الثلاثاء، يناير 1

عيسى الناعوري

عيسى الناعوري
(1985-1918)
رأى عيسى الناعوري أن كثيراً من الادباء قديماً وحديثاً ينتسبون للمكان في أسمائهم سواء أكانت مدينة أم قرية أم بلداً ، ولهذا قرر أن ينتسب لبلدته ناعور فأطلق على نفسه اسم عيسى الناعوري. ولد عيسى إبراهيم الدبابنة في قرية ناعور عام 1918، وأتم دراسته الثانوية في القدس. روى جانباً من تفاصيل حياته وهو في العشرينيات في كتابه الاول الذي سماه "الشريط الأسود" والذي يعد روايته الاولى. يعتبره بعض النقاد والدارسين أقرب للسيرة الذاتية لتلك المرحلة المبكرة من شبابه منها لرواية. عمل في تدريس اللغة العربية وآدابها فترة طويلة من حياته تزيد عن ستة وثلاثين عاماً ما بين مدارس أهلية أو معلماً في وزارة التربية والتعليم حتى عام 1975، ثم تولى منصب الامين العام لمجمع اللغة العربية الأردني عام 1976 عند تأسيسه حتى وفاته عام 1985.

يعد الناعوري واحداً من الكتاب المبرزين في الاردن والوطن العربي. وقد كان موسوعياً كثير الانتاج في مجالات عديدة تراوحت بين الشعر والقصة والرواية والدراسات والابحاث والترجمات الادبية والموسوعات الشعرية والادبية وأدب الرحلات وقصص الاطفال. كان يتكلم الإيطاليّة والإنكليزيّة ويعرف الإسبانيّة والفرنسيّة وقد ساعده ذلك كثيراً في اثراء ثقافته واطلاعه على اداب الشعوب الاخرى والافادة منها والترجمة. وقد عمل ردحاً من حياته منغمساً في إقامة علاقات ثقافية بين الدول العربية وإيطاليا من خلال اهتمامه بترجمة الاعمال الادبية والتعريف بها من الايطالية الى العربية وكذلك من العربية الى الايطالية، وبرغم كل أعماله الابداعية وابحاثه وترجماته، لم يحظ بما يستحقه من الاهتمام في الاردن أو الدول العربية ولم تقدر جهوده المتواصلة وخاصة في مجال التعريف بالاداب الغربية وخاصة الايطالية، وقليل من الكتاب من يتذكر جهود وعصامية الناعوري، سواء في الأردن أو في العالم العربي.

لقد نجح الناعوري في اقامة علاقات مع عديد من رموز وأعلام الأدب العربي مثل الاديبة الراحلة نازك الملائكة التي استمرت في مكاتبته عاما كاملا بعثت له خلالها عددا كبيراً من الرسائل بخصوص نشر قصائدها في مجلته التي كان قد أسسها حديثاً وهي القلم الجديد عام 1952 ولكن للاسف لم تسمر المجلة سوى عام واحد ولم ير النور منها سوى أثني عشر عدداً. ولكن كان لتلك الرسائل قيمة أدبية رفيعة لان أغلبها كان مستفيضاً. كما أقام علاقات مع كبار الادباء الايطاليين وزار بعضهم في بيوتهم وتعرف اليهم مثل البرتو مورافيا وانياتسو سيلونه. وقد كرّمته إيطاليا بمنحه وساماً رفيعا من رئيس الجمهورية وتم كذلك منحه درجة الدكتوراه الفخرية من جامعة باليرمو عام 1976. وتم تعيينه عضو شرف في مركز العلاقات الإيطالية العربية، كما منحته الأكاديمية العالمية للفنون والثقافة في تايوان الدكتوراه الفخرية عام 1981م. كما حصل على وسام رفيع من رئيس الجمهورية التونسية تقديرا لمساهماته وأعماله. قام بزيارات الى عدد من الدول العربية وايطاليا والاتحاد السوفيتي واسبانيا وهنغاريا لإلقاء محاضرات. ترجمت بعض أعماله الأدبية إلى عدد من اللغات الاوروبية كالإيطالية، والانكليزية، والروسية، والمجرية، والفرنسية، والإسبانية، وكان عضواً مراسلاً للمجمع العلمي العراقي.

اهتم الناعوري بأدب المهجر فكتب كتاباً عن إيليا أبي ماضي وكتاباً عن إلياس فرحات، كما ألف كتاباً هاماً بعنوان "أدب المهجر" نشره عام 1959 عن دار المعارف المصرية، ثم كتاباً آخر بعنوان "نظرة إجمالية في الأدب المهجري" (1970)، وكتاب "مهجريات" (1974). أما في الأدب الإيطالي فقد قدم دراسات وترجمات لعدد من كبار الأدباء والشعراء الإيطاليين، كما ترجم ثلاث روايات شهيرة من الأدب الإيطالي: "فونتمارا" لإيناتسيو سيلونه (1963)، و "الفهد" لجوزيبي تومازي دي لامبيدوزا (1973)، و"الرجال والرفض" لإيليو فيتوريني (1985)، إضافة إلى عدد من الكتب الاخرى مثل: "دراسات في الأدب الإيطالي" (1981)، و "مختارات من الشعر الإيطالي المعاصر" (1978)، وعدد اخر من الدراسات والترجمات التي نشرت في بعض المجلات العربية التي كانت تهتم بترجمة الآداب العالمية إلى العربية. كما انه لا يزال هناك أعمال مخطوطة لم تجد طريقها للنشر حتى هذه اللحظات. كما قام بترجمة قصائد من الشعر العربي المعاصر لشعراء كبار مثل فدوى طوقان ومحمود درويش ومصطفى وهبي التل "عرار".

كتب عيسى الناعوري كتباً كثيرة في أدب الرحلات بفضل رحلاته المتواصلة الى عدد من دول العالم وخاصة ايطاليا، وهنغاريا واسبانيا وتونس وليبيا.حرص الناعوري على الالتزام بالجانب الاجتماعي المحافظ والبعد الاخلاقي في قصصه ورواياته بشكل كان يعتبره ضروريا لكي يحافظ على تلك المكانة الرزينة والوقورة التي عرف بها بين أهله وأصدقائه، مما أثر على قدرته الفنية على طرح قضايا التغيير والتحرر وحرية المرأة وحتى غياب حريته ليعكس ذاته على طبيعتها. وبالرغم من زياراته الكثيرة لعدد من دول العالم وصداقاته العديدة فيها ومعرفته بطبيعة حياتها، الا أن ذلك لم يمنعه من اتخاذ موقف أيديولوجي غريب يتمثل في مهاجمة نمط الحياة الغربية وبشدة على أنه فاسد أخلاقياً ومنحل ، وفي المقابل يشيد بحرارة فائقة بتماسك الشرق ومحافظته وأخلاقياته. وقد اعتبر النقاد أنه بسعة اطلاعه وتجاربه المتعددة واتصاله بالثقافات الاجنبية، فقد كان يمكن أن يحقق مجداً كبيراً ويصيب نجاحاً بارزاً وخاصة في مجال الرواية لو أنه لم يتبع تلك الصورة النمطية الساذجة التي تنتشر في بلادنا حول المقارنه السطحية والفجة والتي تعتبر ان الشرق متمسك بالفضيلة والاخلاق في مقابل الغرب الذي يعاني من التفسخ والانحلال الاخلاقي.

ومن مؤلفاته في مجال القصة والرواية:
- القصة:
1- طريق الشوك، مكتبة الاستقلال، عمان، 1955.
2- خلّي السيف يقول، مكتبة الأندلس، القدس، 1956.
3- بطولات عربية في فلسطين (4 طبعات)، عمان، 1956-1962.
4- عائد إلى الميدان ، دار الرائد، حلب، 1961.
5- نجمة الليالي السعيدة (للأطفال)، المطبعة الوطنية، عمان، 1963.
6- أقاصيص أردنية، الدار التونسية للنشر، تونس، 1967.
7- حكايا جديدة ، دائرة الثقافة والفنون، عمان، 1974.
8- روما .. عمان (للأطفال)، المطبعة الوطنية، عمان، 1978.
- الرواية:
1- مارس يحرق معداته، سلسلة إقرأ رقم 147، دار المعارف، القاهرة، 1955.
2- بيت وراء الحدود، منشورات عويدات، بيروت، 1959.
3- جراح جديدة، دار السياحة، بيروت، 1967.
4- الشريط الأسود، دار المعارف، القاهرة، 1973.
5- ليلة في القطار، دار فيلادلفيا، عمان، 1974

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق