الأحد، مايو 11

في البدء كنتِ أنتِ


في البدء كنتِ أنتِ

في البدءِ كان الهوى في القلبِ يبددُ سكونَ الأمسياتْ
لم يكنْ غيرُ الصمتِ وصوتُك .. لم يكنْ غيرُ أنينِ الأغنياتْ
كانت الأنغامُ تبعثُ حرَّ الوجدِ إذا تروي للحبِّ حكاياتْ
كانت كلماتُكِ خجلى كسفينةٍ تتهادى مع الرياحِ العاتياتْ
رأيتُ في عيونِكِ من الترددِ والشّكِ ظلالاً خائفاتْ

تلتقي الأرواحُ على وحي القصائدِ برغمِ المسافاتْ
كم يحنُّ القلبُ المعنّى شوقاً إلى تلك الرّبى الزاهياتْ
كم طافَ بنا الخيالُ فذبْنا مع أنغامِكِ الحالماتْ
يرحلُ الهوى كلَّ ليلةٍ إلى مواني عيونِك الساحراتْ
يَتَضَوّعُ عبقُ الوردِ من يدي وترقصُ فرحاً الكلماتْ

حينَ يرحلُ البشرُ لا يبقى سوى عيونِكِ الساهراتْ
وحينَ تغيبُ شمسُك عن بحرِنا يسودُ صمتُ الكائناتْ
بين الرجاءِ واليأسِ ضاعَ المركبُ مع السفنِ الغارقاتْ
فهل أراكِ يوما يا فتنةَ القلبِ العميدِ ويا حنينَ الأمنياتْ
أدمتْ الحيرةُ قلبي فخلِّ قلبَكِ يحيي الأملَ الذي ماتْ

أَعيريني يا سرَّ الهوى اسماًً للذكرى من محارِك الدفيناتْ
هذي يدي تحملُ إليكِ الوردَ لهوىً سيعيشُ برغمِ الأناتْ
طيفُك صار عنواني وأحلامي وآلامي وروعةَ الذكرياتْ
قدرُنا أن نكونَ هنا يا حبيبي حين كانتْ في البدءِ الحياةْ
فاحضنيني حباً أو موتاً كادتْ أن تختنقَ من الشوقِ الآهاتْ


ايـاد

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق