الأحد، يونيو 29

المصير


المصير

قصة قصيرة
بقلم اياد نصار

يجلس على سريره وحيداً في الغرفة، أغلق على نفسه كل شيء، أسئلة كثيرة تدور في رأسه بلا أجوبة، اختزل الماضي والحاضر والمستقبل في دوامةٍ من الأفكار المضطربة، لكن السؤالَ المخيفَ كان عن المصير. هل ساقته قدماه إلى القدر المحتوم في هذه الغرفة الموحشة وحيداً؟ للموتِ طعمٌ لاذعٌ مخيف. كم قرأ عن الموت كأيِّ شيء عادي! لم يغمره هذا الاحساس بالعدمية والقلق من قبل. أثارت قصص الموت المأساوية الحزن في القلب، لكنه في ذات الوقت كان يمارس التنظير عن فلسفة الموت، فيشعر بمعنى الحياة. مفارقة غريبة لكنها الحقيقة. هل ستموت الأحلام هنا؟ هل ستنتحر الآمال الوليدة على رمال الصحراء؟ شعر بالغربة عن المكان. ستكون نهايةً عبثيةً حزينة ، ستمرُّ ولن يشعر بها أحد. لأولِ مرةٍ يتشبّث بالحياة. مستقبل غامضٌ أقلُ وطأةً على النفس من الذهاب إلى عالم اللاعودة المجهول. لم يخفْ من شيء أكثرَ من المجهول. ظنّ لوهلةٍ أن الأدباءَ الذين انتحروا واجهوا المجهول بشجاعة. القضيةُ معقدةٌ أكثر مما يظن، لكن خوفَه من المجهول يزداد وتتصاعد وتيرته. لم يعن له الأمر شيئاً قبل أيامٍ قليلة. آهٍ كم تغيّرُ الايامُ الناس. كلهم هربوا لكنّه أصرَّ على البقاء. حاولوا إقناعه بالذهاب معهم. واجهَ ضعفَهم بابتسامةٍ صفراء. شعر أن الخوف من الموت صار هوساً مبالغاً فيه. أحس بداخله قوةً أكبرَ تعطيه شجاعةً نادرة، لم يعهدها في نفسه من قبل. لم يحس بالخوف قبل أيام. لكن يبدو أن المقاومة بدأت تنهار!

قفز عن السرير فجأة. تناول منشفةَ قماشٍ قديمةً من أدراج خزائن المطبخ. بلّلها بالماء. وضعها على حافة الباب الخشبي. أطفأ التلفاز كي لا يبقى في الغرفة أي نور حوله. أدار مفتاحَ المذياع. شعر بالقلق وتوجس قلبُه خوفاً من الآتي. لقد مرّت عدةُ ليالٍ وهو على هذه الحالة. أعصابه مشدودة وفكره يحاول أن يتخيل حجم الكارثة. يبدو الأمر مرعباًً. لم يحدث شيء لكن الخوفَ يكبرُ يوماً بعد آخر. لم يشعر بالأمان. الغرفة محاذيةٌ للشارع. النافذة عريضة، ومن الممكن أن يدخلَ من بين قطع الزجاج. هناك مسامات حول جهاز التكييف. لو حدث شيء سينتهي به الأمر جثةً هامدةً مدفونةً في غرفة منعزلة ولن يسمعَ به أحد. قفز عن سريره تناول شريطاً لاصقاً وصار يحكم إغلاق حواف جهاز التكييف من كل الجهات. سحب مفتاح الباب من مكانه. سدَّ مكانه بإحكام. لم يترك فتحةً صغيرةً ألا وفكّر بها. انتهى من وضع اللاصق بإحكامٍ حول النافذة. تطلع في أرجاء الغرفة. الوضع خطير ولا يحتمل المجازفة. بدأ الحر يزداد في الغرفة. شعر أنها تحولت إلى ما يشبه الزنزانة. لا يستطيع تشغيل جهاز التكييف في مثل هذا الوقت. بدا مضطرباً وهو يحاول البحث عن منفذ مهما كان صغيراً، وقلبه يخفق سريعاً. وقف على كرسي. مَدَّ جسمه للأعلى. بالكاد وصلت يداه إلى أعلى المكيف. تعب وهو يحاول اغلاق المنافذ العلوية. إرتخت يداه وهو واقف على رؤوس قدميه يحاول الوصول للفتحات العليا. أنزلهما ليرتاح قليلاً. يتصبب العرق من جبينه، والجو حار. الساعة الخامسة عصراً، والغرفة أصبحت مظلمة بعض الشيء. شعر بالعزلة وتسرب الخوف إلى أعماقه كالطوفان. كل شيء يوحي باقتراب النهاية.

تذكر حامد. إنه كثير الضحك والسخرية مما يجري. يتهكم على كل شيء. يظنُّ أن الأمرَ لعبةٌ ولن يحدث شيء. قال إن ما جرى قد جرى، ولكن هذا الخوف ما هو الا فقاعةٌ ستنفجرُ، وسيكتشفُ العالم أنها كانت فارغة! مجرد فرقعة مثلَ صوتِ الرعد! قال إنه لن يتزحزحَ من مكانه مهما حصل.. هنا طاب الموت! لم يظنْ حامدُ أنَ شبحَ الموت سيهبط على هذه الرمال! ما أسهل أن تبقى الكلمات مجرد كلمات! فها هو أولُ مَنْ هرب. أما سمير فلم يخف قلقه وخوفه. كان يقهقه مردداً عبارتَه المعتادة: "الهروبُ ثلثا المراجل"! وما الداعي لموتٍ مجاني في قلب الصحراء؟! سمير واقعي إلى درجة الجبن. ولكنَّ أكرم حاول إخفاءَ خوفِه وتوتِره باصطناع الهدوء! يتحدّثُ كثيراً عن ذكرياته في الخدمة العسكرية، وأحياناً يتحول إلى محلّلٍ استراتيجي. كلمات كبيرة وعبارات منمقة. يجبر أسلوبه الآخرين على الاستماع له! كان يضحك في سرّه من تحليلاته!

قبل أسابيع كانوا يحسون بمللٍ قاتل في هذا المعتزلِ البعيد. يقتلون أيامهم برتابة فظيعة. ليس سوى تفاهات الحياة اليومية والوقت المتثائب البطيء. إنهم مثل رجال كنفاني الذين تكدّسوا في الخزان تحت لهيبِ الصحراء الحارقة. كلُّ واحدٍ في عينيه بريقُ آمالٍ كبيرة. بدأ يدرك أن الطريق لن تؤدي إلى شيء يذكر. سيدفن نفسه هنا من غير معنى للوجود. فكر في رئيسه هاشم. هل يريد أن يصبح مثله؟! مجرد التفكير به يخيفه ويجعله يحسّ بالخيبة. كل يوم يسمع هاشم يتحدث عن نفسه فيتحسّر. سنوات طويلة ضاعت وهو يندب حظه. كلما رآه تتجسد له النهاية العبثية الحمقاء. لا بد من الخروج من هنا. لقد هربوا جميعهم وبقي هو وحيداً.

دوّى صوتُ صفيرٍ حادٍ أثار في نفسه الرعب. لم يسمعْ مثلَ هذا الصوت من قبل. صوت يثير الهلع. جلس على سريره. أمسك منشفة مبلّلة كثيراً بالماء ووضعها على أنفه وفمه. زاد صوت النذير حدة. شعر بخطر داهم يمكن أن ينقضّ عليه في أية لحظة. أخذ يفكر بالأمر من ناحية رياضية. كم يبدو محتملاً أن يكون هو الهدف؟ كل إنسان في المدينة الكبيرة يشعر بخوف أن يكون هو المستهدف. الموت لا يعرف الرحمة. الناس مذعورون وليس أمامهم سوى الاختباء. ولكن أين؟ يمكن أن يطالك الموت أينما كنت. أصبح الناس رهائن الخوف والموت المجاني المحتمل. أمسك المنشفة وقرّبها من أنفه بإحكام. هل يمكن أن يسقط فوق هذه البناية؟ ستصبح ركاماً ودماراً وخرائب. مضت فترة وهو ما يزال على قيد الحياة. تنفس الصعداء قليلاً. أخذ يفكر في الخطر الداهم الآخر. الموت الصامت الذي سيتسلل مع الهواء. خطرت له هواجس مرعبة. هل يمكن أن تقع كارثة بهذا الحجم؟ الأمر أصعب من أن يتخيله ذهنه. أمسك المنشفة بإحكام زائد. أخذت أطرافه ترتجفُ والشحوب بادٍ على وجهه. بقي في مكانه متجمداً ينتظر لحظة النهاية، متهيئاً ليلاقي مصيره. مرت لحظات وهو ما زال على قيد الحياة. مرت دقيقة وهو ما زال يحس بأنه موجود. مرت دقائق أخرى. تنفس الصعداء. عاد صوت الصفير متواصلاً هذه المرة. أدرك أن المصير المحتوم مسألة وقت فقط. عاد إليه القلق والخوف والتوجس. صار يفكر في مأساة ستتجسّد فصولها ولن يكون موجوداً ليراها أو يرى ما سَيُكتب عنها.

قضى ليلة طويلة وهو يصارع الأفكار السوداء. استسلم للنهاية. شعر أنه عاجز عن فعل شيء. أيقن أن عليه أن يتحمّل نتائج اختياره. كانت أطولَ ليلةٍ في حياته. بقي الصفير يأتي بين حينٍ وآخر وأصوات الانفجارات تتردّد هنا وهناك. لم تعرف عيناه طعم النوم. بقي متوتراً خائفاً كسجينٍ ينتظر ليلة التنفيذ في زنزانته. لم يصدقْ أن النهارَ قد لاح أخيراً. هل يستحقُّ الامرُ كلَّ هذا العناء؟ ولكن الأمكنة كلها لم تعد آمنةً. بقي متردداً. في الصباح جاء شكري ليطمئن عليه. إستغرب كيف يبقى وحده. أصر عليه أن يذهب معه إلى بيته. فرح بداخله، فعلى الأقل سيكون هناك آخرون لو حدث له شيء. لم يكن يعرف شكري جيداً من قبل. التقى به في الحافلة عندما قدم إلى هنا أول مرة. لا يتذكر كيف أصبحت علاقته بشكري قوية. ربما بسبب الشكوى المرّة التي تعتمل في صدر شكري. ولكنه محظوظ وكثير الأسفار. لا يقضي الصيف الحارق هنا. أما هو فقد مضت الآن سنتان من غير أن يغادر حدود المدينة! حزم حقائبه وخرج مع شكري. قرر في داخل نفسه وهو يدير المفتاح أنه لن يعود إلى هذا المكان مرة أخرى.

يسكن شكري قرب المطار في بيت واسع. يسكن معه بعض زملائه في الشركة. بيت واسع كأنه مهجور من قلة ساكنيه. في الليل عندما سكنت الحركة، كان صوت الطائرات مخيفاً. اهتز البيت كأنما يوشك على الانهيار من شدة الصوت. لم تهدأ الطائرات تلك الليلة. صوت محركاتها عالٍ كهدير الرعد. كلما أقلعت طائرة أو هبطت كان البيتُ يهتزُّ من عنفِ الصوت كأنما سينخلعُ من أساسه. شعر بالرهبة. ما أن يتلاشى صوت طائرة حتى يبدأَ صوتُ أخرى. كابوس لم يتوقف طوال الليل. كلها ملأى بنيران الموت. ماذا لو سقطت إحداهن؟ ماذا لو سقطت حمولتها؟ ستشتعل جهنم على الأرض حينها. فكر في الضحايا الذين ستلقي عليهم حممها. إن كان قد تملكه الخوف من مجرد سماع صوتها، فكيف بأولئك الأبرياء الذين ستلقي عليهم نارها المدمرة. تباً للعنةِ الحرب. لقد غيرت الحربُ كل شيء. قضى الليل مستيقظاً خائفاً متوتراً تحت وطأة كابوس رهيب. لم تغمض له جفن من التفكير في بؤس الضحايا الذين تنتظرهم بعد ساعات لعنة الشر والتكنولوجيا المتوحشة.

