الثلاثاء، يناير 1

عبدالحليم عباس

عبد الحليم عباس
(1979-1913)


ولد عبد الحليم عباس في السلط سنة 1913 وتوفي في عمان سنة 1979. درس في مدرسة السلط الثانوية وتخرّج فيها سنة 1928 وكان من أساتذته الشيخ نديم الملاّح الذي أعجب بموهبته وشجعه على الاستمرار في الكتابة.
درس في معهد الحقوق في دمشق سنة 1929، ولكنّه لم يتسن له مواصلة الدراسة، فعاد ليعمل مدرّساً في وزارة المعارف. وقد تنقل في الوظيفة العامة فكان مديراً عاماً للجوازات ووكيلاً لوزارة الداخلية ومستشاراً ثقافياً في وزارة الإعلام.
نشر أغلب إنتاجه في الصحف والمجلاّت مثل الحكمة، والجزيرة، والرائد، والدستور. وقد أعاد نشر بعضها في كتب مثل كتاب "في السياسة والأدب" (جزءان). ويعتبر رائد محاولات الكتابة الروائية في الاردن؛ إذ كتب رواية (فتاة من فلسطين) عقب نكبة سنة 1948. نال شهادة تقديرية سنة 1977.

ومن مؤلفاته في مجال القصة:
1- قصة من دير ياسين (قصّة طويلة)، منشورات وزارة الثقافة، عمّان، 1990.
2- قصتان من فلسطين؛ فتاة من فلسطين وقصة من دير ياسين، ضمن سلسلة إحياء التراث الأردني، منشورات وزارة الثقافة، عمان.

عيسى الناعوري

عيسى الناعوري
(1985-1918)
رأى عيسى الناعوري أن كثيراً من الادباء قديماً وحديثاً ينتسبون للمكان في أسمائهم سواء أكانت مدينة أم قرية أم بلداً ، ولهذا قرر أن ينتسب لبلدته ناعور فأطلق على نفسه اسم عيسى الناعوري. ولد عيسى إبراهيم الدبابنة في قرية ناعور عام 1918، وأتم دراسته الثانوية في القدس. روى جانباً من تفاصيل حياته وهو في العشرينيات في كتابه الاول الذي سماه "الشريط الأسود" والذي يعد روايته الاولى. يعتبره بعض النقاد والدارسين أقرب للسيرة الذاتية لتلك المرحلة المبكرة من شبابه منها لرواية. عمل في تدريس اللغة العربية وآدابها فترة طويلة من حياته تزيد عن ستة وثلاثين عاماً ما بين مدارس أهلية أو معلماً في وزارة التربية والتعليم حتى عام 1975، ثم تولى منصب الامين العام لمجمع اللغة العربية الأردني عام 1976 عند تأسيسه حتى وفاته عام 1985.

يعد الناعوري واحداً من الكتاب المبرزين في الاردن والوطن العربي. وقد كان موسوعياً كثير الانتاج في مجالات عديدة تراوحت بين الشعر والقصة والرواية والدراسات والابحاث والترجمات الادبية والموسوعات الشعرية والادبية وأدب الرحلات وقصص الاطفال. كان يتكلم الإيطاليّة والإنكليزيّة ويعرف الإسبانيّة والفرنسيّة وقد ساعده ذلك كثيراً في اثراء ثقافته واطلاعه على اداب الشعوب الاخرى والافادة منها والترجمة. وقد عمل ردحاً من حياته منغمساً في إقامة علاقات ثقافية بين الدول العربية وإيطاليا من خلال اهتمامه بترجمة الاعمال الادبية والتعريف بها من الايطالية الى العربية وكذلك من العربية الى الايطالية، وبرغم كل أعماله الابداعية وابحاثه وترجماته، لم يحظ بما يستحقه من الاهتمام في الاردن أو الدول العربية ولم تقدر جهوده المتواصلة وخاصة في مجال التعريف بالاداب الغربية وخاصة الايطالية، وقليل من الكتاب من يتذكر جهود وعصامية الناعوري، سواء في الأردن أو في العالم العربي.

لقد نجح الناعوري في اقامة علاقات مع عديد من رموز وأعلام الأدب العربي مثل الاديبة الراحلة نازك الملائكة التي استمرت في مكاتبته عاما كاملا بعثت له خلالها عددا كبيراً من الرسائل بخصوص نشر قصائدها في مجلته التي كان قد أسسها حديثاً وهي القلم الجديد عام 1952 ولكن للاسف لم تسمر المجلة سوى عام واحد ولم ير النور منها سوى أثني عشر عدداً. ولكن كان لتلك الرسائل قيمة أدبية رفيعة لان أغلبها كان مستفيضاً. كما أقام علاقات مع كبار الادباء الايطاليين وزار بعضهم في بيوتهم وتعرف اليهم مثل البرتو مورافيا وانياتسو سيلونه. وقد كرّمته إيطاليا بمنحه وساماً رفيعا من رئيس الجمهورية وتم كذلك منحه درجة الدكتوراه الفخرية من جامعة باليرمو عام 1976. وتم تعيينه عضو شرف في مركز العلاقات الإيطالية العربية، كما منحته الأكاديمية العالمية للفنون والثقافة في تايوان الدكتوراه الفخرية عام 1981م. كما حصل على وسام رفيع من رئيس الجمهورية التونسية تقديرا لمساهماته وأعماله. قام بزيارات الى عدد من الدول العربية وايطاليا والاتحاد السوفيتي واسبانيا وهنغاريا لإلقاء محاضرات. ترجمت بعض أعماله الأدبية إلى عدد من اللغات الاوروبية كالإيطالية، والانكليزية، والروسية، والمجرية، والفرنسية، والإسبانية، وكان عضواً مراسلاً للمجمع العلمي العراقي.

اهتم الناعوري بأدب المهجر فكتب كتاباً عن إيليا أبي ماضي وكتاباً عن إلياس فرحات، كما ألف كتاباً هاماً بعنوان "أدب المهجر" نشره عام 1959 عن دار المعارف المصرية، ثم كتاباً آخر بعنوان "نظرة إجمالية في الأدب المهجري" (1970)، وكتاب "مهجريات" (1974). أما في الأدب الإيطالي فقد قدم دراسات وترجمات لعدد من كبار الأدباء والشعراء الإيطاليين، كما ترجم ثلاث روايات شهيرة من الأدب الإيطالي: "فونتمارا" لإيناتسيو سيلونه (1963)، و "الفهد" لجوزيبي تومازي دي لامبيدوزا (1973)، و"الرجال والرفض" لإيليو فيتوريني (1985)، إضافة إلى عدد من الكتب الاخرى مثل: "دراسات في الأدب الإيطالي" (1981)، و "مختارات من الشعر الإيطالي المعاصر" (1978)، وعدد اخر من الدراسات والترجمات التي نشرت في بعض المجلات العربية التي كانت تهتم بترجمة الآداب العالمية إلى العربية. كما انه لا يزال هناك أعمال مخطوطة لم تجد طريقها للنشر حتى هذه اللحظات. كما قام بترجمة قصائد من الشعر العربي المعاصر لشعراء كبار مثل فدوى طوقان ومحمود درويش ومصطفى وهبي التل "عرار".

كتب عيسى الناعوري كتباً كثيرة في أدب الرحلات بفضل رحلاته المتواصلة الى عدد من دول العالم وخاصة ايطاليا، وهنغاريا واسبانيا وتونس وليبيا.حرص الناعوري على الالتزام بالجانب الاجتماعي المحافظ والبعد الاخلاقي في قصصه ورواياته بشكل كان يعتبره ضروريا لكي يحافظ على تلك المكانة الرزينة والوقورة التي عرف بها بين أهله وأصدقائه، مما أثر على قدرته الفنية على طرح قضايا التغيير والتحرر وحرية المرأة وحتى غياب حريته ليعكس ذاته على طبيعتها. وبالرغم من زياراته الكثيرة لعدد من دول العالم وصداقاته العديدة فيها ومعرفته بطبيعة حياتها، الا أن ذلك لم يمنعه من اتخاذ موقف أيديولوجي غريب يتمثل في مهاجمة نمط الحياة الغربية وبشدة على أنه فاسد أخلاقياً ومنحل ، وفي المقابل يشيد بحرارة فائقة بتماسك الشرق ومحافظته وأخلاقياته. وقد اعتبر النقاد أنه بسعة اطلاعه وتجاربه المتعددة واتصاله بالثقافات الاجنبية، فقد كان يمكن أن يحقق مجداً كبيراً ويصيب نجاحاً بارزاً وخاصة في مجال الرواية لو أنه لم يتبع تلك الصورة النمطية الساذجة التي تنتشر في بلادنا حول المقارنه السطحية والفجة والتي تعتبر ان الشرق متمسك بالفضيلة والاخلاق في مقابل الغرب الذي يعاني من التفسخ والانحلال الاخلاقي.

ومن مؤلفاته في مجال القصة والرواية:
- القصة:
1- طريق الشوك، مكتبة الاستقلال، عمان، 1955.
2- خلّي السيف يقول، مكتبة الأندلس، القدس، 1956.
3- بطولات عربية في فلسطين (4 طبعات)، عمان، 1956-1962.
4- عائد إلى الميدان ، دار الرائد، حلب، 1961.
5- نجمة الليالي السعيدة (للأطفال)، المطبعة الوطنية، عمان، 1963.
6- أقاصيص أردنية، الدار التونسية للنشر، تونس، 1967.
7- حكايا جديدة ، دائرة الثقافة والفنون، عمان، 1974.
8- روما .. عمان (للأطفال)، المطبعة الوطنية، عمان، 1978.
- الرواية:
1- مارس يحرق معداته، سلسلة إقرأ رقم 147، دار المعارف، القاهرة، 1955.
2- بيت وراء الحدود، منشورات عويدات، بيروت، 1959.
3- جراح جديدة، دار السياحة، بيروت، 1967.
4- الشريط الأسود، دار المعارف، القاهرة، 1973.
5- ليلة في القطار، دار فيلادلفيا، عمان، 1974

عبد الحميد الانشاصي

عبد الحميد الأنشاصي
(1991-1910)

كان روائياً وقاصاً وشاعراً، حيث أصدر أربعة روايات وخمسة مجموعات قصصية وديواناً من الشعر. ولد عبد الحميد عبد الفتاح الأنشاصي في مدينة الرملة سنة 1910 وتوفي في مدينة عمان في عام 1991. تلقّى تعليمه الابتدائي في مدينته ثم تابع دراسته في مدينة رام الله حيث حصل على شهادة الثانوية العامة سنة 1927. التحق بالجامعة المصرية في القاهرة سنة 1928 ولكنه مكث فيها سنة واحدة فقط . وبرغم قصر المدة، الا أنه أتيح له خلالها أن يعايش جو الدراسة الجامعية الاكاديمي والتأليف ونشر المقالات والكتب، كما التقى وقرأ خلالها لبعض أعلام الأدب ورجال الفكر في ذلك الوقت أمثال: طه حسين، وأحمد أمين وبعض المستشرقين مثل المستشرق الايطالي نيللينو. وقد عمل خلال الفترة ما بين سنة 1932 وعام النكبة الفلسطينية 1948 موظفاً في بلديتي الرملة واللد. ثم انتقل في عام 1955 للعمل في دائرة الجمارك حيث عمل في مركزها بنابلس ثم في عمّان، وبقي يعمل في الجمارك حتى التقاعد في عام 1966. عمل بعد ذلك في وظائف خاصة حتى وفاته.
صدر كتاب في عام 2002 يتناول السيرة الذاتية لاثنين من الادباء الراحلين، هما عبد الحميد الانشاصي وضعه مجموعة مؤلفين يدور حول حياته وحول حياة الاديب الراحل علي حسين خلف بهدف إعادة النظر في أعمالهما، والكشف عن بعض خطوطها ومحاورها ونقاط الابداع فيها.

بدأ الكتابة مبكراً بعد عودته من رحلة الدراسة الى مصر ‘ حيث كتب مسرحيّة نثرية بعنوان "حسّان بن تبعّ" سنة 1929، ثم مسرحية "المنتصر" ومسرحية "الزبّاء ملكة تدمر". تناول في أعماله مأساة الشعب الفلسطيني وتشرده وخاصة في مجموعته "الوطن السليب" التي صدرت عام 1989 واكتسبت شهرة كبيرة. وتناول في روايته التاريخية " المجد المنحوت " قصة بناء وحفر مدينة البتراء المنحوتة في الصخر التي بناها العرب الانباط.

ومن مؤلفاته في مجال الرواية والقصة القصيرة، فقد كتب الاعمال التالية:
- الرواية:
1- المجد المنحوت وزارة الثقافة والشباب، عمّان، 1980.
2- من أجل المال، رابطة الكتّاب الأردنيّين، عمّان، 1985.
3- اليقظة، عمان، المطبعة الأردنية، عمان، 1990.
4- الوفاق الزوجي، دار الينابيع، عمان، 1995.
- القصص:
1- عطف أم وقصص أخرى، دار سعد، القاهرة، 1952.
2- أثمار من بستاني، مطبعة شاهين، عمّان، 1985.
3- الوطن السليب، جمعية عمال المطابع التعاونية، عمّان، 1989.
4- بقايا مدينة، منشورات رابطة الكتاب الأردنيين، عمان، 1996.
5- قوّة الإرادة، ومقالات أخرى، مطبعة الأزهار، عماّن، 1985.

تيسير سبول

تيسير سبول
(1939 - 1973)

يبقى تيسير سبول الاديب الاردني الاكثر التصاقاً بالذاكرة رغم حياته القصيرة التي كانت مثالاً للحزن والالم والفقر والمعاناة، ورغم أنه لم يترك سوى رواية قصيرة واحدة لم تتجاوز الاربعين صفحة وديواناً وحيدا يتيماً من الشعر حيث قرر التوقف عن قول الشعر بعده. لقد أصبحت حياته المليئة بفصول المعاناة والمثقلة بهموم الواقع العربي وبالذات هزيمة عام 1967 مثالاً على عمق المأساة التي أصابت الانسان العربي الى حد جعلته يصاب بالاحباط والاكتئاب. لقد أصيب تيسير بصدمة كبيرة نتيجة الهزيمة وبدأت تظهر على ملامحه علامات التعب والإنهيار النفسي والحزن الدفين. وكما خلخلت الهزيمة بنية المجتمع العربي من أساسها فانطلقت بعدها الثورات والانقلابات وحلقات العنف والاغتيال والتغيير الدموي، فقد أصابت تيسير سبول بحزن عميق واضطراب حتى جاءت حرب تشرين عام 1973 التي رأى فيها بداية الامل في الانتصار على ذهنية الهزيمة واسترداد الارض والثقة بالنفس. ولكن نهاية الحرب غير المتوقعة أصابته في مقتل وأفقدته شعوره بالتوازن فقرر الانتحار إحتجاجاً.

ولد تيسير سبول في مدينة الطفيلة جنوب الاردن عام 1939 في أسرة فقيرة من خمسة أولاد وأربع فتيات وكان هو أصغرهم سناً. وكان والده يعمل مزارعاً. أنهي دراسته الابتدائية في بلدته، وفي عام 1951 انتقل إلى مدينة الزرقاء بصحبة شقيقه الأكبر شوكت الذي تعرض للاعتقال بسبب آرائه السياسية. ثم انتقل بعد ذلك إلى عمّان حيث درس في كلية الحسين الثانوية، وكان من الاساتذة الذين تأثر بهم الاستاذ عبدالرحمن الكيالي الذي كان يدرسه اللغة العربية. كما تعرف خلال دراسته الثانوية على صديق عمره الذي بقي وفياً له طوال حياته الاديب صادق عبدالحق، حيث كانت بينهما عدة مناقشات أدبية ومراسلات تدور حول الشعر العربي الحديث مثل قصائد خليل حاوي الذي كان تيسير معجباً به كثيراً. أنهى دراسته في كلية الحسين عام 1957، وكان من أوائل الطلبة في محافظة العاصمة، فحصل على منحة إيفاد إلى الجامعة الأمريكية في بيروت لدراسة الفلسفة. لم تعجبه طبيعة الحياة في الجامعة الامريكية التي رأى أنها لم تكن جادة بما فيه الكفاية وخاصة في تلك الفترة التي كانت تمور فيها التوجهات السياسية اليسارية والقومية والوطنية، حيث شعر أن تلك البيئة ليست جادة بما فيه الكفاية فترك بعثته وقرر الذهاب إلى جامعة دمشق لدراسة القانون. وهناك تعمقت اطلاعاته الواسعة على قراءة الكتب والصحف والمجلات، وبدأ في كتابة الشعر ونشره في بعض المجلات الأدبية في دمشق وبيروت كمجلة الثقافة، والآداب، والأديب. وخلال دراسته في دمشق فقد حاول تيسير الانتحار بعد قصة حب تركت أثرا في نفسه ولكن المحاولة لم تنجح فأدخل على إثرها المستشفى.

تعرف تيسير خلال دراسته الحقوق في دمشق في عام 1961 على فتاة تدعى مي اليتيم. وكانت تدرس الطب في نفس الجامعة عندما نشرت قصة قصيرة في مجلة الاداب البيروتية، عنوانها "الوان" فلفتت أنظاره فسعى للتعرف عليها، وتزوجها بعد تخرجه في عام 1963. وأنجب منها فيما بعد طفلين هما عتبة وصبا. ومما يجدر ذكره هنا أن الدكتورة مي اليتيم ولدت في الكويت من أم سورية وأب بحريني وقد أكملت دراستها فيما بعد في القاهرة حيث تخصصت في طب الاطفال. كما أنها أديبة قاصة وقد صدر لها مجموعة "ملصقات على أبواب دمشق" وقد روت جانباً من سيرة حياة تيسير سبول وخاصة تفاصيل يوم إنتحاره.

تخرّج عام 1962، وعمل في دائرة ضريبة الدخل، ثم قرر ترك العمل الحكومي وبدأ بالعمل في مكتب للمحاماة. سافر مع زوجته إلى البحرين للعمل فيها. ومن هناك إنتقل إلى السعودية التي لم تدم فيها إقامته سوى أشهر معدودة. وفي عام 1964 عاد الى الاردن وفتح مكتباً للمحاماة في مدينة الزرقاء. ثم ترك عمل المحاماة وأغلق مكتبه وإنتقل للعمل في مكاتب الخطوط الاردنية "عالية" ، ومن بعدها إنتقل للعمل الإذاعة، واستمر يقدّم برنامجه الإذاعي (مع الجيل الجديد) بلا إنقطاع لمدة أربعة أعوام إلى يوم وفاته منتحراً بطلق ناري في 15/11/1973 إحتجاجا على النتيجة التي آلت اليها حرب تشرين (اكتوبر) عام 1973، وما تبعها من محاصرة الجيش الثالث المصري نتيجة نجاح الاسرائيليين في فتح ثغرة في خطوط الجيش عند الدفرسوار، وتوقيع وقف اطلاق النار بين الجانب المصري والجانب الإسرائيلي عند ما عُرف بخيمة الكيلو 101.

كتب تيسير سبول الرواية والشعر، والقصّة القصيرة، والتمثيلية المصوّرة، والنقد، والمقالة الصحفية، وترك مخطوطاً فكرياً في العروبة والإسلام. كما إطلع خلال دراسته على العديد من الروايات والكتب الاجنبية في تلك الفترة مثل روايات ايرنست هيمنجواي، والغريب لألبير كامو وكتاب اللامنتمي لكولن ويلسون وروايات فرانز كافكا. كما التقى بالاديب علي احمد سعيد "أدونيس" وزوجته خالدة وزارهما في بيتهما في بيروت ، وعندما جاءا في زيارة الى عمان فقد استقبلهما تيسير في بيته أيضاً.

أصبح بعد وفاته علماً بارزاً من أعلام الرواية ليس على الصعيد المحلي وإنما على الصعيد العربي أيضاً وقد إهتمت بشعره وقصصه القصيرة وبروايته العديد من المؤسسات الثقافية العربية والاردنية. حيث أقام الإتحاد العام للكتاب والصحفيين الفلسطينيين بدمشق ندوة في عام 1989 كُرِّست للحديث عنه وعن أدبه بمناسبة ذكراه السادسة عشرة ، وتحدث فيها عدد من المتكلمين منهم الروائي الاردني الراحل "غالب هلسا". كما خصصت رابطة الكتاب الاردنيين جائزة سنوية للرواية تحمل إسمه، وقد منحت في دورتها الاخيرة عام 2008 الى الروائي الاردني الياس فركوح.

تعتبر روايته الوحيدة "أنت منذ اليوم" والتي فازت بجائزة مسابقة "دار النهار للنشر" في بيروت مناصفة مع رواية "الكابوس" للاديب الاردني أمين شنار من الروايات التي تركت بصمة في مسيرة الرواية العربية. كانت رواية "أنت منذ اليوم" وبطلها "عربي" نقلة نوعية في الرواية العربية بعد الهزيمة حيث حملت معاني الخراب في الحياة السياسية والاجتماعية وعكست التشظي والتفتت الذي أصاب الانظمة والقيم والمعايير في المجتمع العربي الذي كان من نتيجته الكارثة.
"أنت منذ اليوم" كتبها تيسير في الفترة التي تلت حرب حزيران عام 1967 وبداية 1968حيث أن حرب وهزيمة حزيران هو موضوعها وحدثها الابرز. ومن خلال شخصية بطلها المأساوي او التراجيدي تعرض لأسباب الهزيمة باسلوب نقدي تحليلي يبدأ من نكبة عام 1948. تشكل حادثة عودة شقيق عربي وهو ما يزال طفلا في القرية من الجبهة وهو يروي أحاديث عن نفاد الرصاص وعن أوامر الانسحاب بداية الاحساس ببواكير المشكلة وتشكل صدمة لوعيه. تورد الرواية لقطات لمظاهر خراب الواقع خلال السنوات التالية التي قادت إلى الهزيمة مثل خراب الحياة الثقافية، والسياسة الرسمية والحياة الحزبية والعنف الدموي الذي يمارسه الحزبيون والسياسيون ورجال المخابرات الذين عانى عربي من ملاحقاتهم في العواصم العربية. كما تقدم مشاهد تدل على خراب الواقع الاجتماعي على مستوي العلاقات الأسرية وما يعتورها من تسلط وعقد. يطرح تيسير في الرواية أزمة العلاقات الاسرية البطريركية كرمز للتسلط من خلال علاقة عربي بأبيه، وعلاقته بحزبه الذي فصل منه لأنه رفض وصية أحد مفكريه، وهذه كما رآها عربي هي اساس المشكلة فكأن الرواية تدين المجتمع العربي بنظمه وقيمه وتحمله بالتالي مسؤولية الهزيمة.كما صورت الرواية مشهدا يبدو فيه "عربي" وهو ينظر الى الجسر الذي تعرض للتهديم على نهر الأردن ويصف جثة الجندي المرمية قربه والتي تبعث منها الرائحة في صورة رمزية تشير إلى رائحة الهزيمة. نجحت الرواية في تقديم نص يقوم على تفتيت الاحداث والانتقال الفجائي بين صيغ الزمان المختلفة واعتماد اسلوب التداعي والاسقاطات.

أما ديوانه الوحيد الذي سماه "أحزان صحراوية" والذي نشر عام 1968 عن دار النهار اللبنانية فإنه كما يوحي العنوان حالة الحزن التي استوطنت تيسير سبول وبما يرمز اليه مدلول الصحراء في الادب العربي الحديث من اشارة الى المجتمع العربي في خوائه وأرضيته القاحلة. وعندما توقف تيسير عن كتابة الشعر علل ذلك بقوله :"جميع الشعر الذي يكتب لأمة مهزومة، هذه الأيام هو غثاء، ولا أريد ان أزيد على أكوامه غثاء آخر". ومن قصائده المشهورة في ديوانه التي لا يذكر تيسير سبول الا وتذكر معه هذه القصيدة التي تنبأ فيها بقرب نهايته:

أنا يا صديقي‏
أسير مع الوهم، أدري‏
أُيَمّمُ نحو تخوم النهاية‏
نبيّاً غريب الملامح أمضي‏
إلى غير غايةْ‏
سأسقطُ، لا بدّ يملأ جوفي الظلامْ‏
نبيّاً قتيلاً، وما فاهَ بعدُ بآيهْ‏
وأنت صديقي، وأعلمُ... لكن‏
قد اختلفت بي طريقي‏
سأسقط، لا بدّ، أسقطُ..‏
يملأ جوفي الظلامْ‏
عذيرك، بعدُ، إذا ما التقينا‏
بذات منامْ‏
تفيقُ الغداةَ، وتنسى‏
لكم أنتَ تنسى‏
عليك السلامْ‏

خليل السواحري

خليل السواحري
(1940 - 2006)

ولد الاديب والقاص والصحفي خليل حسين سلامة شقيرات الذي عُرف بإسم خليل السواحري نسبة الى عشيرة عرب السواحرة في فلسطين في 24/11/1940 في منطقة جبل المكبر بالقدس. وتوفي في عمان في 11/8/2006 بعد صراع مع المرض.

درس المراحل الدراسية المختلفة في القدس التي كان لها حضور بارز في أعماله القصصية. وأكمل دراساته الجامعية في دمشق وبيروت. تخرج في جامعة دمشق وحصل على إجازة في الفلسفة عام 1965 كما تخرج من الجامعة اليسوعية من بيروت. عمل في سلك التربية والتعليم مدة إثني عشر عاماً بين عامي 1960 - 1972. وقد كان يعمل في مدرسة رام الله الثانوية ، عندما اعتقل من قبل قوات الاحتلال وأُبعد في حزيران 1969 الى عمان. إنتقل بعدها للعمل في الصحافة الادبية حيث عمل في جريدة الدستور فترة طويلة بين عامي 1972 – 1985.

كان من المساهمين في نشوء وتعزيز الحركة الثقافية في فلسطين والاردن، حيث كان من كتاب مجلة الافق الجديد التي صدرت في القدس خلال الفترة (1961 - 1966)، والتي أسسها ورأس تحريرها الشاعر عمر شنار. وقد أطلق على تلك المجموعة التي كانت تكتب بها (جماعة الأفق الجديد). وفي الأردن شارك في تأسيس رابطة الكتاب الأردنيين عام 1974، وأنتخب رئيساً لها في عدة دورات في الثمانينات. قضى أغلب حياته في مجال الصحافة الادبية حيث عمل محررا للصفحة الثقافية في عدة مجلات وصحف ومن أبرزها كانت صحيفة الدستور الاردنية. وكان يفرد إهتماماً خاصاً لأدب الارض المحتلة . كما أسس دار الكرمل للطباعة والنشر في عمان.وفي أيار 1993 وعلى إثر توقيع المعاهدة الفلسطينية الاسرائيلية عاد خليل السواحري إلى الارض المحتلة ليشغل منصب مديرعام في وزارة الثقافة الفلسطينية. وقد كتب بعد عودته ما يشبه السيرة الذاتية في كتاب اسمه " تحولات سلمان التايه ومكابداته ". كما كان يكتب مقالة اسبوعية في صحيفة الايام في رام الله. نقل بعدها ليعمل ملحقاً ثقافياً في سفارة فلسطين في الاردن. وكان دائم الكتابة في الصحف العربية المختلفة.

حصل على بعض الجوائز التكريمية المحلية والعربية ومنها: جائزة المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم للقصة القصيرة الفلسطينية لعام 1977، جائزة رابطة الكتاب الأردنيين للقصة القصيرة القصيرة للعام نفسه، جائزة الإيراني للقصة القصيرة عام 1986، الجائزة الذهبية لمهرجان القاهرة الرابع للإذاعة والتلفزيون 1988.كان عضواً في عدد من الجمعيات والهيئات الثقافية مثل: رابطة الكتاب الأردنيين، الإتحاد العام للأدباء والكتاب العرب، الجمعية الفلسطينية الأردنية، الإتحاد العام للكتاب الفلسطينيين، رابطة الأدب الإسلامي/ فرع الأردن.

أقامت رابطة الكتاب الاردنيين مع اسرة الراحل حفلاً تأبينياً بمناسبة مرور عام على وفاته 11/8/2007 في مقر الرابطة في عمان، وقد تحدث فيه عدد من النقاد والكتاب.

إعتمدت وزارة التربية والتعليم الفلسطينية إحدى قصصه " زائر المساء " في منهاج اللغة العربية للصف الثامن. كان يهتم بفن القصة القصيرة والنقد والتحليل الادبي. وساهم مساهمة كبيرة في رعاية عدد كبير من المواهب والادباء الشباب الذين دعمهم بالنشر والرعاية حتى ثبتوا أقدامهم في الساحة الثقافية.

جمع الناقد العراقي الدكتور ضياء خضير الدراسات التي كتبت عن أعمال السواحري القصصية في كتاب بعنوان (قمر القدس الحزين) وقدم للكتاب بدراسة مستفيضة بيّنت دوره، وأهميّته في تطور فن القصة في الاردن وفلسطين. كما أصدرت دار الكرمل للنشر التي أسسها وأدارها كتاباً بعنوان خليل السواحري - الانسان والاديب والناقد - ويضم دراسات عن إبداعاته حيث أسهم فيه عدد من الادباء والدارسين في الحديث عن الجوانب المختلفة في أعماله.

أصدر خمس مجموعات قصصية، ونشر عدداً كبيراً من المقالات والدراسات المتنوعة في المجالات الأدبية والسياسية في الصحف والمجلات المحلية والعربية. حظيت أعماله بإهتمام واسع من الباحثين والنقاد، كما تُرجمت بعض أعماله إلى الإنجليزية والتشيكية. تعد مجموعته القصصية الشهيرة (مقهى الباشورة) نسبة الى مقهى معروف ومشهور في سوق الباشورة في القدس القديمة التي صدرت عام 1975عن وزارة الثقافة في سوريا، علامة مميزة في تطوّر القصّة القصيرة في فلسطين والأردن، وتتناول أغلب قصصها المكتوبة بعد هزيمة حزيران 67 طبيعة الحياة في المجتمع الفلسطيني في القدس وحاراتها القديمة. كان السواحري كما قال الناقد خضير قمر القدس الحزين المسكون بهمها.

مؤلفاته في مجال القصة:

- ثلاثة أصوات: مجموعة قصصية مشتركة مع فخري قعوار وبدر عبد الحق، عمان 1972.

- مقهى الباشورة: من منشورات وزارة الثقافة والإرشاد القومي، دمشق، 1975.

- زائر المساء: من منشورات دار الكرمل التي أسسها، عمان، 19854.

- تحولات سلمان التايه ومكابداته: مجموعة قصصية، عمان، 19965.

- مطر آخر الليل: من منشورات دار الكرمل، عمان، 2002.

محمد أديب العامري

محمد أديب العامري
(1978-1907)

ولد محمد أديب العامري في يافا عام 1907، وتوفي في براغ بتشيكوسلوفاكيا آنذاك عام 1978 خلال رئاسته لرابطة الكتاب الاردنيين. أنهى دراسته في الجامعة الأمريكية في بيروت في مجال العلوم. صدر في عام 1929 أمر باعتقاله من قبل سلطات الانتداب البريطاني لمشاركته في ثورة البراق، فلجأ إلى الأردن، وعمل مدرساً للعلوم في ثانوية السلط، ثم مديراً لها، ثم رقّي مفتّشاً للعلوم في وزارة المعارف في عام 1943. عاد بعد ذلك إلى فلسطين، وعمل في الإذاعة في القدس. ولكن بعد وقوع النكبة عام 1948 عاد إلى الأردن مرة أخرى، وأصبح مديراً للإذاعة الأردنية. تولى عدداً من المناصب الحكومية في وزارة الخارجية، ووزارة المعارف، ودائرة الاستيراد والتصدير، ووزارة الإنشاء والتعمير، وديوان الموظفين، وديوان المحاسبة. وبعد سنة 1967عيّن وزيراً للخارجية، ثم سفيراً للأردن لدى مصر، فوزيراً للتربية والتعليم، ووزيراً للثقافة والإعلام. في عام 1977 انتخب رئيساً لرابطة الكتّاب الأردنيين. نشر عدداً من الكتب والترجمات كما نشر بعضاً من مقالاته في الصحف والمجلات منها: السياسة الأسبوعية، والرسالة، والثقافة، والمقتطف، ومجلة الأديب اللبنانية.

ومن مؤلفاته في مجال القصة القصيرة:
شعاع النور وقصص أخرى، صدر عن دار المعارف، بالقاهرة، عام 1953.

يوسف الغزو

يوسف الغزو

ولد القاص والروائي يوسف حسن الغزو في قرية خربة الوهادنة من محافظة عجلون عام 1940. حصل على شهادة الدراسة الثانوية العامة عام 1960. قضى جل حياته العملية بعد تخرجه موظفاً في دائرة الارصاد الجوية حتى تقاعد منها عام 1990.

إنتسب لرابطة الكتاب الاردنيين عام 1974 عند تأسيسها وبقي عضواً الى حين قيامه مع مجموعة من الادباء والكتاب بعد إغلاق الرابطة لمدة عامين خلال فترة الاحكام العرفية عام 1987 بتأسيس إتحاد الكتاب والادباء الاردنيين الذي ما زال عضواً فيه الى الآن. وقد شغل عام 1993 منصب الامين العام للاتحاد. وهو عضو حالياً في الهيئة الإدارية للاتحاد وعضو في جمعية وادي العرب الخيرية. كما يعمل عضواً وسكرتيراً للرابطة الوطنية لتربية وتعليم الأطفال.

تم إختيار بعض قصصه القصيرة لتدريسها للطلبة في المنهاج المدرسي الاردني ، كما تم إختيار بعض القصص التي تتحدث عن حب الارض وارتباط الانسان بها في المنهاج المدرسي للسلطة الوطنية الفلسطينية. كتب عدة مسلسلات درامية وتمثيليات وقصص للتلفزيون والاذاعة كما كتب مادة عدد من البرامج والسهرات والفقرات الثقافية.

حصل على ميدالية الحسين للتفوق الأدبي سنة 1995.


كتب يوسف الغزو القصة القصيرة وقد أصدر عدة مجموعات منها، كما كتب عدة روايات بالاضافة الى قصص قصيرة للاطفال.

مؤلفاته في مجال القصة والرواية وأدب الاطفال:


1. الصديقان (رواية) وكالة الصحافة الأردنية، عمان، 1976.
2. البيت القديم (مجموعة قصصية) رابطة الكتاب الأردنيين، عمان، 1981.
3. الاختيار (مجموعة قصصية) مكتبة شوقي، عمان، 1981.
4. اللوحة (رواية) رابطة الكتاب الأردنيين، عمان، 1982.
5. وردة من الخريف (مجموعة قصصية) وزارة الثقافة، عمان، 1987.
6. مسافات (مجموعة قصصية) دار النسر، عمان، 1990.
7. ثقوب في الجدار (رواية) ، أمانة عمان الكبرى، عمان 2001.

كما كتب عدة أعمال للاطفال منها:
تفاحة آدم (قصص) عام 1989، الشهيد (قصص) عام 1991، زهرة برية (قصص) 1993، المخترع الصغير (قصص) عام 1993، نسيم وريحانة (نص مسرحي للأطفال) عام 1993.

محمد صبحي أبو غنيمة

محمد صبحي أبو غنيمة
(1970-1902)

كان طبيباً وسياسياً وصحفياً وشاعراً، وحري بنا أن نقول قاصاً أيضاً فقد أصدر في فترة مبكرة من تاريخ الاردن الحديث عندما كان ما يزال امارة مجموعة قصصية اجتماعية وأخلاقية وخواطر أدبية بعنوان "أغاني الليل" في عام 1922. وربما تكون هذه المجموعة أول محاولة في كتابة القصص القصيرة لكاتب أردني وقد صدرت عن مطبعة الترقي في دمشق. يعد الدكتور محمد صبحي ابو غنيمة أحد رجالات الفكر والنضال السياسي في فترة مبكرة من تاريخ المنطقة التي شهدت أحداث الحرب العالمية الاولى وزوال الحكم العثماني عنها ومجيء الاستعمار الفرنسي والبريطاني، حيث كان عضواً في اللجنة التنفيذية للمؤتمر الوطني الأردني.

ولد أبو غنيمة في مدينة إربد عام 1902 لأسرة أردنية يعود جدها الى صعيد مصر الذي قدم مع حملة ابراهيم باشا الى الشام واستقر فيها. تلقّى تعليمه الابتدائي في مدارس اربد، وقد كان صديق الشاعر مصطفى وهبي التل "عرار" الذي درس وإياه في اربد ثم انتقلا معاً الى مدرسة عنبر التي كان يطلق عليها اسم مكتب عنبر في دمشق، وفي تجهيزية حلب. وفي عام 1917 سافر أبو غنيمة بصحبة صديقه ورفيق دربه عرار قاصدين استنبول (الأستانة)، ولكنهما لم يبلغاها بسبب ظروف الحرب العالمية الاولى، حيث كان ينوي الالتحاق بمدرسة الهندسة العليا. عاد الى دمشق وأكمل دراسته في مدرسة عنبر. درس الطب في ألمانيا وتخرج من جامعة برلين، وافتتح عيادته في عمان عام 1929 ومارس فيها مهنة الطب أربع سنوات.

أصدر في عام 1933 في عمان مجلة "الميثاق"، لتكون لسان حال "اللجنة التنفيذية للمؤتمر الوطني الأردني". انتقل عام 1947 ليعيش في دمشق، وظل مقيماً فيها حتى عام 1960، ثم عاد إلى عمان، وعيّن بعدها سفيراً للاردن في سوريا عام 1964، ثم سفيراً مرة أخرى عام 1969 وتوفي في دمشق في عام 1970.

قام بترجمة مجموعة من القصائد عن الألمانية. أما مؤلفاته في القصة فقد كانت مجموعة "أغاني الليل"،التي أشرت اليها آنفاً عام 1922. وقد أعيد نشرها عام 1990 بدعم من وزارة الثقافة ضمن مشروع إحياء التراث الأردني.

راضي عبد الهادي

راضي عبد الهادي
(1975-1910)

يعد راضي عبدالهادي أحد كبار أعلام التربية والتعليم في فلسطين والاردن، الذين تركوا بصمات واضحة على مسيرتها ونجاحاتها، ومن المربين الذين أفنوا حياتهم في هذا المجال. ولد راضي عبد الهادي في مدينة نابلس بفلسطين سنة 1910 وتوفي في مدينة عمان سنة 1975. تخرج في عام 1926 من "دار المعلمين" في القدس. عمل في بداية حياته الوظيفية مدرساً للاجتماعيات متنقلاً ما بين المدارس الثانوية في الرملة ونابلس والقدس. وبدءاً من عام 1934 اصبح مديراً لعدد من المدارس الثانوية في مدن فلسطين والاردن، مثل نابلس، وخان يونس، والبيرة، والخليل، وعكّا. وعندما وقعت النكبة الفلسطينية عام 1948 التجىء إلى دمشق وعمل مدرساً للغة للعربية في مدارسها لمدة سنتين. عاد بعدها إلى عمان سنة 1950 واستمر في سلك التربية والتعليم، فعمل مديراً لكلية الحسين في عمان، ومديراً للتربية والتعليم في عدد من المحافظات والألوية حتى عام 1961 حين أصبح وكيلاً إدارياً مساعداً في وزارة التربية والتعليم، وبقي فيها الى سنة 1967 حين أحيل الى التقاعد.

كان ينشر بعض مقالاته في جريدة (صوت الحق) في يافا التي كان يصدرها سعيد الخليل. له ديوان شعر وعدد من الدراسات في التاريخ العربي والجغرافية. ومن مؤلفاته في مجال القصة القصيرة:

1- خالد وفاتنة ، مكتبة الأندلس، القدس، 1945.
2- الشهيد، 1950.
3- البطل، 1950.
4- سمة الشجاعة، 1953.
5- كوكو ، 1957 ·
6- فارس غرناطة ، مكتبة الأندلس، القدس، 1960.

بدر عبدالحق

بدر عبد الحق
(2008-1945)

ينتمي بدر عبدالحق الى جيل التجديد والحداثة في القصة القصيرة. كان يسميه أصدقاؤه الزنبقة. ولد بدر الدين محمد احمد عبدالحق في مدينة الزرقاء شرقي عمان في عام 1945، لأسرة محافظة متدينة، وقد توفي بعد صراع طويل ومرير مع مرض فقدان الذاكرة الالزهامير الذي أصيب به وظل يعاني منه قرابة ثلاثة عشر عاماً حتى وفاته في الثالث من شهر شباط (فبراير) عام 2008.

درس في جامعة دمشق وحصل على ليسانس شريعة اسلامية في عام 1968 وعمل معلماً ومرشداً للكشافة في وزارة التربية و التعليم الأردنية منذ تخرجه و حتى العام 1972.
وكان يراسل الصحف الأردنية وينشر مقالاته فيها. عمل في الصحافة الخليجية ما يزيد عن ثماني سنوات، حيث سافر الى الامارات العربية المتحدة حيث ساهم في تأسيس جريدة الوحدة وعمل سكرتيراً لتحريرها ومشرفاً على صفحتها الثقافية. وكان يكتب فيها زاوية يومية بعنوان "حكاية كل يوم" . وبعدها إنتقل للعمل في جريدة الوثبة كمدير للتحرير، كما عمل كاتباً و محرراً في جريدة البيان ، ومحرراً في جريدة الفجر. وعمل في الفترة ذاتها مراسلاً لمجلة المستقبل الباريسية حتى العام 1978 كما سافر إلى البحرين للمشاركة في تأسيس جريدة الايام التي أصبح مديراً لتحريرها لمدة زادت عن سنة. عاد بعدها الى الاردن ليصبح سكرتيراً لصحيفة الرأي وأحد كتاب الزاوية الاسبوعية فيها وهي زاوية سبعة أيام. والى جانب عمله في جريدة الرأي، فقد عمل سكرتيراً للتحرير في مجلة أفكار التي تصدر عن وزارة الثقافة ثم مديراً ورئيساً للتحرير في عقد الثمانينات. وقد أُنتخب بدر عبد الحق نائباً لرئيس رابطة الكتاب الاردنين في عام 1993. كما كان قبلها عضواً في الهئيات الادارية للرابطة لعدة دورات. كما كان عضو نقابة الصحفيين الأردنيين ونائباً لرئيسها أيضاً. ترأس نادي أسرة القلم في مدينة الزرقاء بين عامي 1986 - 1988.

حرم المرض الساحة الثقافية الاردنية من عطاء كاتب مبدع لامع حيث توقف انتاجه منذ منتصف التسعينيات.
قال الناقد الاردني د. محمد عبيدالله في معرض حديثه عن فن بدر الحق "قصص عبد الحق تمثل أصداءً للجوع والخوف والغربة والوحدة وحس السخرية مع بعض نوافذ الامل والطموح"، وأضاف: "الامر الآخر تقنياً يتمثل في أن كثيراً من قصصه مكتوبة بمنطق أقرب الى منطق الحلم والكابوس، حتى لو لم يكن ذلك ظاهراً ويتمثل ذلك في طريقة انسياب القصة ونموها فهي لا تنمو بالمنطق الواقعي المباشر وإنما تتشكل من أمور متعارضة أو متخيلة أو غير منطقية ومع ذلك تحافظ على سلالتها".

وقد أعاد الكاتب حسين نشوان جمع إنتاج بدر في القصة وطائفة من مقالاته إضافة إلى دراسات وشهادات عن تجربته في كتاب بعنوان (صمت شاهد عيان) الذي صدر ضمن منشورات أمانة عمان عام 2005. وفي معرض تكريمه في حفل أقيم عام 2007 برابطة الكتاب تحدث نشوان عن تجربة عبدالحق بكتابة المقالة الصحفية التي إستفاد من تجربته القصصية في تطويرها فقال: " لقد افاد الكاتب الصحفي بدر عبد الحق من سمات الكتابة القصصية، بالتركيز على المقدمة واللغة وانماط السرد ورسم الشخصيات والاهتمام بالعنوان والعناية بالخاتمة وتقوم مقالته على القفلة المفارقة لاثرائها وافاد من تقنيات النص الحكائي الذي يقوم على الانماط التراثية والحوار والاسئلة الاستنكارية، كما لجأ الى توظيف بعض الامثال الدارجة والمأثورات فضلا عن اقتراح بعض الجمل او نحت بعضها وربط بين العنوان الذي يشكل مفتاحا للمقالة وعناصرها لضمان حالة من الاتساق البنيوي"
. يقول بدر عبد الحق في احدى كتاباته: "انك ايها السيد الكاتب، عندما تكتب ما لا تؤمن به، وعندما تبشر بغير قناعاتك، تكون قد ارتكبت جريمة كاملة الاوصاف، وحقت عليك اللعنة واقسى العقاب".

ومن انتاجه في مجال القصة:
1- نشر مجموعة من القصص القصيرة في كتاب مشترك بعنوان (ثلاثة أصوات) مع كاتب القصة الراحل خليل السواحري والاديب الصحفي فخري قعوار عام 1972.
2- أصدر مجموعة قصصية أخرى بعنوان: (الملعون) عام 1992.

