الثلاثاء، يناير 1

بدر عبدالحق

بدر عبد الحق
(2008-1945)

ينتمي بدر عبدالحق الى جيل التجديد والحداثة في القصة القصيرة. كان يسميه أصدقاؤه الزنبقة. ولد بدر الدين محمد احمد عبدالحق في مدينة الزرقاء شرقي عمان في عام 1945، لأسرة محافظة متدينة، وقد توفي بعد صراع طويل ومرير مع مرض فقدان الذاكرة الالزهامير الذي أصيب به وظل يعاني منه قرابة ثلاثة عشر عاماً حتى وفاته في الثالث من شهر شباط (فبراير) عام 2008.

درس في جامعة دمشق وحصل على ليسانس شريعة اسلامية في عام 1968 وعمل معلماً ومرشداً للكشافة في وزارة التربية و التعليم الأردنية منذ تخرجه و حتى العام 1972.
وكان يراسل الصحف الأردنية وينشر مقالاته فيها. عمل في الصحافة الخليجية ما يزيد عن ثماني سنوات، حيث سافر الى الامارات العربية المتحدة حيث ساهم في تأسيس جريدة الوحدة وعمل سكرتيراً لتحريرها ومشرفاً على صفحتها الثقافية. وكان يكتب فيها زاوية يومية بعنوان "حكاية كل يوم" . وبعدها إنتقل للعمل في جريدة الوثبة كمدير للتحرير، كما عمل كاتباً و محرراً في جريدة البيان ، ومحرراً في جريدة الفجر. وعمل في الفترة ذاتها مراسلاً لمجلة المستقبل الباريسية حتى العام 1978 كما سافر إلى البحرين للمشاركة في تأسيس جريدة الايام التي أصبح مديراً لتحريرها لمدة زادت عن سنة. عاد بعدها الى الاردن ليصبح سكرتيراً لصحيفة الرأي وأحد كتاب الزاوية الاسبوعية فيها وهي زاوية سبعة أيام. والى جانب عمله في جريدة الرأي، فقد عمل سكرتيراً للتحرير في مجلة أفكار التي تصدر عن وزارة الثقافة ثم مديراً ورئيساً للتحرير في عقد الثمانينات. وقد أُنتخب بدر عبد الحق نائباً لرئيس رابطة الكتاب الاردنين في عام 1993. كما كان قبلها عضواً في الهئيات الادارية للرابطة لعدة دورات. كما كان عضو نقابة الصحفيين الأردنيين ونائباً لرئيسها أيضاً. ترأس نادي أسرة القلم في مدينة الزرقاء بين عامي 1986 - 1988.

حرم المرض الساحة الثقافية الاردنية من عطاء كاتب مبدع لامع حيث توقف انتاجه منذ منتصف التسعينيات.
قال الناقد الاردني د. محمد عبيدالله في معرض حديثه عن فن بدر الحق "قصص عبد الحق تمثل أصداءً للجوع والخوف والغربة والوحدة وحس السخرية مع بعض نوافذ الامل والطموح"، وأضاف: "الامر الآخر تقنياً يتمثل في أن كثيراً من قصصه مكتوبة بمنطق أقرب الى منطق الحلم والكابوس، حتى لو لم يكن ذلك ظاهراً ويتمثل ذلك في طريقة انسياب القصة ونموها فهي لا تنمو بالمنطق الواقعي المباشر وإنما تتشكل من أمور متعارضة أو متخيلة أو غير منطقية ومع ذلك تحافظ على سلالتها".

وقد أعاد الكاتب حسين نشوان جمع إنتاج بدر في القصة وطائفة من مقالاته إضافة إلى دراسات وشهادات عن تجربته في كتاب بعنوان (صمت شاهد عيان) الذي صدر ضمن منشورات أمانة عمان عام 2005. وفي معرض تكريمه في حفل أقيم عام 2007 برابطة الكتاب تحدث نشوان عن تجربة عبدالحق بكتابة المقالة الصحفية التي إستفاد من تجربته القصصية في تطويرها فقال: " لقد افاد الكاتب الصحفي بدر عبد الحق من سمات الكتابة القصصية، بالتركيز على المقدمة واللغة وانماط السرد ورسم الشخصيات والاهتمام بالعنوان والعناية بالخاتمة وتقوم مقالته على القفلة المفارقة لاثرائها وافاد من تقنيات النص الحكائي الذي يقوم على الانماط التراثية والحوار والاسئلة الاستنكارية، كما لجأ الى توظيف بعض الامثال الدارجة والمأثورات فضلا عن اقتراح بعض الجمل او نحت بعضها وربط بين العنوان الذي يشكل مفتاحا للمقالة وعناصرها لضمان حالة من الاتساق البنيوي"
. يقول بدر عبد الحق في احدى كتاباته: "انك ايها السيد الكاتب، عندما تكتب ما لا تؤمن به، وعندما تبشر بغير قناعاتك، تكون قد ارتكبت جريمة كاملة الاوصاف، وحقت عليك اللعنة واقسى العقاب".

ومن انتاجه في مجال القصة:
1- نشر مجموعة من القصص القصيرة في كتاب مشترك بعنوان (ثلاثة أصوات) مع كاتب القصة الراحل خليل السواحري والاديب الصحفي فخري قعوار عام 1972.
2- أصدر مجموعة قصصية أخرى بعنوان: (الملعون) عام 1992.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق