الجمعة، أكتوبر 8

القيسي ونصار وآخرون

القيسي ونصار وآخرون
بقلم سامية العطعوط

* نشرت في الملحق الثقافي لجريدة الدستور الاردنية بتاريخ 8/10/2010

كتبت الزميلة القاصة سامية العطعوط الكلمة التالية في زاويتها الاسبوعية في جريدة الدستور والتي تطرقت فيها الى كتاباتي القصصية والنقدية:

تبدو الساحة الثقافية، لدينا، مخلخلة، تماماً، بمعنى أن المثقفين، وخاصة الكتاب والكاتبات، لا يشكلون جسماً واحداً، وصوتاً واحداً يحفل بما هو جديد وقيّم. قليلّ منا الذين يقرؤون الكتّاب الآخرين، ويشيرون إليهم، وإلى إنجازاتهم، ويحتفلون بهم. وليس بالضرورة أن تكون الإشارة بالحبّ والإعجاب، إن لم يتوفرا، ولكن ـ على الأقل ـ بالاهتمام في إنجازاتهم، وطموحاتهم وقدراتهم على التكيّف مع الظروف، وعلى إيجاد البدائل، وعلى التطور النوعي باستمرار.


لذلك نرى الساحة تحفل بالكتاب والكاتبات في مختلف مجالات الإبداع، سواء مَنْ هُم مًن الأجيال السابقة، الذين تم تكريسهم على مرّ السنين، أو من الأجيال التالية، ومع ذلك فإن الحراك الثقافي يظلّ قاصراً، لدينا، عن متابعة ما يجري في الساحة الثقافية، وما يزال محكوماً بالعلاقات الشخصية، والتوجهات السياسية، وتأثير مراكز القوى المختلفة على الإعلام والسياسات الثقافية، أكثر من كونه محكوماً بمستوى المنجز الثقافي، أو الإبداعي للآخر، وليس أدلّ على ذلك، مما حدث في منح التفرغ الإبداعي، لهذا العام، بحسب التحقيق المنشور في جريدة الدستور قبل أيام.

أيضاً، وعلى سبيل المثال، أتابع كثيراً مما يصدر في الساحة الثقافية، وأتابع ـ منذ زمن ـ كتابات الزميل يحيى القيسي، وإنجازاته التي تنوعت ما بين الكتابة الإبداعية، وإعداد البرامج والأفلام الثقافية، الوثائقية، ومجالات أخرى. وكذلك الزميل إياد نصّار، في كتاباته القصصية والنقدية، وآخرين غيرهما.

وفي الحقيقة، فإن هذين الزميلين، ولا علاقة خاصة تربطني بأي منهما، يقدمان نموذجين للمشتغلين في حقل الأدب من الأجيال الجديدة الشابة، لأنهما استطاعا أن يشقا طريقيهما من دون اتكاءات كبيرة، أو صغيرة، كما أن من يتابع مسيرة الكتابة لديهما، يستطيع أن يلمس التطور الذي حصل، ويحصل، في نتاجيهما. فإياد نصّار، الذي بدأ كتابته بنصوص قصصية خجولة، فضفاضة العبارات، أصبح يقدم نصوصاً قصصية متطورة وأكثر تماسكاً، وأكثر أهمية، على الصعيدين: الموضوعي، والسردي، كما في قصصه المنشورة في جريدة النهار اللبنانية، مؤخراً. كذلك يحيى القيسي الذي أصدر، حديثاً، روايته الثانية، "أبناء السماء"، وهي رواية تفارق معظم الموضوعات الروائية السائدة، على الأقل محلياً وعربياً، وتهتم بطرح رؤى وتصورات مختلفة عن العوالم اللامرئية، أو الماورائيات: فقد استطاع، من خلالها، أن يفارق كتاباته الأولى، التي بدأها بالسرد القصصي، في مجموعته "الولوج في الزمن الماء"، نحو فضاءات قد يراها أكثر رحابة للتعبير عما لديه. وهناك أمثلة أخرى كثيرة على الظواهر الثقافية، والإبداعية، لدينا، ومنها صدور عدد من الروايات لكاتبات أردنيات خلال العام الحالي.

وهذا المقال، بالطبع، ليس مقالاً نقدياً، أو حتى تقويمياً، بقدر ما يمثل دعوة لنا، جميعاً، للاهتمام في الأدب المحلي، وقراءته فيما بيننا، وتشكيل حلقات بحثية، أو دراسية، حول موضوعات أو ظواهر معينة فيه. وقد كانت لفتة ممتازة من رابطة الكتاب الأردنيين، بأن أنجزت ندوات نقدية لما صدر لمبدعين أردنيين، عن مشروع التفرغ الإبداعي، ولكن هذه الندوات والقراءات ليست كافية، لتغطية الأدب المحلي، وخاصة ما يُعنى بالجديد منه.

رابط الصفحة بجريدة الدستور

رابط الصفحة الكاملة (يرجى الانتظار قليلا ريثما يتم تحميل الصفحة)



هناك تعليق واحد:

  1. غير معرف12:20 ص

    أجراس الصمـت

    مهما رصدنا من الامل الكثير لتجاوز هذا الخوف , فلن ننلغي واقع التهميش الذي يؤمن الموت للابداعات الجديدة ,فهناك علاقة قائمة بين القائم على الفكر الجديد, والمتعهد بدراسته ونقده والاهتمام به, حتى يتواطئ في مهمة نشره ودعمه وبذلك تطويره
    تشكيل قنوات مفتوحة بين مختلف الادباء سيوحد قوةالابداع,فالمعرفة تبادلية تراكمية تفاعلية , والا مصيرهاالخرس , والسبب التوجهات السياسيةوالعلاقات الشخصية كما تفضلت استاذتنا
    اتابع دوما ابداعات الاستاذ اياد والاستاذ القيسي, وفعلا , ان رصد حركية التطور التي مست نتاجهما ستكشف عن حالة ابداع عميق , في اعلى درجات الصدق
    والامثلة كثيرة ...
    فاطمة - الجزائر

    ردحذف