طلع النهار بعد ليلة بائسة أخيراً. وجهه منتفخ وعيونه محمرّة. نهض واستعد للخروج. لم يكن شكري هناك. خرج مبكراً. قرر أن يخرج من البيت أيضاً. لن يبقى فيه ليلة واحدة أخرى. لم يكن يظن أنها مأساوية إلى هذا الحد. صفق الباب خلفه وخرج. بقي يسير في الشارع. طريق طويلةٌ مزدحمةٌ وضيقةٌ، بالكاد تسمح بالسير على جانبيها. الطقس حار، لكنه بقي يمشي حتى وصل المكان. بناية قديمة من خمسة أدوار في حي شعبي مزدحم. حولها مشاغل وورشات صغيرة لتصليح السيارات، ويمر بجانبها جسر علوي. وعلى الطرف المقابل بناية حديثة مستطيلة ضخمة من الرخام من عدة أدوار. عند مدخل البناية وجد عبد القادر واقفاً عند سيارته والميكانيكي ينظر إلى محركها. سيارة ولىّ زمانها. آخر ما يفكر به عبد القادر هو صيانتها. لا يكترث لنظافتها من الداخل. جعلها مثل مستودع متحرك يضع فيها كل شيء! يعيش عبد القادر وحده في شقته، فقد أرسل زوجته وطفله منذ وقعت الأحداث إلى بلده. سأله عبد القادر عن ظروفه ، فأخبره بما حصل معه في الليلتين السابقتين. قال: ولماذا لم تأت إلى هنا منذ اليوم الاول؟!

قضى ليلة هادئة عند عبد القادر. سهرا حتى وقت متأخر مع بعض الأصدقاء. لم يكن هناك من حديث سوى الحرب اللعينة. كانت أجواء الخوف والترقب تغطي كل شيء. لم يكن يودّ أن يزور عبد القادر في مثل هذا الظرف. ولكنه كان بحاجة إلى شيء من الهدوء بعد ليلتين مريرتين. في المساء وهما في زيارة جار في نفس البناية، دوّى الصوت الرهيب مرة أخرى. بدا التوتر والخوف على الجميع. ازداد الصوت حدّة وبقي مستمراً. أحس أن الأمر سيكون أكثر رعباً من ذي قبل. صعد عبدالقادر إلى سطح البناية ليراقب. قال إنه يريد أن يرى الأشياء على طبيعتها في السماء! بقي جالساً مع الرجل الغريب متوتراً قلقاً ينتظر سماع صوت الارتطام العنيف.

بكى الاطفال بحرقة. سمع النساء يتمتمن بأدعية من شدة الخوف. هل يعقل أن يكونوا هم الضحية من بين الملايين في هذه المدينة؟ لا مجال للاحتمال هنا. القضية قضية مصير. يمكن أن تقع كارثة مرعبة. دوّى بعد لحظات صوت ارتطامٍ عنيفٍ جداً. اهتزت البناية. سمع أصوات زجاج يتكسر. تأرجحت البناية بهم من شدة الضربة. أحس أنها أصيبت. لم يصدق أنه ما زال يرى ويسمع. كانت الضربةُ عنيفةً كأنما شقت البناية من نصفها. سمع المرايا وهي تقع وتتهشم. راوده شعور أن البناية ستنهار بين لحظة وأخرى. لا يحتمل الموقف الانتظار. قفز سريعاً لا يلوي على شيء. نزل من الطابق الخامس على الأدراج. لم يظن أن الزمن سيمهله كي يصل الأرض. عندما وصل مدخل البناية، رأى أعداداً غفيرة من البشر تتجمع حولها. سمع صوت سيارات الشرطة والمطافيء. نظر حوله فصعق من هول المنظر. تحولت البناية الضخمة المجاورة إلى كومة من ركام. كان منظراً مخيفاً. من يا ترى يقيم فيها ؟ انهارت الطوابق بسرعة وأصبحت كتلاً فوق بعضها. رأى الصحفيين يتجمهرون في المكان. ستنتشر أنباء الكارثة خلال لحظات في كل أنحاء العالم. لم ينتظر أكثر من ذلك فقد كان المشهد أكبر من أن تصفه الكلمات. أخذ يسير ويشق طريقه من بين الزحام بصعوبة مبتعداً عنهم. لم يتوقف أو يلتفت للوراء. بقي يسير على قدميه دون أن يعرف وجهته. المدينة مزدحمة برغم الحرب. بقي يسير في الشوارع هائماً على وجهه. التمعت في خاطره فكرة. انعطف يميناً عند زاوية الشارع وبقي يمشي. أحس بالارهاق وحلقه ناشف متيبس كالأرض العطشى. بقي يمشي حتى وصل المكتب. قالوا له لا يوجد رحلة إلاّ في الصباح. اشترى تذكرة وجلس بين مقاعد الانتظار. انتحى زاوية وتكوم فيها. حين فتح عينيه وجد ضوء الصباح قد ملأ المكان. وبدأ الناس بالتجمع. عند الثامنة انطلقت الحافلة مبتعدةً عن المدينة!



هناك 5 تعليقات:

  1. غير معرف12:17 م

    شكرا لابداعك فى كتابتك لكلماتك الرائعة

    ردحذف
  2. شكراً لتوقفك الجميل وكلماتك اللطيفة. تحياتي دائما

    ردحذف
  3. غير معرف12:15 ص

    شكرا لهذه الكلمات الرائعة واللتي تنم عن ذوق رفيع واحساس دقيق بقيمة الكلمة والانسان والاحساس .فاطمة

    ردحذف
  4. غير معرف2:52 م

    السلام عليكم استاذي الجليل اياد
    لقد غاصت قصتك داخل النفس البشرية بكل حالاتها بين الترجي والامل وبين الياس والاستسلام.كاد بطلنا يهوي صريعا داخل نوبات اكتئاب كبرى كادت تودي بعقله وملكت عليه اهتماماته حتى تحول الى مطارد للفناء نخاله منتحرا ميتا يصارع نفسه.وصرت اترقب نعي هذا البائس بيد ان الفرج قد جاءه وشملته العناية فنفذ من مصير محتم فانفرجت اسارير القارىء المتعاطف معه.
    لطالما كان التوافق الشخصي والتوافق الاجتماعي بعدين اساسيين للصحة النفسية وبطلنا المسكين رزخ تحت وطاة وضع اتعب كاهله ووقع فريسة دمار نفسي لايقاوم مثله مثل الدمار الذي صوره الكاتب بلباقة فى المبانى والاسس ايضا.
    لقد ابدعت استاذي الفاضل فى وصف مكنونات هذه النفس الضعيفة وتفننت فى حصر ما يخالجها من صراعات وهواجس وقرارات مظطربة ونوبات حادة فتكت بصاحبها كقنبلة مدمرة تماما كما تدمر الحرب الاخضر واليابس سلمت يداك استاذ ايد ودمت ناقدا مخلصا لكل ما يعتمر النفس البشرية ومداخلتها مع ما يحيطها من اوضاع اجتماعية باساليبك المتميزة ولغتك المتمكنة التى تضفى على عملك رونقا وجمالا اخاذا.
    مع تقدير وامتنان تلميذتك المخلصة عفاف

    ردحذف
  5. الصديقة العزيزة المبدعة عفاف
    تحية تقدير واعتزاز
    تثير كتاباتك الى المدى الذي بلغتيه بكل اعجاب في تحليل أجواء القصة وشخصياتها الرئيسة والتركيز بشكل خاص على ابراز العالم الجواني بأبعاده النفسية والفلسفية للشخصية لاظهار جوانب المعاناة الواقعية الخارجية وصورها البشعة المتمثلة في الحرب وكوابيسها ومآسيها. لعلنا نشهد هذه الايام الكثير من مشاهد الدمار والخوف والاضطراب وغياب الامن وخضوع الانسان لحالات الفوضى الرمادية التي تسلبه الاحساس باليقين والامان وتستحضر مشاعر الخوف من المجهول. حاولت المصير أن تركز على خوف المدينة قبل ان تكون خوف البطل الذي بقي مجهولا بلا اسم، لأنه مجرد صورة مصغرة لمدينة تعيش كوابيس حرب كيميائية. تحليلك جميل ورائع وعبارتك النقدية في مجال التحليل النفسي في غاية الدقة والاناقة. لك اسمى ايات الثناء والتقدير مع خالص مودتي.

    ردحذف