الاثنين، ديسمبر 29

دفاتر الحب والذكريات


دفاتر الحب والذكريات

اياد نصار


يا زماناً عشتُ به للحبِّ أطوارا
لم أدرِ إن كان صدفة ًحبُّك
يا سيدتي أم أقدارا
ليس في العمر مثلُهُ
يا روعة َالحياة تُنْبتُ
في صقيع ِ العمر
أزهارا
وتسكبُ بعد جفافِ الروح
أمطارا.


طالَ الغيابُ
وجاء خريفٌ ومضى خريف
وأنا أُصارعُ ظنوني
وألتمس أعذارا
صوتُكِ صار صمتـَكِ الابديَّ
يا ملاكاً.. يا ساحرةً تلهم الدنيا
أشعارا
وتعزفُ للحنين والحبِّ
أوتارا.


إشتاقتْ لكِ الكلماتُ
يا ملكة َ الحرفِ والنشيد
يسائلني القلبُ عنكِ ليلاً نهارا
كنتِ أمام ناظري،
ولم أكنْ أطيقُ سلوى
فكيف يكونُ الان إنتظاري
ونارُ الشوقِ تستعر لهيباً وأوارا؟


كنتِ لي سماءً وأرضاً
وجنة ً وأشجارا
رأيتكِ في كلّ نجمةٍ ووردةٍ
وحشائشِ الارضِ البرية
رأيت فيك غالاتيا وفينوس
وفلورا
يا الهة ً عادت من التاريخ
عذوبة ًورقة ًوآثارا.


كنتِ لي في ليلِ وحدتي أنوارا
رأيتُ وجهَكِ اللؤلؤيَ يسامرُ غربتي
أينما ذهبتُ أقطارا
كنت لي في صحراءِ الحياة
حين يموتُ الحبُّ بين البشرِ
واحة ًونخلة ًوأنهارا.


لستُ أرى سوى وجهَكِ أمامي
أينَ الهروبُ منكِ الا اليك؟
لم يعدْ يطيقُ القلبُ من غيابِك
احتمالاً ومن هواجسي أفكارا
هل هذا هو قدري يا سيدتي
أن يصيرَ حبكِ بعد الجنة
أطلالاً ورماداً ونارا؟
أن يَغَصَّ القلبُ في وحدتِه ألماً
وينفطرَ حزناً وانكسارا؟


قد طالتْ غيبتكِ يا أجملَ النساء
فمتى تعودين يا أنشودة ً
أرسلتها السماء؟
أحملُ دفاتري كلَّ صباح
فلست أرى سوى الذكرى
والحزن أنظارا
أماكني كلُها صارت أطلالاً
وانتظارا
فلا الشوقُ يحملني اليكِ
ولا القلبُ يطيقُ إصطبارا.


يا توأمَ الروح مذْ كنا صغارا
كم من رسائلٍ حمّلتها
للقاصدين الديارا
وكم من مكاتيبِ العشق ضمّنتها
حروفَك المخملية َ
لعلي أراك في سطوري
فرأيتكِ في ساعاتِ الوجدِ
أقمارا
وسمعتُ همسكِ عند الفجر
أذكارا.


هل يضيعُ العمرُ يلوكُ الذكرى
أسراراً ويحترقُ القلبُ أجمارا؟
هل كان ذنباً أنني أحببتكِ
يا روعة َ العمر؟
هل كان الحبُ يوما أوزارا؟
كم تحمّلنا في ليالي الحب عيوناً
وحصاراً وأخطارا
وكم هطلتْ في ليالي الشتاء
القطراتُ
فلم ندرِ أنزلَ المطرُ أم بكتِ العينُ
من الشوقِ مدرارا


كم أحببتك يا فاتنة َ عمري
سيعيش الحبُ الذي بنيناه
خالدا ً في كتب الهوى والقصائد
بعد عمرنا أعمارا
ليعرف الزمن أننا كنا معنى الوفاء
في هوانا أحرارا



* اللوحة أعلاه للفنان الانجليزي إدوارد جون جريجوري (1850 - 1909)

هناك تعليقان (2):

  1. غير معرف6:56 م

    أحب
    أجمل
    أهدأ
    أحن
    أرقى
    أعذب
    ألطف
    أسمى
    أقرب
    قصيدة تحمل في طياتها لوعة الحب و الشوق و البعاد

    احييك يا موسوعة الشعر الراقية

    ردحذف
  2. أشكرك يا قارئي العزيز على هذه الكلمات التي لا أستحقها وغمرتني بها بلطفك وروعتك. سعدت بها كثيراً وسعدت أكثر لأن القصيدة لقيت في نفسك هذا الحب والتفاعل والاعجاب الذي يدل على رهافة حسك وتذوقك للشعر. أتمنى أن أكون عند حسن ظنك بي وأن تنال قصيدتي دوماً إعجابك. سلمت

    ردحذف