الاثنين، يناير 5

مرثية لعيون غزة


مرثية لعيون غزة


اياد نصار


لغزة َ في القلبِ خمسمئةِ غصّة

لا بل سبعمئةٍ .. لا بل الفٌ

تَسْرِقُ من ذاك الطفلِ المعجون ِ

برائحةِ التراب معنى الحياة

وتسلبه أية َ فرصة


لا بل قد لا تكفي الارقامُ

ولا الحروفُ ولا كلُ الالوانِ

الحمراءِ والسوداءِ

ولا حزنُ القصة


لتصنعَ مرثية ًَ للحياة

وولادةً الموت على سريرِ

كل طفلٍ نام

ولم يبق منه شيءٌ

كي يفيقَ على أنّات أمه

تودّع الحياةَ برقصة


في عرسِ الدم المصبوبِ

تحتَ السقفِ الذي سحق

إخوته..

بلا رأفةٍ أو عذرٍ

ومتى كان للقتلِ سوى في غزةَ َ

رخصة؟


ومن سيحملُ ما تبقّى من وجههِ

في ليل البرد والصقيع

أو يقيمُ لمن إغتالوا براءته

محكمة ً مختصة؟


آهٍ لقلبي كم توالت عليه كلَّ ليلة

من جنون من كان يوماً رفيقاً

كوابيسُ

ومن جحيمِ البعيد والحقد والرصاصِ

غصّةٌ تلوَ غصّة


"أضاعوني وأي فتى أضاعوا"

ليومِ النار تصعدُ للسماء

تحملُ دمعة ًَوشوكة ًفي الحلق

وتضعُ عند قبورهم

ورداً قد ذبل

على منصّة


رأسُك يا صغيرتي يتدلّى

وخصلاتُ شعركِ احترقت

فلا يدٌ حانية تمسّده

ولا قلبٌ يبثِّكِ عندما

نغرقُ في ذاكرة الصمتِ

وتصلُ العاصفةُ السوداء

حنانَه

وحرصَه


فامضِ يا صغيرتي

الى نجوم الفجر

واتركي لنا ليلَ انتظارنا

نلوكه على الشاشة

حصة مباشرة فحصة!


* اللوحة أعلاه بعنوان بعد الغارة للفنان الفلسطيني اسماعيل شموط 1930 - 2006

هناك تعليقان (2):

  1. غير معرف3:01 م

    السلام عليكم/استاذ اياد
    ليت هناك رد فعل بنفس جمال هذه الكلمات.....!
    (امال)

    ردحذف
  2. أهلا بعودتك آمال بعد غياب. كلمات قليلة تحمل أمنية كبيرة غالية، لكنها عما قريب ستتحول الى غصة بفعل البيات العربي الشتوي الطويل الذي زاد عن ليل الشمال القطبي! واذا كان الطيب صالح قد روى عن بلاد تموت من البرد حيتانها، فإن الشرق يموت من صمته أبو الهول!

    ردحذف