمر التباعد والتنابذ بين "الوحشات" و"العزلات" ، السياسية والثقافية وربما الدينية ، التي نعيشها أو نوشك على الدخول في معمعتها هذه الأيام ، في مجتمعنا الصغير على الأقل؟ آمل أن يكون الجواب بالنفي،".


كما تحدث القاص إياد نصار عن الرواية ، وبين أن أهميتها "تكمن في إبرازها لذلك الجانب الايجابي في دور المرأة الفاعلة في مجتمعها رغم كل الظروف القاسية والمحبطة التي تقف ضدها ، ورغم ما تتعرض له من النسيان والنكران ، فإنها لا تتوقف عن العطاء ، ولكنه ذلك الدور الذي تحترق فيه المرأة من الداخل ، والذي تتعلم معه المرأة معنى كبح رغبات النفس والتضحية بأشواق الروح والجسد لأجل الآخرين. كما تكمن قيمة الرواية الفنية في تناول تفاصيل حياة الإنسان العادي".


ولفت نصار إلى أن "الرواية تبرز أهمية الاتصال والتواصل وأدواته ولغته ليس بين البشر وحسب ، بل بين البشر والحيوان. كما ترصد الرواية ملامح الحياة المعاصرة في الأحياء الشعبية في مدينة الزرقاء وايقاع الحياة فيها من خلال سرد تفاصيل حياة البطلة".

* نشرت صحيفة الدستور الاردنية تغطية للندوة الحوارية التي شاركت بها حول رواية القاص والروائي الاستاذ محمود الريماوي في عددها الصادر يوم السبت 3 نيسان/ابريل 2010 كما يظهر من صورة الصفحة الثقافية. يمكنك عزيزي القاريء الضغط على الرابط أدناه  للانتقال الى موقع الصحيفة والاطلاع عليها:

اياد نصار يشارك في ندوة حوارية في المعهد الدولي لتضامن النساء / الاردن


الريماوي: سخرية "من يؤنس السيدة" تعكس شقاء العقل أمام مظاهر لاعقلانية

ندوة في المعهد الدولي تقرأ أجواء رواية صاحب "رجوع الطائر"


الغد- عاين الناقدان د. فايز الصياغ وإياد نصار البنية الشكلية المعتمدة على البساطة والاحتفاء بتفاصيل حياة الإنسان العادي في رواية محمود الريماوي "من يؤنس السيدة".


وأكد الناقدان في الندوة التي نظمت أول من أمس في المعهد الدولي لتضامن النساء وأدارها د. حلمي ساري على وجود انشغال واضح بالبحث عن طرق التعبير والتواصل الأكثر فعالية، رائين أن الريماوي أبرز الجانب الإيجابي لدور المرأة الفاعلة في مجتمعها، خصوصا في مسألة كبح رغبات النفس والروح والجسد لأجل الآخرين.


تحدث الروائي محمود الريماوي حول أجواء الرواية، مؤكدا أنها تقوم على "خلفية النكبة واللجوء ووحدة الضفتين وهذه تطورات سياسية مفصلية"، مشيرا إلى أن الرواية ليست ذات طابع سياسي، لرأيه أن الحياة أوسع من السياسة على أهمية الأخيرة.


وبين أنه عمل "حالة اندماج البطلة وعائلتها في المجتمع المحلي، من مخيم الحسين إلى علاقة الجيرة المميزة في مدينة الزرقاء، مع سيدة متعلمة وليست عجوزا".


وأضاف الريماوي، تلك العلاقة تمثل في اجتهاده ومعاينته "نموذجاً للعلاقات الإيجابية الطبيعية بين مكونات المجتمع المختلفة، التي لا تحدها حدود ولا تقف أمامها فوارق، والتي سادت هذا المجتمع لردح طويل من الزمن".


وبين أن المقارنة بين تلك المفاهيم التي كان يعتنقها ويمارسها بسطاء الناس، وبين ما نلحظه راهناً من شطحات وممارسات فئوية وضيقة الأفق لدى شرائح واسعة من المتعلمين والمثقفين، تؤكد "مدى الهناء الذي نرفل به".


وأشار الريماوي إلى ما تتضمنه الرواية من تراسل ساخر بين البطلة الأولى، وكل من السلحفاة والبطلة الثانية، مبينا أن السخرية تقوم على رؤية شبه فلسفية، وإدراك حالة العبث والغرابة في الاستئناس بحيوان صامت غريب عن البيئة ويصعب التعامل معه، ثم على محدودية الحياة الاجتماعية وضيق فرص النساء في اختيار أنماط حياتهن. ويذهب إلى أن ذلك "يثير الغيظ والسخرية من الذات والآخرين".


وخلص الريماوي إلى أن السخرية تعكس من جهة شقاء العقل وصحوته أمام مظاهر لاعقلانية، ومن جهة ثانية الروح الحيوية والإيجابية وقوة الإحساس بالحياة لدى البطلتين، مبينا أنه رغب أن تنبثق بهجة السرد من بهجة روح الشخصيتين رغم قتامة الأحداث.


من جهته قدم الصياغ خواطر حول رواية "من يؤنس السيدة" لمحمود الريماوي، مستذكرا ندوة جمعت عددا من المثقفين والأدباء في أبو ظبي، تمحورت حول ترجمة الأعمال الأدبية والفكرية من العربية وإليها.


