الجمعة، مايو 30

الأسيرة والتنين


الأسيرة والتنين
شعر:اياد نصار

قلبي النازفُ يسافرُ في الغيابْ
يمعنُ في الرحيلِ بلا سكنْ
يسائلُ عنكِ الحروفَ والصورَ
والزمنْ
فيردُ الصدى
لم يبقَ لدي سوى
الذكرى
وفراشاتِ المساءِ عندَ الايابْ

يرحلُ الكلامُ مع الغيومِ في اضطرابْ
فتحملهُ الريحُ المجنونة ُ
أنّاتٍ حائرة ْ
يعبرُ سمائي كطيورٍ مهاجرة ْ
من مشرقِ الارض الى حوافِ المياه ْ
ويذبلُ على الشفاهْ
في ليالي الهوى كهمس ِ الخاطرة ْ
كخمودِ الشجنْ
وكنسيانِِ الزمنْ
طالَ الحنينُ لعينيكِ واستبدَ العذابْ

ورأيتُكِ تركضينَ خلفَ امواج ِ السرابْ
حلمٌ غادرٌ بدَّد فينا السكونَ والفرح
واغتالَ اللقاءْ..
يا لقسوةِ القدرِ والعقابْ
هذا الحلم خرافة ٌ صدقناهْ
واغتالَ أملا ً في القلبِ
بنيناهْ
فسرقَ الهة َ النارِ من معبدِها
وحورية َ العشقِ من بحرِها
ماذا جنينا كي يستوطنَنا
خوفٌ وارتيابْ؟

تغفو أهدابُكِ عند شاطيءٍ مسوّرٍ بلا ابوابْ
في جزيرةٍ يحاصرُها تنين ٌ
ينشرُ حولَها امواجاً من دم ٍ ونارْ
يتربّصُ بمن يفكرُ أن يكسرَ الحصارْ
يحرقُ من يفكرُ منكِ بالاقترابْ
متى تستفيقُ الهة ُ النار؟
متى تعودُ حورية ُ البحار؟
كم يثورُ الظنّ ُ في الصدرِ ويدبّ ُ الوهنْ
وينكسرُ القلبُ من قسوةِ الزمنْ
فتسيلُ بالدمع ِ عيونُ الشوقِ والعتابْ

هل ابتعدت بنا المسافات؟
هل رأيتِ الحنينَ ينسكبُ من المقلتين؟
حين يكبرُ الانتظارُ عامين
يأتي ليلٌ
يرحل ليلْ
يطلع نهارٌ
يغيب نهارْ
ولا يبقى سوى أنينِ الصمتِ والاغترابْ

وأرى ربةَّ الشعرِ تنشدُ على وقْعِ المطرْ
هل ضاع الكلامُ والنداءُ والأه ؟
يا أسيرةَ الحلمِ الضائعِ .. أواه
هل ماتَ الزهرُ ولم يبقَ الا الترابْ؟
يا سجينةَ التمردِ والحلمِ المعاندْ
لن تقتلَ سيوفُ الصحراءِ لنا حلما
لن تطفيءَ عيونُ الظلامِ فينا الظما
حين تلتقي الروحُ ننسى المصابْ

ويعودُ الى الدنيا هديلُ الحمامْ
وتعودُ للجفونِ حين تغمضُ الاحلامْ
وتشرقُ إبتسامتُنا فيطلعُ قمرٌ
وينزل مطرٌ
ويلتمعُ في العينِ الدمعُ كالشهابْ
هذا الجوابُ للسؤالِ والشكوى
بلا إرتيابْ

ايـاد

هناك تعليقان (2):

  1. غير معرف12:11 م

    كلماتك ليس لها مثيل وهى فى غاية الروعة,بس ممكن اسالك سؤال ازاى كل يوم بتكتب حاجة جديدة ومع ذلك بتقى جميله جدا وبتجيب وقت منين لكل الكلام الرائع ده؟؟؟

    ردحذف
  2. أعبر عن جزيل شكري وتقديري لكلماتك اللطيفة نور التي أعتز بها وبقراءتك للقصيدة. القصيدة تكتب ذاتها وتفرض نفسها عليك لأنها تولد من الاحساس في لحظة شعورية مكثفة. والاحساس يولد الفكرة والفكرة تولد الكلمة. وعندها يجب ان تكتب الكلمات لان تلك اللحظات الرائعة التي تخلق الالهام بالكلمات تزول. قد تستمر بالكتابة بعدها ولكن التعبير لن يكون بعفوية وصدق اللحظة التي تولد فيها الفكرة.

    ردحذف