السبت، فبراير 18

امرأة في حفل توقيع



صدور المجموعة القصصية الثالثة

امرأة في حفل توقيع
اياد نصار



بمناسبة صدور مجموعتي الثالثة فقد أصدر الناشر دار فضاءات للنشر والتوزيع الاعلان التالي:

صدرت عن دار فضاءات للنشر والتوزيع في عمان / الاردن المجموعة القصصية الثالثة للقاص الاردني اياد نصار وهي بعنوان "امرأة في حفل توقيع" ، وقد جاءت المجموعة التي كتبت مقدمتها الروائية العراقية المعروفة لطفية الدليمي في 156 صفحة وضمت خمس عشرة قصة. وكان القاص نصار قد أصدر مجموعته الاولى "أشياء في الذاكرة" في عام 2008، ومجموعته الثانية "قليل من الحظ" في العام 2010.


يقدم نصار في هذه المجموعة الجديدة، وبلغة قصصية رشيقة جميلة الصياغة، نماذج فنية في إطار بناء سردي متماسك، تأسر القارىء منذ استهلالها وتطرح مضامين عصرية وتدخل أحياناً تخوماً غير مطروقة من قبل كي تبرز بايقاع مأساوي مؤثر تناقضات الحياة ومفاجآتها من خلال عذابات أبطالها وخاصة من النساء المحرومات والحالمات والمقهورات في بنية اجتماعية وسياسية قائمة على القهر والاستبداد والاستغلال وانتهاك البراءة. وترصد بعين واعية تتأمل ما وراء الاحداث صورا عامة للمشكلات والأزمات الاجتماعية والفكرية والاقتصادية التي يرزح تحت وطأتها الانسان العربي وهو يجابه صدمة التحولات للعصر الجديد.

كتبت الاديبة الدليمي في مقالة نقدية تقديمية للمجموعة وتحت عنوان "واقعية ممتعة وحكي بارع" بأن "قصص إياد نصّار في هذه المجموعة الجديدة قصص ناضجة، ذات بنى واقعية منفتحة بعيدة عن التجريب والتغريب، سواء في الأشكال أو المضامين أو الأسلوب". وأشارت الى أن الكاتب "التقط هذه النماذج، وقدمها لنا ببراعة الحكاّء وحرفية القاص، وأتى تركيزه على شخصياته النسوية وراويات قصصه ليقدم لنا ما تتعرض له النساء من قمع يبدأ من بنية العائلة ليمتد إلى المجتمع خارجها، فتضطر النساء الى القبول بخيارات تراجيدية يرغمن عليها".

وأبرزت الدليمي في اطار رؤيتها النقدية الكلية للمجموعة وفي سياق تحليلها لبعض القصص ما تتميز به بقولها "تنفرد قصة (حياة بين الأموات) بمقاربتها لقضية عامة من منظور محنة خاصة لإمرأة، وهي قضية نادراً ما تطرق إليها كتاب عرب، قدمها الكاتب هنا بجرأة وذكاء كبيرين من وجهة نظر أنثوية" واعتبرت أن "اختيار وجهة النظر الأنثوية اختيار ذكي وبارع، فنحن نعلم أن نتائج كوارث الحروب والصراعات العرقية والعنف والإرهاب تقع في المقام الأول على الضحايا من النساء اللائي يتحولن إلى أرامل بائسات أو شهيدات بلا قضية، لأنهن لم يخترن هذا السبيل وهذا المصير، إنها من القصص الجديرة بالإعجاب شكلا ومضمونا ومعالجة".

وفي سياق اضاءاتها لمختلف جوانب النص كتبت الروائية العراقية "يعمد إياد نصار إلى التنويع في أساليب القص، فهو وريث تراث محلي وإنساني شاسع، ويبدو في أدائه القصصي مستفيدا من بنية الحكاية الشعبية لتوغله في الأجواء الشعبية والريفية ومعرفته الواسعة بمقومات هذه البيئة وموجّهات قيمها وأحلامها وتقاليدها، ونجد لدى إياد نصار تنوعاً كبيراً في شخصيات ورواة قصصه. ومثلما يثري تنوع شخصياته فعالية الحكي، يمتعنا تنوع الأحداث والأمكنة، فمن قرية في الريف ومدينة عربية الى تجربة مجند في قوات دولية في (هاييتي) الى بيئة بدوية صحراوية في بلاد مغاربية كما في قصة التيه، التي تتميز عن قصص المجموعة كونها تنحو، أكثر من قصصه الأخرى، إلى الرمز، فثيمة المتاهة والخطر الذي يحيق بالرحل المسافرين، والتوجس ممن يقابلونهم في رحلة التيه منح هذه القصة بعداً كونياً يضعنا أمام معضلة الانسان والوجود والموت ومخاطر الحياة في عالم يتربص بالفرد أينما ولى وجهه، وهي من قصص المجموعة البارزة".

وحول المرأة في هذا العمل فقد لفتت الدليمي الانظار الى أن اياد نصار "يبرع في اختيار رواة قصصه من النساء ويقنعنا تماماً بأن راويته الأنثى تتحدث منطلقة من وعي نسوي بالعالم والبشر والأحداث الدائرة حولها باعتبارها مركز الرؤية وبؤرتها، وهو بهذا يعيد الاعتبار للخطاب النسوي والرؤية الانثوية للعالم عبر منظور جندري ينأى بالكاتب عن التعصب البطرياركي الذي ألفناه لدى معظم كتابنا الرجال، هذا الخطاب الذي يتجنبه كثير من الكتاب وحتى الكاتبات اللائي يكتبن عن العالم من وجهة نظر ذكورية، بل ويصدرن الأحكام على النساء من خلال هذه الوجهة وعبر هذا التبني لخطاب نسوي من منظور المرأة ذاتها.

ومن عناوين المجموعة التي نشر كثير من قصصها كما تشير الهوامش في الصحف الاردنية والعربية نطالع حياة بين الاموات، وولادة قصيدة، وذات يوم شتائي، والكتاب السري، ومدارات الصمت، واشباح في حياتي، والتيه، وأزهار تموت في المساء، والقصة التي أعطت عنوانها للمجموعة "امرأة في حفل توقيع". وجدير بالذكر أن نصار أهدى المجموعة الى الحقيقة.. التي طمسها الانسان بخوفه.. منذ اختراعه الاول.. والى من أخرجته الحقيقة من الحياة.. طوعاً أو كرهاً.