جمال ناجي

جمال ناجي.. صوت روائي متميز
أبطال مهزومون بين واقعية الروايات ودهشة النهايات

يعد جمال ناجي من أهم الاصوات الروائية على الساحة الاردنية بفضل مساهماته الروائية والقصصية المتميزة الي تمتد عبر اثنين وثلاثين عاما منذ عام 1977 أنجز خلالها ست روايات وثلاث مجموعات قصصية ونال عنها عدداً من جوائز التقدير، رسخت مكانته ليس فقط في الساحة الادبية الاردنية وإنما على الصعيد العربي أيضاً. ولعل التكريم والاحتفاء الذي حظيت به روايته الاخيرة (عندما تشيخ الذئاب) من قبل المثقفين والمبدعين في مصر ، وما كتبته الصحافة الثقافية العربية على إمتداد الوطن العربي وفي بلدان الاغتراب خير دليل على ذلك.

تجسد كثير من الاعمال الروائية والقصص القصيرة التي أبدعها قلم الروائي جمال ناجي أجواء المجتمعات والعوالم والمحطات التي عاش بها أو عرفها واختبرها عن قرب وتمثل معالم رئيسية في مسيرته الابداعية وتعكس جانبا من سيرته الذاتية. وإذا كان للجانب الذاتي وخاصة إن كان غنياً بخبرات متعددة تأثير على الكاتب يحدد فضاءات كتاباته وانشغالاته في أحيان كثيرة، فإن ذلك ينطبق بدرجة كبيرة على جمال ناجي.

ولد جمال ناجي محمد اسماعيل في بلدة عقبة جبر في أريحا بالضفة الغربية لعائلة فلسطينية تنتمي الى قرية العباسية المجاورة ليافا في فلسطين في 1/11/1954 . إنتقلت عائلته بعد هزيمة عام 1967 الى عمان التي يعيش فيها منذ ذلك الحين. حصل بعد إكمال دراسته الثانوية على دبلوم فنون تشكيلية من كلية تدريب عمان عام 1975 . عمل معلماً في بداية حياته العملية وهو ما يزال في بداية العشرينات في السعودية خلال السنوات 1975-1977، وقد كان لظروف الغربة والعمل في ظروف قاسية تأثير كبير على تفتح موهبته وولادة روايته الاولى "الطريق الى بلحارث" التي صدرت عام 1982 عن رابطة الكتاب الاردنيين.

وقد إكتسبت الرواية أهمية كبيرة بفضل نضوج أسلوبها الروائي الذي كشف عن موهبة مبكرة وبعدها عن قلق وتذبذب البدايات. وقد نالت جائزة رابطة الكتاب للرواية في العام التالي. كما أعيدت طباعتها عدة مرات ، حيث صدرت هذا العام 2009 الطبعة السادسة منها بثوب جديد. وقد كتب جمال ناجي مقدمة لهذه الطبعة الجديدة جاء فيها: "من الصعب أن يعود الكاتب الى الوراء ثلاثة عقود بكاملها ، والأصعب أن يستعيد الدهشة التي كانت تتملكه إزاء الأشياء التي يراها ، أو أن يحاول ازاحة السواتر والطبقات الزمنية التي تراكمت الى حد يثير التساؤل عما اذا كان الإحساس بالزمن ضروريا ، وما إذا كان هذا الزمن حقيقة تمنح الكاتب حق الإستدارة وشق كتل الأعوام، من أجل الرجوع إلى الماضي ، والقبض على تلك اللحظات التي اكتشف فيها متعة الكتابة وسرها وعظمتها في آن معا".

وتتناول هذه الرواية موضوع العلاقات الانسانية والحب والصراعات في أجواء الغربة وقسوة الحياة في مناطق نائية شاقة التي تحول الاحلام الكبيرة المفعمة بالبراءة وجمال الاكتشاف الى نهايات مأساوية أو دامية. تحكي الرواية عن تجربة عدد من المدرسين المغتربين بحثا عن فرص العيش، في ظروف قاسية في قرية بلحارث في منطقة القنفذة نواحي جبال عسير بالسعودية قرب الحدود اليمنية.

تدور قصة الطريق الى بلحارث حول الوقائع الغريبة التي تجري لأبطالها "عماد" الذي يعيش قصة حب مع "نادية" شقيقة صديقه منصور المقيمة في عمان التي كان يلتقي بها قبل السفر، و"منصور" الذي يعيش قصة حب شهواني مع "ظفرة" وهي امرأة ذات أصول يمانية مطلقة في الثلاثينيات من قرية بلحارث تعمل راعية أغنام وراقصة في المناسبات. يظل منصور يترقب اليوم الذي يلتقي فيه بظفرة، ولكنه يصاب بالحمى الشوكية المنتشرة في المنطقة بسبب البعوض. ويموت في ذات الليلة التي يوشك حلم حياته أن يتحقق قبل لحظات من مجيء "ظفرة" إلى حيث يقيم. كما يتلاشى حلم صديقه عماد بالزواج من "نادية حين يعود إلى عمان ومعه جثة شقيقها.

كما عمل جمال ناجي بعد عودته من السعودية في العمل المصرفي لمدة طويلة من خلال عمله في أحد المصارف الكبيرة في عمان خلال السنوات ما بين 1978- 1995 حيث كان أيضاً من العناصر النقابية النشيطة. وقد لكان لتجربة العمل المصرفي واهتمامه بمتابعة الشأن الاقتصادي والمالي والأزمات الاقتصادية والسياسية التي مر بها الاردن في أواخر الثمانينات وإنعكاساتها المباشرة على حياة الناس وإرهاصات العولمة وتأثيراتها المتزايدة تأثيراً مباشراً على إنتاجاته في تلك الفترة وما بعدها وخاصة روايته "الحياة على ذمة الموت" عام 1993، وروايته "ليلة الريش" عام 2004.

تولى العمل مديراً لمركز انتلجنسيا للدراسات السياسية والاقتصادية خلال الفترة من عام 1995 وحتى عام 2004 حين تفرغ بعدها للكتابة. وهو عضو في لجان تقييم إبداعية وثقافية وخاصة في مجال القصة القصيرة والرواية. ويكتب زاوية ثقافية أسبوعية في الملحق الثقافي لجريدة الدستور. كما أنه ينشر بشكل متواصل مقالات ثقافية وقصصاً قصيرة في الصحافة الاردنية والعربية. ويشارك بفعالية في المؤتمرات الادبية والثقافية المحلية والعربية والاجنبية. كما كان عضوا في اللجنة العليا لعمان عاصمة للثقافة العربية عام 2002.

أنتخب جمال ناجي رئيساً لرابطة الكتاب الأردنيين خلال السنوات 2001- 2003. وكان عضواً في الهيئة الإدراية للرابطة لعدة دورات. وهو عضو في الاتحاد العام للأدباء والكتاب العرب. كم تم في شهر أيار /مايو 2009 إختياره أميناً عاماً للتجمع الثقافي الديموقراطي في رابطة الكتاب من قبل أعضاء المكتب التنفيذي للتجمع وقبيل الانتخابات الدورية للرابطة.

حاز على الجائزة التقديرية من رابطة الكتاب الأردنيين عام 1983، وعلى جائزة الدولة التشجيعية للرواية للعام 1989، وعلى جائزة تيسير سبول للرواية للعام 1994.

ترجمت روايته (الطريق إلى بلحارث) إلى اللغة الروسية ، كما ترجم عدد كبير من قصصه القصيرة إلى اللغات الإنجليزية والفرنسية والألمانية والتركية. وأعدت رسائل جامعية لنيل الماجستير والدكتوراة وأبحاث أدبية ومقالات عديدة حول تجربته الروائية. إختيرت بعض قصصه القصيرة ضمن المناهج المدرسية وتدرس بعض رواياته ضمن المواد المقررة في بعض الجامعات. كما حوّلت بعض أعماله الى مسلسلات تلفزيونية مثل مسلسل (وادي الغجر) المأخوذ عن روايته "مخلفات الزوابع الاخيرة".

إن المتتبع لإنتاج جمال ناجي يلاحظ قدرته على التفريق بين أسلوبه الروائي والقصصي بشكل واضح بما يناسب كل نوع. وإذا كان يمتاز أسلوبه الروائي بالسرد ذي النفس الطويل الذي يستخدم تقنية التنقل بين الازمنة المختلفة ويهتم بالتفاصيل المادية للمكان والغوص في الابعاد النفسية للشخصيات وتعدد الاصوات وتقديم إمتدادات الحدث الزمانية والمكانية المختلفة في إطار أدبي تاريخي يراعي وضع القاريء في خضم الجو العام الذي ساد إبان المرحلة التي يتناولها وطرح قضاياها الرئيسية بعين ناقدة، فإنه في القصة القصيرة يعتمد اسلوب شد القاريء والتشويق منذ الجملة الاولى حيث يضعه في قلب الحبكة وأحيانا في ذروتها مباشرة، كما يستخدم الايجاز والتكثيف والايحاء والتلميح ويركز كثيراً في كل قصصة تقريباً على إستخدام تقنية تفجير النهايات المفاجئة وتوظيف المفارقة التي تكشف المغزى في الجزء الأخير من القصة بما ينطوي عليه من الدهشة وإدراك أعمق لتجارب الحياة وتفاصيلها اليومية التي قد لا تستوقفنا كثيراً. وقد ذكر أكثر من مرة بأنه من محبي أسلوب الاديب الامريكي أو. هنري في القصة

حظيت روايته الاخيرة "عندما تشيخ الذئاب" التي صدرت ضمن سلسلة اصدارات التفرغ الابداعي لوزارة الثقافة عام 2008 باهتمام واسع من الاوساط الادبية والنقدية في الاردن. تفتتح الرواية بمشهد إذلال وتنتهي بمشهد كابوسي مريع وما بينهما تجري صراعات الحب والشهوة والاوهام والاحلام المكبوتة وفن الخداع تحت لباس التدين والفقر والمشكلات الاجتماعية والوصولية السياسية ما بين شخصياتها الرئيسية التسع. وتمثل الرواية في حقيقتها تداعي الذكريات على لسان بعض أبطالها الذين يروون تاريخهم لنكتشف أن هولاء الابطال هم الذئاب البشرية التي تدير معاركها بعناد وقسوة وخبث في سبيل تحقيق أهدافها غير أنها كلها تصبح في نهاية الرواية ضحايا بائسة مهزومة منكسرة.

تمتاز الرواية بالتجسيد العميق والمتحرك والمتعدد الجوانب للشخصيات من النواحي النفسية والعاطفية والروحية والاجتماعية والسياسية كأحد جمالياتها الفنية وبإتساع أفق القضايا التي تطرحها عبر امتداد زماني ومكاني كبيرين. وأعتقد أنها واحدة من أهم الروايات التي صدرت في الاردن في السنوات الاخيرة باقترابها الجريء من ثلاثية الجنس والدين والسياسة حيث يبدو واضحاً أن معارك هذه الذئاب البشرية الذين تصفهم الراوية بأنهم "شياطين في ثياب رجال ، لكنهم ظرفاء" تدور في هذه الفضاءات الثلاثة.

والبناء الفني للرواية في هذا الاطار مناسب لرسم شخصياتها وتفاعلاتها وأزماتها النفسية وطموحاتها وصراعاتها وتجاذباتها وتنافراتها. تستخدم الرواية أسلوب تعدد الاصوات التي تتعاقب وتتناوب مرة بعد أخرى على سرد تاريخها المتشابك من وجهة نظرها. وهذا الاسلوب مناسب أيضا ليتعرف القاريء على الاحداث من زاوية كل شخصية وبلغة تعكس المستوى الفكري والاجتماعي والبيئة الثقافية لكل شخصية في ظل التباين والتناقض بين هذه الشخصيات. وتمثل أحداث الرواية تفاصيل صراعاتها العنيفة ، الدموية أحيانا، التي تخوضها على مختلف الصعد عبر فترة زمانية تمتد منذ نهاية الستينيات وحتى مطلع القرن الواحد والعشرين حيث تختتم الرواية أحداثها في نهاية عام 2004.

تقوم فكرة بناء الرواية على سرد خمس من شخصياتها الرئيسية التي ترتبط فيما بينها بعلاقات متداخلة متوترة مأزومة لتاريخها في مناطق مختلفة من عمان. وهذه الاصوات هي سندس، والشيخ عبدالحميد الجنزير، ورباح الوجيه، وجبران، وبكر الطايل، بالاضافة الى جزء يتيم يرويه عقيد يسمى رشيد حميدات لم يكن لدوره اضافة مهمة تذكر كثيراً سوى ادخال عنصر الاثارة والتشويق في مطاردة البطل عزمي والمحاولات الفاشلة المتكررة للايقاع به.

تتبدى إحدى نقاط القوة في الرواية في قدرتها على التلوين اللغوي على لسان شخصياتها. إذ يمكن التمييز الواضح في تباين الاسلوب اللغوي لكل منها بما يعكس طريقة تفكير كل شخصية ومستواها الاجتماعي والثقافي. ولعل اللغة التي يستخدمها "رباح الوجيه" كاتب الاستدعاءات امام المحكمة تعيد الى الاذهان نمطاً من الشخصية التقليدية من الطراز الاول. فهو يتحدث عن المرأة باسم الحريم والنسوان وكثيرا من التشبيهات التي يبتكرها تقترن بأدوات الفلاحين! في حين يكتسي حديث الشيخ الجنزير صبغة دينية واضحة توظّف أساليب السحر والجن والعزف على وتر العاطفة الدينية. ولغة الجنزير مثقلة ظاهرياً بإشارت تفوح منها مشاعر العداء والتشفي بأصحاب التيارات الفكرية الاخرى. ويبدو جلياً موضوع نقد بعض أساليب الخطاب الديني المعاصر.

تلجأ الرواية الى توظيف أسلوب المفارقات لابراز تباين الشخصيات. ولعل المفارقة بين شخصية الشيخ الجنزير وبين تلميذه بكر الطايل تبقى حاضرة في الذهن. فالجنزير يمثل قمة استغلال الدين من خلال تعزيز صورته التي تكاد تصل مرتبة الاولياء في نظر الاخرين بفضل تصرفاته الظاهرية، الا أنه لا يتورع عن تحقيق رغباته في النساء وسرقة أموال التبرعات وتوظيف الاتباع السذج لخدمة غاياته، بينما يمثل بكر الطايل نموذجاً لشاب غر ليس له تجربة في الحياة يرى الاشياء إما باللون الاسود أو الابيض. وهو عاجز عن تحقيق أي إنجاز اجتماعي يبرر به سبب وجوده فيلجأ الى الحقد على الاخرين ومحاولة قتلهم كما فعل مع عزمي أو في قتل من يعتبرهم أشرارا كما فعل بقتل الراقصة. وتعكس اللغة رغبة بكر الطايل في تقسيم البشر الى مؤمنين وأشرار مع كثير من التزمت الساذج. كما يبدو توظيف أسلوب المفارقات واضحاً في تصوير شخصية جبران ذلك المناضل اليساري الذي يبرر التحول الحاد في مواقفه بالعقلانية أو الواقعية.

وأعتقد إن من أهم الجوانب الابداعية في رواية "عندما تشيخ الذئاب" هو قدرتها على متابعة نمو الشخصيات ونضوج تجربتها عبر مراحل سنها المختلفة ورسم معالم تطور وعيها وتأثرها وتأثيرها في الشخصيات الاخرى بشكل حيوي يلحظه القاريء تدريجياً ، وفي ذات الوقت قدرة الشخصيات فيها على تقديم أزماتها الفردية كنماذج للقضايا العامة التي شغلت الناس في عمان خلال هذه المدة كالتغيرات على طرأت على قيم وسلوك الافراد والسلطة والمعارضة وبروز الاتجاه الديني وتراجع الاتجاهات القومية واليسارية وسيطرة النزعة المادية الاستهلاكية على أحلام الفقراء والاغنياء على السواء.

وبهذا الصدد يمكن القول أن الرواية تشكّل عرضاً توثيقياً بانورامياً تاريخياً لمدينة عمان من خلال إبراز التغيرات التي طرأت على المدينة وسكانها خلال هذه الفترة. إذ تنطوي على مشاهد لاذعة وناقدة لمظاهر الحياة السياسية وفساد الاداء الحكومي وتأثير العلاقات الاجتماعية والنسائية على ذلك كما حصل مع جبران الذي صار وزيراً أو مظاهر الفساد الاقتصادي أو تحول مواقف المعارضين السياسيين وتماهيهم مع مواقف السلطة ومبرراتها. بل يمتد التناول الى ابراز تأثير العوامل والمتغيرات الدولية فهناك اشارات الى حرب لبنان وحصار بيروت، وسقوط الاتحاد السوفياتي.

تحفل الرواية بذكر اسماء مناطق عمان المختلفة والكثير من محلاتها ومعالمها، وكأن الرواية تقدم صورة توثيقية للحياة في أحياء المدينة وما اعتراها من تغيير. وهناك واقعية كبيرة في نقل الاحداث بين احياء المدينة المختلفة. فهناك جبل الجوفة الذي تنطلق منه كل الشخصيات في مغامرات حياتها المختلفة وهناك أحياء عمان الشرقية مثل جبل التاج والاشرفية والقويسمة وماركا وهناك وسط البلد والمحلات الراقية التي كانت في فترة من الزمن قبل توسع المدينة في الاتجاه الغربي، وهناك الجامع الحسيني وهناك المحكمة في شارع السلط. وهناك جبل اللويبدة وتلاع العلي وإسكان الصحفيين في طبربور، وغيرها من الاماكن والمعالم. وتقدم الرواية صورا عديدة متقابلة متضادة للحياة في جبل الجوفة الفقير المكتظ ، في حين أن جبل عمان يمتاز بالهدوء الى درجة الرتابة والملل. وتقدم الرواية بعضاً من صور الحياة الضائعة بين الترف والفراغ والتقليد والمظهرية!

مؤلفاته في مجال القصة والرواية:
1. الطريق إلى بلحارث (رواية)، رابطة الكتاب الاردنيين، عمان، 1982.
2. وقت (رواية) ، دار ابن رشد، عمان، 1985.
3. مخلفات الزوابع الأخيرة (رواية) المؤسسة العربية للدراسات والنشر، بيروت، 1988.
4. رجل خالي الذهن (قصص)، دار الكرمل، عمان، 1989.
5. الحياة على ذمة الموت (رواية)، المؤسسة العربية للدراسات والنشر، بيروت، 1993.
6. رجل بلا تفاصيل (قصص) ، مؤسسة عبد الحميد شومان بالتعاون مع رابطة الكتاب الاردنيين، عمان، 1994.
7. الأعمال الروائية، وزارة الثقافة، عمان، 2003.
8. ليلة الريش، (رواية)، المؤسسة العربية للدراسات والنشر، بيروت، 2004
9. ما جرى يوم الخميس، (قصص)، وزارة الثقافة، عمان، 2006
10.عندما تشيخ الذئاب، (رواية)، وزارة الثقافة، مشروع التفرغ الابداعي، عمان 2008.
نصوص مختارة
(ما جرى يوم الخميس)
قصة قصيرة من مجموعته التي تحمل نفس العنوان والتي صدرت عام 2006:

الاعلان الذي نشر في ثلاث صحف، تضمن تهاني يقدمها عدد من الناس لرجل إسمه "سمير الأزهري" بمناسبة ما حدث يوم الخميس الماضي، دون أي ذكر لتفاصيل أخرى يمكن ان تضيء للقاريء أو تعينه على فهم لغز الخميس الذي بدا لي مضببا مثيرا للحفيظة.
استوقفني الاعلان. اذ كيف لي أن أهدأ دون أن أعرف حقيقة ما تخلل ذلك اليوم من أحداث؟
سألت أصدقائي العاملين في الصحف، علهم يعرفون شيئا يهديء فضولي الذي تحول الى نوع من اللهفة والخفة التي لا تليق برجل مثلي على أعتاب الستين.

لم أجد لدى أي منهم معلومة أو تفسيرا لهذا الأمر، لكنهم شاركوني استغرابي، وزودوني بهواتف المعلنين بعد أن حصلوا عليها من قسم الإعلانات، الذي عادة ما يطلب هاتف المعلن تحسبا لوقوع خطأ ما قبل النشر.

اتصلت بالأرقام الثلاثة فتلقيت ردا آليا متكررا بصوت فتاة تقول: رقم الهاتف المطلوب مفصول. كلمة مفصول نطقتها عبر السماعة بنبرة متشفية، هذا ما احسسته. ومع أن المسألة برمتها لا تخصني، الا أنها استبدت بمخيلتي وأرقتني:
ما الذي حدث يوم الخميس؟ ولماذا لم يفصح الاعلان عن حقيقة ما جرى؟ خصوصا أن من عادة المعلنين الحرص على الاستعراض وشرح ما هو مقصود باعلاناتهم، فلماذا عمدوا هذه المرة الى اخفاء المعلومة الأساسية، بحيث بدا الامر اشبه بتواطؤ مكشوف بين كل المهنئين، وبين الشخص المهنأ.

أحسست بأن أولئك الناس يقبضون على سر لا يريدون اشراك أحد به، وفي الوقت ذاته يصرون على اشعار الجميع بوجود سر بينهم وحدهم، اضافة الى أن هذا السر يستحق تهنئة علنية دون الإشارة الى طبيعته! هل أرادوا إغاظة القراء؟

وضعت كثيرا من الاحتمالات التي بدت لي في نهاية الأمر ساذجة تستحق التأنيب!
من تلك الاحتمالات ان المهنأ عين في منصب مهم، أو نجح في امتحان، أو حصل على ترقية فاستحق التهنئة. لكنني سرعان ما استسخفت هذه الافكار، فمثل هذه الأمور لا تخضع للتكتم، كما أن الناس يجاهرون بها ويحتفون..

أنا على ثقة من أن مئات أو آلاف القراء اطلعوا على ذلك الإعلان، وربما تساءلوا في حينه عما جرى، لكنهم لم يماحكوا أنفسهم مثلما فعلت أنا، لم يحتدموا، ولم يشعروا بتلك الحاجة الملحة الطاغية لمعرفة ما جرى يوم الخميس.

طيب، لو افترضنا أن هذا الشخص تزوج، أو استعاد نقودا سرقت منه، أو نجا من محاولة اغتيال، أو شفي من مرض عضال، أو صدر عنه عفو بعد أن كان سجينا أو محكوما..
لكن هذه الأمور لا تعد اسرارا، ثم انها احتمالات تنقصها الفطنة!
عدت إلى الصحيفة علني أتعثر بكلمة أو جملة تساعدني على الخلاص من هذه الأزمة التي تورطت بها، كثيرا ما أجدني متورطا في أمور لا دخل لي بها، لكنها تسبب لي أرقا وحكاكا دون سبب بدني واضح! قرأت الإعلان من جديد، فلم أجد في تلك التهاني سوى الصد والإبعاد:
(فلان وزوجته واخوانه واخواته وأبناؤهم وبناتهم وأقرباؤهم وأنسباؤهم يهنئون.... على ما حدث يوم الخميس، متمنين له كل التوفيق والسؤدد)
سؤدد؟ ألا زال الناس يستخدمون هذه الكلمة؟

مزقت الصحيفة فعاد فضولي إلى مواقعه، ارتحت قليلا، تشاغلت ببعض الأعمال البيتية. عدلت وضع الصور واللوحات المعلقة على الجدار، عادة ما تميل الصور واللوحات نحو اليسار أو اليمين دون سبب معروف.
عالجت مسمارا لحميا في قدمي: عادة ما تظهر المسامير في قدمي دون أن أدري لماذا؟!
أعدت المزهرية إلى مكانها على منضدة الزاوية: عادة ما تنتقل هذه المزهرية من مكانها....
انتهيت من تلك الأعمال التي: عادة ما أقوم بها دون سبب واضح.
استرحت قليلا، فتمرد فضولي:
ما الذي يجري بين الناس يوم الخميس؟
يسهرون، يتزاورون، يهيئون أنفسهم لقضاء اجازة، يقومون ب "الهم الذي اسمه خميس" حسب ما يتندر الناس في بلادنا.
لكن لا شيء من هذا يستحق التهنئه!

فكرت بذلك السر الذي يخفيه الرجال عادة بالتواطؤ مع نسائهم، حين لا يفلحون في مضاجعتهن: أيمكن أن يكون المهنأ عروسا جديدا فشل في فض بكارة عروسه منذ أيام أو شهور، وأفلح في ذلك يوم الخميس؟
لكن هذا يحدث كثيرا. ثم، لو افترضنا أنه وعروسه تواطآ على كتم ذلك السر، فلماذا يبوحان به بعد نجاحهما في تلك المهمة الصعبة؟ خصوصا أن مثل هذه الأمور تعلق في ذاكرات الناس، وقد تتحول مع الايام الى عيب يعيرون العروسين به، هذا عدا عن أن التهنئة المعلنة تعني فضح الرجل، وكشف ضعفه، والتطرق المضمر إلى ما لا يجوز الاعلان عنه من الخفايا الزوجية، خلا الإيحاءات المخجلة أو التخيلات المحرجة التي قد تتجول في أذهان من يعرفونه وزوجته من المعلنين أو قراء الصحف.
هذا احتمال أكثر سذاجة مما ينبغي، لا بد أن الأمر مختلف.

ما أغاظني أكثر، أن المهنئين لم يحددوا ما اذا كان الحدث تم فجرا ام صباحا ام ظهرا أم مساء، ولو فعلوا لسهلوا علي مهمة التفكير في المسألة، فتحديد الوقت يمنحني فرصة حصر الاحتمالات ومعرفة ما يفعل الناس في تلك الأوقات من أيامهم.

صبيحة اليوم التالي، رأيت أربع صفحات في جريدة واحدة، ملأى بإعلانات التهاني للرجل ذاته على "ما جرى يوم الخميس الماضي" ... دون أي توضيح!
المسألة كبرت، ومعها تطاول فضولي واشتباكي مع ذاتي التي تريدني أن أدع الخلق للخالق، وتصفني بأنني أكثر الناس فضولا على سطح هذا الكوكب، لكنني أجيبها، عادة ما اجيبها باستخفاف: هذا امتياز لا يحظى به سواي، ثم ما العيب في أن أكون فضوليا؟ ألم يكن الفضول سببا في اكتشاف نيوتن لقانون الجاذبية؟
ثمة خلافات يومية بيني وبين ذاتي، فهي لا تكف عن نهيي بعدم حشر نفسي في ما لا يعنيني، وقد سبق أن طاوعتها على مضض اختصارا للشر، لكن في هذا الموضوع، توافقنا هي وأنا على ضرورة معرفة السر، ولا أدري كيف حدث ذلك!

لقد حقدت على المدعو سمير الأزهري، ذلك أنه أصبح اسما معروفا وعلما بقوة الإعلان المدفوع، كما رسخ اسمه في ذاكرتي أكثر من "هيلاسي لاسي، والأميرة ديانا ، وجاكلين كنيدي" وسواهم:
أيمكن أن تكون الغاية من هذه الإعلانات هي الترويج لإسم ذلك الرجل الذي أرقني؟
لكن التهاني لم ترتبط بمناسبة أو إنجاز معين يمكنه الإفادة منه ..
والعمل؟!

استوقفني واحد من الإعلانات المنشورة في الصفحات الأربع، فقد أثبت المهنيء رقم هاتفه أسفل إعلانه! تنفست الصعداء وأحسست بتخففي من عبء أقام في صدري منذ الأمس.
رفعت سماعة الهاتف، ضغطت الأزرار التي تضمنت رقم هاتف ذلك المعلن، فرد علي رجل بصوت متعب عريض يفيض لهفة. كان واضحا من طريقته في الرد أنه ظنني المهنأ سمير الأزهري! وقبل أن أوضح الأمر له أو أسأله عن سبب نشره ذلك الإعلان، عاجلني بلهفة وفضول:
أرجوك، لا تشكرني على تهنئتي لك فأنا لا أعرفك، لكنني لم أنم ليلة البارحة، أخبرني ما الذي حدث؟ لقد دفعت ثمن الإعلان كي أعرف منك:
ما الذي جرى يوم الخميس؟ ..

يعقوب العودات

يعقوب العودات "البدوي الملثم"
(1971-1909)

يعتبر يعقوب العودات الذي إشتهر بلقب البدوي الملثم رائداً من رواد الأدب في الأردن، وقد إنشغل بالدراسات الادبية والفكرية والترجمة كما كانت له مساهمات في القصة القصيرة. ‏ولد يعقوب العودات في مدينـة الكرك عام 1909 وتوفي في عمان عام 1971، وكان والده أول رئيس لبلدية الكرك في العهد العثماني. لم يكمل دراسته الابتدائية بسبب وفاة والده مما اضطره للعمل لينفق على والدته وشقيقته ولكنه صمم أن يدرس على نفسه حتى إستطاع أن يجتاز المرحلة الاعداية والثانوية عام 1931.

التحق بدراسة الحقوق في جامعة دمشق إلا أن ظروفه المادية حالت دون إكماله دراسته فيها، فصرف النظر عن الدراسة والتحق بالوظيفة معلّماً في وزارة المعارف يدرس الأدب العربي والتاريخ مدّة ستة أعوام. تم نقله من التربية والتعليم إلى رئاسة الوزراء ليعمل كاتباً بمكتب الرئيس، ثم أعير للعمل سكرتيراً للمجلس التشريعي. ولكنه آثر الاستقالة وسافر إلى القدس عام 1944 ليعمل مترجماً لدى حكومة فلسطين. وبقي هناك الى أن وقعت النكبة عام 1948، فعاد إلى شرقي الأردن. سافر الى أمريكا الجنوبية عام 1950، وبقي هناك مدة عامين ونصف، ألف خلالها كتابه الموسوعي (الناطقون بالضاد في أميركا الجنوبية) في جزءين الذي صدر في بيروت عام 1956 وتناول فيه بتوسع كافة نواحي حياة العرب في المهجر كما اشتمل على تقديم لأعلام الأدباء والشعراء المهجريين.‏ ثم عاد الى الاردن وعمل في وزارة المالية حتى عام 1968 حيث استقال وانكب على التأليف الى أن توفي.

نشره يعقوب العودات مقالاته في الصحف بأسماء مستعارة عدة، مثل أبو نظارة، وأبو بارودة، وفتى مؤاب وفتى البادية، ولكنه فيما بعد إستقر على لقبه الذي عرف به وهو "البدوي الملثّم". نشر أعماله في الصحف والمجلاّت الاردنية والعربية مثل: الأردن، والجزيرة، ورسالة المعلّم، والأحد الدمشقية والضاد في سوريا، والبلاغ والمقتطف والهلال في مصر، والعربي والبيان في الكويت. لكن نشر أغلب أعماله بتوقيع "البدوي الملثّم" بمجلة الأديب اللبنانية. ومن أهم أعماله كان كتابه الموسوعي (من أعلام الفكر والادب في فلسطين) الذي نشر بعد وفاته عام 1976.

ومن مؤلفاته في مجال القصة:
1- عرس مأتم، سلسلة اقرأ، دار المعارف، القاهرة، 1959.
2- ألوان على طبق، المكتبة الأهليّة، بيروت، 1965.

امين شنار

أمين شنار
(2005-1934)
ولد أمين شنار صالح عطالله في مدينة البيرة في فلسطين عام 1934 وتوفي في عمان عام 2005، وقد عمل أغلب سني حياته في سلك التربية والتعليم ، وكان نائباً لرئيس بلدية البيرة. أصدر مجلة الأفق الجديد في القدس عام 1961، واشترك في تحرير جريدة الدستور التي كانت تصدر في القدس، ثم تفرغ للعمل الصحفي والأدبي، وبعد حزيران 1967 عمل في برامج التعليم في التلفزيون الأردني وأصبح مديراً للبرامج لغاية عام 1971. وقد قدم للتلفزيون عدة برامج كما كتب عدداً من المسرحيات مثل (قرية الشيخ حماد)، كما كان كاتب عمود يومي في جريدة الدستور، حيث كان يكتب زاويه يوميه ثابته في (جريدة الدستور) تحت اسم جهينه بعنوان (لحـظات) لمدة تزيد عن 30 عاماً، وزاوية أسبوعية تحت اسم (مع الحياة والـناس). كما إستمر يزاول مهنة التعليم حتى التسعينيات. إعتزل الناس وابتعد عن المشاركة في اللقاءات والنشاطات الادبية فترة طويلة في أواخر سنوات حياته.
من مؤلفاته القصصية والروائية:
- الكابوس (رواية) وقد صدرت في بيروت عن دار النهار، عام 1968 (وقد حازت على الجائزة الأولى لمسابقة جريدة النهار اللبنانية في الرواية بالاشتراك مع رواية "أنت منذ اليوم" للأديب الراحل تيسير سبول).

الياس فركوح

الياس فركوح

ترتبط سنوات السيرة الذاتية لالياس فركوح بمحطات عربية هامة. هل للصدفة أهمية هنا؟ لعلها كذلك. ولكن بلا شك شكلت هذه المحطات معالم رئيسة في تطور وعي الياس فركوح وأدواته السردية وعالمه الروائي الخاص به نحو انجاز مشروعه الذي يطمح الى تحقيقه وخاصة بعد الاستقبال الكبير الذي لقيته روايته الاخيرة أرض اليمبوس من قبل الساحة الثقافية والنقدية العربية والذي تمثل في ترشيح الرواية ضمن القائمة القصيرة للترشيحات النهائية لجائزة البوكر العربية لعام 2008، مما يذكرنا كذلك بالاستقبال الذي لقيته مجموعته القصصية الثالثة "واحد وعشرون طلقة للنبي" التي صدرت عام 1982 ونالت جائزة رابطة الكتاب لافضل مجموعة قصصية تلك السنة.

ولد الياس جورج باسيل فركوح ابن العائلة ميسورة الحال في عمان في العام ذاته الذي شهد النكبة الفلسطينية 1948، وقد درس المرحلة الابتدائية في مدارس الفرير دي لاسال في عمان. كما درس المرحلة الثانوية في القدس حيث كان طالباً في القسم الداخلي في المدرسة ، وقد امضى اربع سنوات من حياته المدرسية في القدس ، انتقل بعدها الى عمان. شكل ضياع القدس وهزيمة عام 1967 حدثاً مأساوياً ليس على الصعيد العام بالنسبة له كأديب وروائي بلا شك وحسب ولكن على الصعيد الشخصي الذاتي لانه ضاعت بذلك ذكريات مرحلة مهمة من تاريخ حياته الاولى.

كانت هناك ثلاث محطات رئيسة في حياته لعبت دورا مبكراً في تنمية موهبته الابداعية واتجاهه نحو كتابة القصة والرواية. شكل اطلاعه الواسع المبكر على أعمال نجيب محفوظ في الرواية وأعمال يوسف ادريس في القصة القصيرة بالاضافة الى القصص القصيرة المترجمة بداية الطريق نحو الابداع، ثم هزيمة عام 1967 وما تلاها من اضطرابات سياسية وعسكرية وفكرية وأدبية خلخلت بنية المجتمع العربي والاطلاع في تلك الفترة على الفكر السياسي والثوري اليساري وتجارب المقاومة الشعبية في كوبا وفيتنام. كما أثرت فيه ترجمات الشاعر العراقي سعدي يوسف لشعر الشاعر اليوناني الوطني المعروف بنضاله من أجل الحرية يانوس ريتسوس.

كانت اول قصة نشرت له في الصحافة الاردنية المحلية في اليوم الاخير من سنة 1976 وشكلت ذكرى جميلة لا تنسى بالنسبة له.

في المجال الاكاديمي حصل الياس فركوح على ليسانس فلسفة وعلم نفس من جامعة بيروت العربية. أما على الصعيد العملي فقد عمل في الصحافة الثقافية خلال السنوات 1977 - 1979، وشارك في تحرير مجلة المهد الثقافية، كما شارك الشاعر طاهر رياض العمل في إدارة دار منارات للنشر خلا السنوات 1980 -1991، ثم أسس دار أزمنة للنشر والتوزيع عام 1992 حيث يعمل مديراً لها لغاية الان. وهو من مؤسسي اتحاد الناشرين الأردنيين، وعضو فيه. وهو عضو في اتحاد الكتاب والادباء العرب.
كما شغل عضوا في الهيئة الادارية لرابطة الكتاب الاردنيين لعدة دورات.

حازت روايته "قامات الزبد" على جائزة الدولة التشجيعية للعام 1990، كما حاز على جائزة الدولة التقديرية في حقل القصة القصيرة عام 1997. نال الياس فركوح جائزة محمود سيف الدين الإيراني للقصة القصيرة من رابطة الكتاب الأردنيين، كما نال جائزة أفضل مجموعة قصصية للعام 1982 من رابطة الكتاب أيضاً عن مجموعته القصصية "أحدى وعشرون طلقة للنبي". وفي عام 2008 نال جائزة تيسير سبول للرواية التي تمنحها رابطة الكتاب الاردنيين عن روايته أرض اليمبوس في حفل أقيم خصيصا لتسلم الجائزة. تعد أرض اليمبوس عملاً روائياً مهماً ينهل في بعض مصادره من جوانب من السيرة الذاتية للمؤلف، مع المحافظة على الجانب الابداعي التخيلي للسرد الروائي.

نشر في عام 2002 مجموعة نصوص بعنوان "الميراث الاخير" تحت إسم مستعار هو "راكان خالد" . حاول في هذه النصوص المقاربة بين الشعر والنثر دون الدخول في توصيف النصوص، رغم أن الياس نفسه يراها أقرب الى قصيدة النثر. وقد نشرها بالاسم المستعار حتى يتسنى له معرفة وجهة نظر الساحة الادبية في محاولته الشعرية الاولى وتلمس ذوق ووجهة نظر القاريء في عمله، ولكنه نسبها لنفسه لاحقاً.

علاوة على مجموعاته في القصة القصيرة والروايات، فقد قام بترجمة عدد من القصص القصيرة وقصص الاطفال والروايات. كما نشر عدداً من الدراسات والشهادات الادبية والمقالات.

مؤلفاته في مجال القصة القصيرة والرواية:

1. الصفعة ، مجموعة قصصية ، بغداد، وزارة الثقافة، 1978.
2. طيور عمان تحلق منخفضة ، مجموعة قصصية، بيروت: المؤسسة العربية للدراسات والنشر، 1981.
3. إحدى وعشرون طلقة للنبي ، مجموعة قصصية، بيروت: المؤسسة العربية للدراسات والنشر، 1982.
4. من يحرث البحر ، مجموعة قصصية، عمان: دار منارات، 1986.
5. قامات الزبد (رواية) عمان، دار منارات ومؤسسة الأبحاث العربية، 1987.ط2 المجلس الاعلى للثقافة، القاهرة،2004.
6. أسرار ساعة الرمل ، مجموعة قصصية، بيروت: المؤسسة العربية للدراسات والنشر، 1991.
7. أعمدة الغبار (رواية) عمان، دار أزمنة، 1996.
8. الملائكة في العراء ، مجموعة قصصية، عمان: دار أزمنة، 1997.
9. شتاء تحت السقف (مختارات قصصية) أمانة عمان الكبرى، 2002.
10. من رأيت كان انا (مجلد المجموعات القصصية الست) دار أزمنة، عمان، المؤسسة العربية، بيروت 2002.
11. حقول الظلال، مجموعة قصصية، دار أزمنة، عمان، 2002
12. أرض اليمبوس، (رواية)، عمان: دار أزمنة، عمان، 2007.

امين فارس ملحس

أمين فارس ملحس
(1983-1923)
قاص ومسرحي إذاعي ومترجم وتربوي أردني. ولد أمين فارس ملحس في القدس في عام 1923، وتوفي في عمان في عام 1983. عمل في بداية حياته في سلك التعليم في الاربعينيات ثم مستشاراً ثقافياً في محطّة الشرق الأدنى وقدّم عدداً من البرامج والموادّ الإذاعية. بعد نكبة فلسطين عام 1948 سافر ملحس إلى العراق وعمل في التدريس حتى سنة 1952، ثم عاد إلى القدس وعمل في معهد دار المعلّمين، ثم مفتّشاً في دائرة التعليم التابعة لوكالة الغوث. كما تقلّد عدة مناصب في وزارة التربية والتعليم في الاردن منها: رئيس قسم التوثيق التربوي، ورئيس تحرير مجلّة رسالة المعلّم. وعمل لمدة ثلاث سنوات في بداية السبعينيات في المجال التربوي في المملكة العربية السعودية.
صدرت مجموعته القصصيّة الأولى عام 1952 عن دار المنار في القدس وكانت بعنوان "من وحي الواقع". كما إهتم بكتابة المقالات، والبحوث التربوية، والترجمات الأدبية. وقد نشر مقالاته في بعض المجلات الاردنية والعربية مثل مجلّة رسالة المعلم، مجلّة أفكار، مجّلة العربي.
ومن مؤلفاته في القصة القصيرة:
1- من وحي الواقع، القدس، 1952 .
2- أبو مصطفى وقصص أخرى، صادر عن دائرة الثقافة والفنون، عمّان،1973
3- ذيول، من منشورات رابطة الكتّاب الأردنيين، عمّان، 1983.

روكس العزيزي

روكس العزيزي
(1903 - 2004)
يعتبر الاديب روكس بن زائد العُزيزي من الرواد الاوائل في تاريخ الادب الاردني وعلامة في دراسة اللهجات والعادات والانساب والاوابد الاردنية وقد أصدر موسوعتين قيمتين في هذا المجال هما: "معلمة التراث الاردني" في خمسة أجزاء، كما أصدر "قاموس العادات واللهجات والاوابد الاردنية". كان من المعمرين، حيث عاش ما ينوف عن مائة سنة. ولد في الرابع والعشرين من شهر آب (أغسطس) عام 1903 خلال حكم الدولة العثمانية على منطقة بلاد الشام وتوفي في 21 كانون اول (ديسمبر) عام 2004 بعد أن ترك عشرات المؤلفات في المجالات الادبية واللغوية والتاريخية والدينية. ولد روكس في مدينة مادبا في أسرة من عشيرة العزيزات المسيحية التي تعود أصولها الى قبيلة الغساسنة التي إستوطنت شمال الجزيرة العربية وبلاد الشام. وقد سمي بهذا الاسم تيمناً بالقديس الفرنسي روكس ويعني ملك الذي يصادف عيده في السابع عشر من نفس الشهر.

كان عصامياً فعلم نفسه بنفسه واشتغل بالتدريس وانكب على دراسة تاريخ الادب العربي ودرّسه سنوات طويلة. لم يتح له من الدراسة سوى المرحلة الابتدائية حيث درس في مدرسة اللاتين في مادبا، حيث نشبت حينها الحرب العالمية الاولى عام 1914 فانقطع عن الدراسة. بعد انتهاء الحرب العالمية، عمل فترة طويلة من حياته في التدريس حيث بدأ معلماً للغة العربية في مدرسة اللاتين في مادبا عام 1918 وظل في هذه الوظيفة حتى عام 1942 حيث انتقل ليعمل مدرساً للأدب العربي في كلية تراسانته في القدس، حتى عام 1948 عندما وقعت النكبة الفلسطينية حيث عاد الى الاردن وعمل في التدريس حتى عام 1974.

انتخب عام 1976 رئيساً لرابطة الكتاب الأردنيين،كما كان ممثلاً للرابطة الدولية لحقوق الإنسان في الأردن منذ عام 1956. عُين عضواً في المجلس الوطني الاستشاري في دورته الثانية. كما مُنح عضوية شرف في مجمع اللغة العربية الأردني . وكان عضواً ومؤسساً في اتحاد الكتاب والأدباء الأردنيين عام 1987، وعضوا في رابطة الادب الحديث في القاهرة منذ انشائها. حصل على شهادة يوبيل الملك حسين الفضي التكريمية في الأدب عام 1977، ونال جائزة الدولة التقديرية في الاداب عام 1982. نال وسام الحسين للعطاء المتميز عام 2000.

بدأ حياته الادبية بنشر مقالات في نقد بعض المؤلفات في صحف مثل الاخاء القاهرية فلفت الانظار الى موهبته مبكراً. وقد استمر في النشر ومراسلة الصحف والمجلات كما اتصل بالشاعر د احمد زكي ابو شادي مؤسس مدرسة أبولو الشعرية الذي وجَّه رسالة إلى العُزيزي عام 1933 يطلب إليه تحقيق بعض المواضع الجغرافيّة في شرقيّ الأردن. نشر أول عمل له وهو قصة "أبناء الغساسنة وإبراهيم باشا"، في "المجلة الجديدة" التي كان يصدرها الاديب والمفكر سلامة موسى في مصر، وقد حظيت القصة باهتمام وتم اعادة نشرها في بعض صحف فلسطين آنذاك. تم تحويل بعض الاعمال التي كتبها الى برامج ومسلسلات تلفزيونية ومن أشهرها قصة نمر بن عدوان، وكذلك رجم الغريب.

ومن مؤلفاته في مجال القصة:
1. أبناء الغساسنة (قصة) (ط1) القدس: مطبعة الأباء الفرنسيين، 1936، صيدا: مطبعة العرفان، 1954.
2. أزاهير الصحراء (قصص) صيدا: مطبعة العرفان، 1954.
3. حكايات من البادية، بيروت، دار الحمراء، 1990.

أديب عباسي

أديب عباسي
(1997-1905)

أديب عباسي ناسك الادب ومعتزل الناس يعد رائدا بارزاً من رواد الادب والفكر والقصة في الاردن. كان في شبابه غزير الانتاج واسع الاطلاع ومشاركاً بالمساجلات الادبية التي ازدهرت في مصر في الثلث الاول من القرن العشرين. ورغم مخطوطاته العديدة والكثيرة ، الا أنه لم ينشر له في حياته سوى كتاب (عودة لقمان)، حيث نشر أعماله في صورة مقالات في الصحف والمجلات العربية المختلفة. ورغم بيئته الفلاحية القروية الفقيرة التي لم تكن تتوفر على مصادر الثقافة والكتب والنشر، الا أن دراسته في الجامعة الامريكية في بيروت قد فتحت عيونه على الثقافة العربية في مناهلها الاصلية وعلى عالم الثقافة الاجنبية كالانجليزية والذي تبدى في اطلاعه على أعمال شكسبير وشروحاته لبعض نصوصها. كان ذكي العبارة وصاحب آراء متقدمة على عصره. يعد أديب عباسي مثالاً صارخاً على معاناة الاديب الصامد في وجه النكران والاهمال بل ومحاكمته لأنه كان ناشطاً في الكتابة والتأليف! ولم تكن تخلو أحاديثه من مبتكر المفردات فقد وصف ذات يوم ما يعرف بتوارد الافكار او التخاطر الفكري بأن سببه أمواج كهروفكرية!

ولد أديب عودة عباسي في بلدة الحصن القريبة من مدينة اربد في شمال الاردن سنة 1905، ولما اعتزل الحياة لم يخرج من بيته فيها حتى توفي لهذا يطلق عليه أحيانا "ناسك الحصن" أو "راهب الصومعة". تلقّى دراسته الابتدائية والثانوية في الناصرة، ثم تابعها في دار المعلمين في القدس. وقد نال بعثة دراسية لتفوّقه الى الجامعة الأمريكية في بيروت حيث درس الاقتصاد، ثم تحوّل إلى الأدب العربي بسبب أفكاره التي جرت عليه غضب ادارة الجامعة وتحويله من الاقتصاد الى اللغة العربية.

عمل مدرّساً للأدب العربي والفلسفة وعلم النفس في عددٍ من مدارس فلسطين والأردن خلال الفترة 1930-1942. نشر أديب عباسي مقالاته في مجلتي "الرسالة" و"الرواية" اللتين أصدرهما أحمد حسن الزيّات، كما نشر في مجلات "الثقافة" و"الهلال" و"الغد" و"المقتطف" في مصر وشارك كثيرا في المساجلات والمعارضات الادبية التي كانت تتم بين طه حسين وعباس محمود العقاد والمنفلوطي. ونشر أيضا مقالاته في الصحف والمجلات في الأردن وفلسطين.

وبسبب انشغاله بالتأليف والكتابة والنشر فقد إنعقد مجلس تأديبي له بحجة تعارض نشاطاته الأدبية والفكرية مع مهنة التدريس، وقرّر معاقبته بتخفيض راتبه، وإلزامه بالتوّقف عن الكتابة والنشر. فعندها قرر ترك الوظيفة، وانقطع للقراءة والكتابة في بيته الصغير الذي كان يسمى (العقد). عانى الفقر والفاقة في عزلته. وكالعادة في عقلية الثقافة العربية التي لا تلتفت الى الاديب الا بعد مماته، فقد تم تكريمه وتحويل بيته في بلدة الحصن الى متحف يضم أعماله وكتاباته ومقتنياته.

اشهر أعماله كان كتابه المسمى (عودة لقمان) الذي نشره في عمان واشتمل على القصص الرمزية الفلسفية التي جاءت على ألسنة الحيوانات على نحو يذكرنا بقصص الفيلسوف بيديا التي ترجمها ابن المقفع في كتاب كليلة ودمنة. واضافة الى عبارته الرشيقة بالعربية، كان يتقن الانجليزية فكتب الشعر والمقالة والقصّة واهتم بالفكر والفلسفة والترجمة الادبية. كما ألف في الفلك والعلوم، وترك ستةً وتسعين مخطوطاً. توفي على سرير المرض بعد أن عمرّ اثنين وتسعين عاماً عام 1997.

محمود سيف الدين الايراني

محمود سيف الدين الإيراني
(1974-1914)
يعتبر بحق رائد القصة القصيرة في الاردن وفلسطين. ولد محمود سيف الدين الإيراني في يافا في فلسطين سنة 1914. وهاجر الى عمان في أوائل الاربعينيات، وقد عمل في سلك التربية والتعليم كمعلم ومدير مدرسة قبل أن يصبح مديراً لدائرة التعليم الخاصّ في وزارة التربية والتعليم. كما عمل في مجال الثقافة والاعلام كملحق ثقافي ومستشار. وعمل رئيساً لتحرير مجلّة "رسالة الأردن" و مجلة "أفكار". توفي في عمان سنة 1974.
كتب الإيراني القصّة القصيرة كما ترجم عدداً من القصص لبعض كبار الادباء الغربيين، وكتب المسرحية وعدداً من المقالات الادبية وغيرها التي نشرها في عدد من الصحف والمجلات الاردنية والعربية ومن أهمها: "فلسطين" و"الدفاع" و"المقتطف" و "الثقافة" و "الطليعة" و "صوت الجيل".
أصدر أول مجموعة قصصية له عام 1937، ومن مؤلفاته في مجال القصة:
1- أوّل الشوط، يافا، 1937
2- مع الناس، عمان، 1955
3- ما أقلّ الثمن، عمّان، 1962
4- متى ينتهي الليل، بيروت، 1964
5- أقاصيص من الغرب و الشرق، قصص قصيرة مترجمة، 1969
6- أصابع في الظلام، عمّان، 1972
7-غبار واقنعة، جمعها وحقّقها وقدّم لها: إبراهيم خليل، عمّان، 1993.

ماجد ذيب غنما

ماجد ذيب غنما

كتب الاستاذ ماجد ذيب غنما عبر رحلته الطويلة مع الابداع في القصة القصيرة والرواية والشعر والنقد الادبي وأدب الرحلات والمقالات. كما مارس وما يزال الكتابة في الصحف والمجلات منذ الاربعينيات حيث كان ينشر مقالاته في الصحف في الاردن وفلسطين. وقد ذكر أنه بدأ النشر من بلدته الحصن عقب تخرجه من جامعة دمشق في جريدة الاردن التي كان يصدرها آنذاك الصحفي خليل نصر. وقد اطلع الاديب الاردني الراحل روكس بن زائد العزيزي على كتاباته في ذلك الحين، فأرسل اليه ذات يوم رسالة يخبره فيها بأنه بصدد اصدر موسوعة بعنوان "أحسن ما كتب الارادنة حتى عام 1946" ويطلب تزويده بمعلومات عن سيرته الذاتية وأعماله وضمنها الكتاب.

ولد ماجد غنما في بلدة الحصن الى الجنوب من مدينة اربد بشمال الاردن عام 1926، وحصل على شهادة ليسانس حقوق من كلية الحقوق بجامعة دمشق عام 1950. عمل محامياً خلال السنوات 1949-1952 ورئيساً لبلدية الحصن للسنوات 1952-1954 وانتقل بعدها الى عمان حيث عمل في وزارة الاقتصاد. وقد سافر في بعثة للاطلاع على قوانين وانظمة الموانئ البحرية في كل من المغرب وهولندا والسنغال وفرنسا وذلك للاستعانة في وضع قوانين وانظمة لميناء العقبة المزمع انشاؤه آنذاك .. وقد أقام في سبيل هذه المهمة ستة أشهر في موانيء هذه الدول، وحين عاد الى الاردن، أخذ بتأليف كتاب عن هذه الرحلة وقد اسماه (كنت في مراكش). عمل قاضياً خلال السنوات 1961-1981 ونائباً عاماً للسنوات 1981-1983، وكبير مفتشي وزارة العدل للسنوات 1983-1986، وقاضياً بمحكمة التمييز والعدل العليا للسنوات 1986-1994 حيث أحال نفسه للتقاعد. نال وسام الاستقلال من الدرجة الاولى.

وهو عضو رابطة الكتاب الأردنيين، واتحاد الكتاب العرب، ومنتدى الحصن للثقافة والتراث والفنون. وقد صدر في عام 2008 حوله كتاب بعنوان ( مبدعون من الأردن ) من تأليف الناقد محمد المشايخ والكاتب كايد هاشم عن دار الينابيع للنشر والتوزيع، واشتمل الكتاب على شهادات حية من عدد من الادباء والكتاب الاردنيين الذي عرفوا الاديب ماجد غنما وأعماله عن قرب.

ومن مؤلفاته في القصة القصيرة والرواية:
1-القرار الأخير (مجموعة قصصية) جمعية عمال المطابع التعاونية، عمان، 1981.
2-صورة للوطن (مجموعة قصصية) جمعية عمال المطابع التعاونية، عمان، 1983.
3-المفاجأة (مجموعة قصصية) جمعية عمال المطابع التعاونية، عمان، 1985.
4-أيام القرية (رواية) جامعة اليرموك، إربد، 1994.
5-ما تترك الأيام (رواية) جامعة اليرموك، إربد، 2000.

حسني فريز

حسنــي فريــز
(1990-1907)

إشتهر حسني فريز بكونه شاعراً أكثر من كونه كاتباً ومترجماً للقصة. ولد حسني فريز الحاج حسين خزنة كاتبي في مدينة السلط سنة 1907 لأب من أصول دمشقية وأم نابلسية وتوفي في عمان سنة 1990. درس التاريخ في الجامعة الأمريكية في بيروت، وتخرّج منها سنة 1932. عمل في عدة وظائف في سلك التربية والتعليم والاعلام. حيث بدأ مدرساً في السلط، وعمّان، والكرك. ثم أصبح مديراً لمدرسة السلط الثانوية سنة 1944م، ثمّ مفّتشاً في وزارة التربية والتعليم، ثمّ مراقباً للاستيراد والتصدير سنة 1952، ثم عُيّن مساعداً لوكيل وزارة التربية والتعليم، ثم وكيلاً للوزارة سنة 1962، كما عمل مستشاراً أدبيّاً في وزارة الإعلام. شغل منصب رئيس تحرير مجلة أفكار التي تصدر عن وزارة الثقافة، وأنتخب رئيساً لإتحاد الكتاب الاردنيين. كان يكتب مقالة أسبوعية في صحيفة الرأي الأردنية عدّة سنوات، وكانت آخر مقالة كتبها قبل وفاته بيوم واحد.

ومن مؤلفاته في مجال القصة:

1- مغامرات حمار، (للأطفال)، بيروت، 1940
2- قصص ونقدات، 1950
3- مغامرات تائبة، دار الكتاب العربي، بيروت، 1966
4- عروة وعفراء، مطبعة الشروق ومكتبتها، عمان، 1971
5- حب من الفيحاء وزهر الزيزفون، مطبعة الشرق ومكتبتها، عمان، 1972
6- قصص من بلدي، مطبعة الشرق ومكتبتها، عمان، 1975
7- قصص وتمثيليات، مكتبة العلماء، عمان، 1980
8- شجرة التفاح، (للأطفال)، وزارة التربية والتعليم، عمان، 1981
9- قلب القرد، (للأطفال) وزارة التربية والتعليم، عمان، 1981
10- العطر والتراب، دار ابن رشد،عمان، 1981
11- مع رفاق العمر، (رواية) ، رابطة الكتاب الاردنيين، عمان 1982
12- جنّة الحبّ، وزارة الثقافة والتراث القومي، عمان، 1988

شكري شعشاعة

شكري شعشاعة
(1963-1890)

ولد شكري رشيد شعشاعة في غزّة عام 1890 وتوفي في عمان عام 1963، كان جدّه شعشاعة العلمي الحسيني نقيباً للسادة الأشراف في غزّة. درس شكري تعليمه الثانوي في نابلس، وكان يتقن أتقن اللغتين الإنجليزية والفرنسية.

تولّى عدة مناصب في العهد العثماني منها رئاسة كتاب الرسائل في مصلحة المكوس بيافا، فرئاسة ديوان المالية في عكا، كما عمل أيضاً معلماً للرياضيات والتاريخ والأخلاق في عكا، وقد إستقر في شرق الأردن منذ عام 1919، وبعد قيام حكومة شرق الاردن في عام 1921 تقلد عدة مناصب منها مدير المحاسبة العامة، ومفتش المالية العام، ومدير البرق والبريد، ووزير الخزينة، ثم الداخلية والدفاع، والى جانب هذه المناصب كان رئيساً للجنة الإصلاحات المالية في مجلس الشورى وعضواً في ديوان تفسير القوانين ونائباً لرئيس مجلس الأعيان ورئيساً لديوان المحاسبة.

نشر مقالاته في صحف ومجلات أردنية وعربية منها: مجلة الأردن الجديد، وجريدة النهضة، ومجلة اليقظة، وصحيفة الجزيرة، وجريدة النسر، وصحيفة الحوادث.


ومن مؤلفاته في مجال الرواية:
- في طريق الزمان، عمّان، 1957.

د. احمد الزعبي

د. أحمد الزعبي

قدم الدكتور احمد الزعبي عدداً كبيراً من الاعمال القصصية والروائية والدراسات النقدية منذ منتصف الثمانينات والى الان. وقد لفتت مجموعاته القصصية الانتباه حين صدرت بفضل أسلوبها الحداثي ورمزيتها المكثفة وكانت موضوع أحاديث طلبة النقد الحديث في الجامعة الذين إهتموا بدراسة تطور القصة القصيرة في الاردن وفلسطين في الربع الاخير من القرن العشرين. ولد الدكتور أحمد محمد منصور الزعبي في لواء الرمثا في شمال الاردن عام 1949. حصل في عام 1973 على بكالوريوس في اللغة العربية وآدابها من الجامعة الأردنية. كما تابع دراساته في الادب والنقد الحديث في جامعة القاهرة حيث حصل على درجة الماجستير عام 1977. ثم تحول بعد ذلك الى دراسة الادب الانجليزي في جامعة ميتشغان بالولايات المتحدة وحصل على درجة الدكتوراة في الادب والنقد الحديث عام 1982.

يعمل أستاذاً في قسم اللغة العربية وآدابها في جامعة اليرموك منذ عام 1982 إلى الآن. حصل خلال هذه المدة على إجازات للعمل في جامعة قطر ما بين الاعوام 1988-1992 وفي الجامعة الهاشمية والجامعة الاردنية ما بين عامي 1998-1999 وفي جامعة الإمارات منذ عام 1999 وإلى الآن.

كتب الدكتور احمد الزعبي عدداً من المؤلفات التي تهتم بنقد الاعمال الروائية العربية الحديثة وتياراتها وكذلك الاساليب المعاصرة في كتابة القصة القصيرة وإتجاهاتها بالاضافة الى دراساته حول الشعر العربي الحديث في الاردن وفلسطين. كما كتب كتاباً حول مظاهر الحداثة في الادب الاماراتي. الدكتور احمد الزعبي عضو رابطة الكتاب الأردنيين، واتحاد الكتاب العرب، وجمعية النقاد الأردنيين، وجمعية حماية اللغة العربية.