واستشهد بما قاله الروائي إبراهيم الكوني:"إن الترجمة، بمعناها الوجودي، هي اتصال وتواصل بين عزلتين على الصعد الفردية والحضارية والاجتماعية".


وزاد الصياغ على ذلك بالقول:"إن الأعمال الإبداعية جميعها، بل أنماط التواصل الإنساني على اختلاف أشكالها وغاياتها، إنما هي جسور للتواصل والتفاعل، لا بين عزلة وأخرى فحسب، بل بين أعداد لامتناهية من العزلات الإنسانية والحياتية".


وقال إن الرواية، الساحرة، الآسرة، تدخل القارئ، بل تَدخل به، بمنتهى السلاسة واليسر والبساطة، إلى مجموعة من العوالم المتداخلة المتفاعلة أحيانا، والمتوازية المستقلة أحيانا أخرى، وإلى حياة أناس عاديين في الظاهر، إلا أنهم في أعماقهم مثقلون بهموم ومشاغل وانشغالات لا تكاد تحصى، وفي مقدمتها الخروج من دائرة الوحشة والعزلة، للتواصل مع الآخرين والتفاعل معهم.


وأشار الصياغ إلى شخوص الرواية وهم السبعينية "حسيبة" أم يوسف، اللاجئة الأرملة المهاجرة من بيت نتيف "إلى مخيم عقبة جبر في "البلاد"، إلى مخيم الحسين في عمان، والجارة الخمسينية أم عوني الحصناوية التي زوجت ولدا وبنتا وصارت جدة، ومع ذلك لطالما خاطبتها حسيبة بقولها؛ "ليس عندي بنات.. أنت مثل ابنتي" فتجيبها أم عوني:"بنتك ولكن على أي دين؟" وهو ما لم تعرف حسيبة جوابا عليه، فتحيطها أم عوني المسيحية بذراعها قائلة:"على دين المحبة والنية الصافية".


وكذلك شخصية "أبو يوسف" الراقد في قبره في الزرقاء، وماجد، الابن الثاني لحسيبة، المشغول بعمله وأولاده مثلما هو مشغول بأمه. والجارة "أم سمير" التي أُطلق عليها اللقب مجازا فهي عاقر، وتصفها الحارة بالراديو وبوكالة رويترز.


وطرح الصياغ مجموعة من التساؤلات على الريماوي منها: هل يتحدث الكاتب في هذه الرواية عن عالم مضى وانقضى، ومجتمع تلاشى وامحى في مواجهة أنماط الحياة الجديدة وتياراتها الكاسحة؟


ويتابع الصياغ، هل انقرضت البيئة الاجتماعية والروحية والسياسية التي كان الناس يتآخون فيها - على حد تعبير أم عوني - على دين المحبة والنية الصافية؟


وينتهي بسؤال هل سيستمر التباعد والتنابذ بين "الوحشات" و"العزلات"، السياسية والثقافية وربما الدينية، التي نعيشها أو نوشك على الدخول في معمعتها هذه الأيام، في مجتمعنا الصغير على الأقل؟ آمل أن يكون الجواب بالنفي!


وقال الكاتب إياد نصار إن رواية "من يؤنس السيدة" قدمت بناءً روائيا جذاباً في بساطته الشكلية من حيث الاحتفاء بتفاصيل حياة الإنسان العادي، التي تستحق أن يكتب عنها.


ولفت نصار الى أن الرواية، ترسم مصير، شخصيتين رئيسيتين وبطلة أخرى من نوع آخر، لا تقل أهميتها في الرواية عن البطلتين الأخريين ألا وهي السلحفاة، التي تصبح محور الاهتمام طيلة الرواية.


وأشار نصار إلى أن بناء الرواية يقوم على تعدد الأصوات السردية، وخصوصاً ذلك الصوت الذي يأخذ فصلا قصيراً، وهو الفصل الذي ترويه السلحفاة ذاتها.


وقال نصار إن أهمية الرواية تمكن في تناول حياة الإنسان العادي، وهي في هذه الحالة، وعلى نحو ليس مألوفاً كثيراً، امرأة عجوز سبعينية، وذلك القادم الغريب الأنيس المتمثل في السلحفاة.


وبين أن الرواية تعقد مقارنة بين بطلتها الإنسانية، وهي السيدة السبعينية وبين بطلتها الحيوانية فيما ينطوي على نقد لعالم الإنسان.


وأكد نصار أن الماضي يلعب دورا كبيرا في الرواية، وأن للرواية قيمة توثيقية شعبية مهمة للقرية الفلسطينية، حيث تضعنا في الجو عشية النكبة وتفاصيل دخول العصابات اليهودية للقرى الفلسطينية وبدء عملية التهجير.

* نشرت صحيفة الغد تغطية للندوة الحوارية التي شاركت بها حول رواية القاص والروائي الاستاذ محمود الريماوي في عددها الصادر يوم السبت 3 نيسان/ابريل 2010 كما يظهر من صورة الصفحة الثقافية. يمكنك عزيزي القاريء الضغط على الرابط أدناه للانتقال الى موقع الصحيفة والاطلاع عليها:
اياد نصار يشارك في ندوة حوارية في المعهد الدولي لتضامن النساء


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق