الأربعاء، أبريل 15

أوراق ذابلة


أوراق ذابلة

اياد نصار

كالطفل ِ كان القلبُ في هواكِ
يفرحُ .. يضحكُ ويبكي
تحملهُ يداكِ
فيسكتُ وعلى الوجهِ ابتسامةٌ
من رضاكِ
تهدهده أشعارُك فيغفو،
تداعبه همسةُ الحبِ من شفتين
تمرُ ناعمة ً كنسيمِ صِباك
ملولٌ ينامُ ويصحو
يركضُ اليكِ .. تبتعدين في المدى
كسرابٍ..
كطيفٍ
هيهاتَ أن يراكِ


يا لبرودة القلبِ .. قلبـِكِ
أكنتِ تفرحينَ لعذابي
وانطفاءِ روحي
ببعدكِ؟
كم كان يعتصرني
من حُرقةِ الوجدِ بكِ
الاسى وأنتِ تزيدين في
احتراق ِ شبابي


صلّى القلبُ في معبدِك
صلاتَه الاخيرة ْ
وبكى من لوعتِهِ شوقاً
فترقرقتْ دمعتُه
وذبلتْ زهرتُه
النضيرة ْ
تنهّدَ القلبُ حسرةً
ثم ارتحلْ
أين مني يداك الحانياتُ
أين ضاعت ذكرياتٌ ماضياتٌ
وأملْ
هواكِ كان مطرَ الحياة
لاوراقي الذابلة ْ
ما عادت أمطارُ الشتاءْ
تهطلُ كلََّ بياتْ
ما عادت تعبرُ من سمائي
نجومُكِ الآفلة ْ
صيفُكِ قيظٌ طويلٌ بلا انتهاءْ
اصفرّتْ أوراقي
وتمايلتْ بلا لحنٍ أو غناءْ
معلقة ً في مهبِّ الريحِ
وحينَ يأتي أجلُ الدمعِ
ستسقطُ من بعد طول ِ جفاءْ


أسلمتُ القلبَ لوجعهِ القديم
لحزنهِ الابديّ
لارتعاشته الواهمة ْ
وانكساراتِه المتراكمة ْ
وشهقت جروحي زرقة ً
في اخضرار عينيك الآثمة
آه كم قتلتني وعودُك
التي لا تأتي
هل ترين في عيني
أيَّ سُهدٍ وجمرٍ لأحلام ٍ
نادمة ْ؟


كم ظننتُ أنّ الحبَ يدومُ
فصنعتُ لأهدابِ عينيكِ
سماءاً كلها نجومُ
ومن شعري وورودي
أزهاراً لحُمْرةِ خدّيكِ
ما كنتُ أحسبُ أن الفؤادَ
بلا أملٍ يرومُ
هواكِ
آه حينَ لا ينفعُ رجاءٌ
لديكِ
ولا بقايا من رماد تقومُ


قالتْ لي ساحرةٌ
وهي ترى في القدحِ
بقية ً من حزنٍ
مستحيلْ
طيفُك منفيٌّ وراء نافذةٍ مغلقة
مصلوبٌ على الجدران
كالقتيلْ
وتراءتْ صورتُها كسرابٍ
على دربٍ طويلْ
ورأيتُ قطرةً من دمكَ
في القدح تسيلْ
آه كم أدمتْ قلبكَ
أما آن للقلبِ الرحيل؟

* اللوحة أعلاه بعنوان اطار ذهبي للفنان البحريني خالد التهمزي، 2002

هناك تعليقان (2):

  1. غير معرف1:16 م

    السلام عليكم استاذى الفاضل اياد
    مبدع كعادتك ابيت الا ان تاخذ قارىء القصيدة الى عالم مليء بالامل رغم ما يكتنف الكلمات من الام وحرقة.
    وصفك لحالة القلب بمنتهى الجمال وكان النفس فى مناجاة مليئة بالحنين نارة والعتاب اخرى جعلت الخيال يغوص وسط عواطف متارجحة بين الشوق الدفين والامل البعيد منتهى الرومنسية حتى فى اصعب حالات الجرح هذا ما عودتنا عليه فى ابداعاتك استاذ اياد مع تناسق فنى بين القصيدة واللوحة لكم منى الشكر والتحية الطيبة والدعاء المستمر بالتوفيق
    عفاف مع تقديري واخلاصي

    ردحذف
  2. العزيزة الادبية ذات الحضور الجميل والقلم الانيق
    تغريني كلماتك للنظر فيها وتأملها طويلا لأنها مثقلة بالافكار ومطرزة بألق التعبير وجماله. دائما أؤمن بما عبر عنه الشاعر الانجليزي جون كيتس وهو أننا نغني للحزن حتى في أغاني الفرح. وأعتقد بأن حالة التشتت والتأرجح بين الامل والالم، والاحساس بطعم السعادة والحزن، او معايشة الحلو والمرير في الان ذاته عندما نستحضر ذكرياتنا الماضيات لا مفر منها. قراءتك تعيدني الى استحضار الحالة التي عايشتها حينما كتبت. شكرا على نورك الذي أضاء جوانب المكان، مع ودادي.

    ردحذف