مؤلفاته في القصة القصيرة والرواية:

1. عود الكبريت، (مجموعة قصصية)، مكتبة عمان، الأردن، 1985.
2. البطيخة، (مجموعة قصصية)، مكتبة الكتاني، إربد، الأردن، 1987.
3. نعاس فارس، (رواية)، دار الأمل. إربد ، الاردن، 1987.
4. اختفاء شاعر، (رواية)، دار الأمل، إربد، الاردن، 1987.
5. البحث عن قطعة صابون، (مجموعة قصصية)، مكتبة الكتاني، إربد، الأردن، 1988.
6. صم، بكم، عمي، (روايتان)، مكتبة الكتاني، إربد، الاردن، 1990.
7. قبل الإعدام، (رواية)، مكتبة الكتاني، إربد، الاردن، 1990.
8. وجوه قلقه، (رواية)، مكتبة الكتاني، إربد، الاردن، 1990.
9. العنة، (رواية)، مؤسسة حمادة، إربد، الاردن، 1993.
10. وراء الضبع، (رواية) ، مكتبة الكتاني، اربد، الاردن، 1993.
11. خيل الحكومة، (مجموعة قصصية)، مكتبة الكتاني، إربد، الأردن، 1993.
12. يحيي العظام وهي رميم، (رواية) ، مكتبة الكتاني، إربد، الاردن، 1995.
13. إخوة يوسف، (مجموعة قصصية)، مؤسسة حمادة، إربد، الأردن، 1995.
14. شيبوب، (مجموعة قصصية)، مؤسسة حمادة، إربد، الأردن، 1998.

فخري قعوار

فخري قعوار
قاص وصحفي أردني متمرس له حضور بارز في الساحة الاردنية والعربية من خلال مشاركاته المتعددة في العديد من الهيئات والروابط والجمعيات الثقافية والصحفية، ومن خلال حضوره عشرات المؤتمرات والندوات وورشات البحث الأدبية والفكرية في الأردن والوطن العربي والعالم.

والى جانب العديد من المجموعات القصصية والروايات التي أصدرها ، إلا أنه ما يزال يكتب مقالاته الصحفية في الصحف الاردنية وخاصة في جريدة "الرأي" بشكل شبه يومي منذ عام 1975 ، ويقال إن مجموع مقالاته الصحفية تنوف عن أحد عشر ألف مقال.

ولد فخري أنيس قعوار في التاسع من شهر حزيران يونيو لعام 1945 في بلدة الرويشد بالمفرق في شرق الاردن قريباً من الحدود العراقية، والتي كانت تدعى سابقاً الأجفور. وإسمها كان تحويراً عامياً لإسم المحطة (H.4) التابعة لخط أنابيب التابلاين الذين كان يأتي من كركوك في العراق ماراً بها الى حيفا قبل عام 1948. أنهى المرحلة الثانوية في الكلية الإبراهيميّة في القدس عام 1964، ونال درجة الليسانس في اللغة العربية من جامعة بيروت العربية عام 1971. عمل بعد تخرجه مدرساً للغة العربيّة للمرحلة الثانوية في المدارس الخاصة حتى عام 1984 . انتقل للعمل بعدها في دائرة العلاقات العامة بجامعة اليرموك وكانت ما تزال آنذاك في طور التأسيس ، الا أنه سرعان ما فصل من الوظيفة بعد عدة أشهر بسبب مقالة في صحيفة "الرأي" تحت عنوان "عمّان في القلب" في عهد رئيس الوزراء مضر بدران. ويذكر أيضاً أنه تسببت مقالة له بعنوان "ضرب زيد عمرو" نشرها في جريدة الرأي الاردنية في عام 1988 قبل الغاء الاحكام العرفية وعودة الحياة النيابية الى حجب الصحيفة حيث تعرض فيها بالنقد الساخر لحكومة رئيس الوزراء آنذاك السيد زيد الرفاعي.

أنتخب نائباً في مجلس النواب الاردني عام 1989 عن الدائرة الثالثة في منطقة عمان. عمل رئيسًا لتحرير صحيفة "الوحدة" الأسبوعية السياسية الثقافية، منذ صدورها عام 2001. وما يزال يكتب عموده اليومي في الرأي لغاية الان.

نشر قصصه الأولى في الصحف والمجلات الاردنية والعربية، مثل "الأديب" اللبنانية، و"القصة" المصرية و"الأفق الجديد" المقدسية، وصحف "الجهاد" و"الدفاع" و"فلسطين" و"المنار" في فلسطين. وأذيعت أولى قصصه من دار الاذاعة في العام 1962. شارك بقصصه أيضاً في عدد من كتب المختارات القصصية مثل مجموعته الاولى بعنوان ثلاثة اصوات بالاشتراك مع بدر عبدالحق وخليل السواحري عام 1972.

شارك في تأسيس رابطة الكتاب الأردنيين عام 1974، وإنتُخِب عضوًا في الهيئة الإدارية عدة مرات، ثم إنتُخِب رئيسًا للرابطة في أربع دورات بين عامي 1991 – 1999. كما إنتُخِب أمينًا عامًا للأتحاد العام للأدباء والكتاب العرب عام 1992، في المؤتمر الذي عقد في عمان، وأُعيد إنتخابه في عام 1995 في الدار البيضاء بالمغرب، وظل في هذا المنصب مدة ست سنوات.

كتب الدراما الإذاعية والتلفزيونية. وقد تم تحويل كتابه "يوميات فرحان فرح سعيد" الى مسلسل تلفزيوني قدمه عدد من الفنانين الاردنيين. وكتب في أواسط التسعينات برنامجًا شعبيًا ساخرًا يحمل اسم "دار أبو ورّاد"، استمرت حلقاته اليومية حوالي عامين في الإذاعة. وكتب مسلسلاً يومياً تحت عنوان "رجل فوق الشبهات" أذيع بشكل يومي من الإذاعة عام 2002.

تمت ترجمة كتابه "يوميات فرحان فرح سعيد" إلى اللغة الروسية وصدر في "موسكو"، في مجلد مع مختارات أدبية من الشرق. كما تُرجمت قصصه ونشرت في صحف جمهورية يوغسلافيا السابقة في بلغراد. كما ترجم عدد من قصصه إلى اللغة التركية ونشرت في المجلات التركية.

حاز قعوار على عدد من الجوائز الرفيعة والدروع وشهادات التقدير والاوسمة ومن أبرزها:
1. جائزة الإيراني للقصة القصيرة من رابطة الكتاب الأردنيين عام 1986.
2. الجائزة التقديرية في أدب الأطفال من رابطة الكتاب الأردنيين عام 1983.
3. جائزة أفضل مسرحية للأطفال من جمعية المكتبات الأردنية عام 1984.
4. جائزة الدولة التشجيعية لمجموعته القصصية "أيوب الفلسطيني" عام 1989.
5. جائزة "يعقوب عويس" لأفضل كاتب مقالة صحفية عام 1996.
6. جائزة أفضل مقالة لعام 2001 من نقابة الصحفيين الأردنيين.
7. جائزة مهرجان الملتقى للمبدعين العرب في القاهرة عام 2002.
8. نال وسام " الاستقلال" الاردني في عام 2008 في الديوان الملكي بعمان.
9. تقلد وسام الفاتح العظيم من الدرجة الاولى من الرئيس "معمر القذافي" عام 1993.

وقد كتب استاذ النقد في الجامعة الاردنية د. ابراهيم خليل كتاباً حول أدب قعوار بعنوان (فخري قعوار ثلاثون عاما من الابداع) ، وقد صدر عن رابطة الكتاب الاردنيين عام 1996.
مؤلفاته:
• مجال القصة القصيرة والرواية:
1. "ثلاثة أصوات" (مشتركة مع بدر عبدالحق وخليل السواحري) المطبعة الاردنية، عمان، 1972.
2. "لماذا بكت سوزي كثيرًا" المطبعة الاردنية، عمان، 1973.
3. "ممنوع لعب الشطرنج" المؤسسة الصحفية الاردنية، عمان، 1976.
4. "أنا البطريرك"، رابطة الكتاب الاردنيين، عمان، 1981.
5. "البرميل" ، وزارة الثقافة الاردنية ، عمان، 1982، وتمت طباعتها ثلاث مرات.
6. "أيوب الفلسطيني" دار الشروق، عمان، 1989.
7. "حلم حارس ليلي" دار الاداب، بيروت، 1993.
8. "عنبر الطرشان" (رواية) دار جاد، عمان، 1996.
9. "درب الحبيب" الدار العربية، بيروت، 1996.
10. "الأعمال القصصية" مجلد للمجموعات القصصية 2003.
11. "الأعمال الكاملة" 2006.
12. "لا تغرب الشمس" رواية 2008.
13. "الخليل والليل" مجموعة قصصية 2009 .

• مجال أدب الطفل:
1. "السلحفاة والأطفال" (حكايات مترجمة) 1979.
2. "من الفراشة الملونة إلى الطيور المهاجرة" (قصص قصيرة)،وزارة الثقافة، عمان 1980.
3. "وطن العصافير" (مسرحية)، دار الافق، عمان، 1983.
4. "حديث مع أُميمة" (في الادب الشعبي)، دار جاد 1991.

• مجال الادب الساخر:
1. "يوميات فرحان فرح سعيد" ، دار الافق الجديد، 1982.
2. "مراسيم جنازتي"، دار الكرمل، عمان، 1994.
3. "لحن الرجوع الأخير" ، اتحاد الكتاب العرب، 1998.
4. "الأعمال الساخرة" 2007.
5. "يوم الضحك" 2009.

خليل قنديل

خليل قنديلثلاثية المكان والانسان والاساطير الشعبية

خليل قنديل قاص أردني مخلص لفن القصة منذ ما يزيد عن ربع قرن. ولد خليل قنديل واسمه الحقيقي خليل محمد محمد العبسي في إربد عام 1953. حاصل على شهادة الثانوية العامة. عمل لسنوات طويلة سكرتيراً لإتحاد كتاب وأدباء الإمارات العربية المتحدة. عمل في الصحافة الثقافية منذ ثمانينات القرن العشرين ، ويعمل حالياً نائباً لرئيس الدائرة الثقافية في جريدة الدستور. عضو في رابطة الكتاب الاردنيين، وفي الإتحاد العام للأدباء والكتاب العرب.

احتفت رابطة الكتاب الأردنيين في عام 2006 بمناسبة صدور أعماله القصصية عن المؤسسة العربية للدراسات والنشر، متضمنة مجموعاته الأربع التي صدرت قبل ذلك التاريخ والتي كتب قصصها على مدار ربع قرن من الزمان ، وذلك بإقامة حفل توقيع للكتاب وأمسية تحدث فيها بعض الروائيين والنقاد حول مضمون أعماله وتجربته القصصية.


كما حصل في عام 2009 على درع امانة عمان بمناسبة صدور مجموعته القصصية الاخيرة "سيدة الاعشاب" في عام 2008 والتي صدرت عن وزارة الثقافة ضمن مشروع التفرغ الابداعي ، وقد أقيم له حفل توقيع كتابه في بيت تايكي في عمان حضره وزير الثقافة الذي ألقى كلمة أشاد فيها كثيراً بالقاص خليل قنديل. كما تحدث فيه بعض الادباء عن تجربته الابداعية. عرف عنه روح النكتة والدعابة والفطنة وطبيعته الاجتماعية في لقاءاته مع أصدقائه من الكتاب والادباء.

يمتاز أدب خليل قنديل بأنه أدب الحياة الشعبية بكل واقعية صرفة ينقل تفاصيلها وأمكنتها ونماذج شخصياتها وموروثاتها وأساطيرها ومقولاتها وتصوراتها وخرافاتها. وتقدم قصصه القصيرة صورا بالغة الدقة من نمط معيشة الناس ومعاناتهم وهواجسهم ورغباتهم وأوجاعهم واسلوب تفكيرهم. تمور قصصه بالحركة والصوت والروائح ويركز على الوصف الذي ينقل تأثير العالم الخارجي على الانسان ليكون البديل الذي يرسم المعاناة النفسية الداخلية.


شخصياته القصصية من النوع الذي تراه كل يوم في شوارع وأزقة ومحلات الاماكن الشعبية وبيوتها القديمة التي تبدو مألوفة ولكن قصصها اليومية المكرورة تتلمس بشكل مكثف أوجاع الفقراء والمهمشين وتأثير المكان عليهم.


وصف الناقد فخري صالح اسلوبه بقوله: "تغلب على قصص خليل قنديل الواقعية الخشنة والوصف التفصيلي الدقيق لمشاعر شخصياتها ومونولوجاتها، كما إن القاص، في سياقات أخرى، يعيد سرد الحادثة الواقعية في إطار العجيب والغريب والسوريالي والاقتراب من روح الطبيعة العاصفة المدمرة، ما يذكر بالقصة والرواية القوطيتين ممثلتين بكتابات أبي القصة الأمريكية، وربما في العالم كلّه، إدغار ألن بو".

احتفت الاوساط الادبية في الاردن كثيرا بصدور مجموعته الاخيرة "سيدة الاعشاب" التي رأت فيها تجسيدا فنياً يرصد تفاصيل العلاقة الدقيقة بين ثلاثية المكان والانسان وخاصة المرأة والميثولوجيا الشعبية. إنها قصص تشبه حكايات الكبار التي كنا نسمعها في طفولتنا بقدرتها على توظيف عنصري التشويق والنهايات بما يوثق الفلكلور والادب الشفاهي الشعبي حول قضايا الحياة اليومية التي تجمع ما بين الخرافة والاسطورة والحلم. يقول في ذلك: "عليّ أن أعترف أنني مدين لسلالة من الأجداد والأعمام لهم رشاقة نادرة في اصطياد المفارقة وتوظيفها في بدهية السرد الشفاهي... ومن تلك الذاكرة الشفاهية، حصلت على بداهتي التي تميزني بين الأصدقاء، وربما كتابياً".

إهتم قنديل في مجموعاته القصصية جميعها بمادة الحياة اليومية والتفاصيل الصغيرة للناس في الأسواق والشوارع والادراج والازقة. وهو يعتمد في عمله القصصي على الملاحظة الدقيقة لحركة هؤلاء الأفراد. وبرأيه فإن "القاص الذي لا يمتلك العين الصقرية القادرة على التقاط أدق التفاصيل، والعلاقة الفانتازية ما بين التفاصيل، فاشلٌ بامتياز" . ولهذا يشعر أن هذا المنجم ما يزال بكرا يحتاج الى استكشافه: "لي العديد من القصص والحكايا مع شوارع لم أكتبها، وقصص أخرى لساحات عامة وأسواق، وربما أشجار، وصباحات جميلة ابقيتها حبيسة فيّ لأنها لي أنا".


ولذلك تميز قنديل في "سيدة الأعشاب" كعادته في التقاط التفاصيل الدقيقة وتوظيف المقولات والأساطير الشعبية في اعادة الحياة لجوانب صغيرة في حياتنا التي كثيرا ما نمر عنها فلا تستوقفنا ولكنها تستوقف عين القاص الدقيقة.


مؤلفاته في مجال القصة:

1. وشم الحذاء الثقيل (قصص) رابطة الكتاب الأردنيين، عمان، 1983.
2. الصمت (قصص) اتحاد كتاب الأمارات، أبو ظبي، 1991.
3. حالات النهار (قصص) رابطة الكتاب الأردنيين، 1995.
4. عين تموز (قصص) ، وزارة الثقافة، عمان، 2002
5. الأعمال القصصية ، المؤسسة العربية للدراسات والنشر، عمان، 2006
6. سيدة الاعشاب (قصص) ، وزارة الثقافة، عمان ، 2008