الجمعة، أكتوبر 29

رأي نقدي في قصص على خشبة المسرح


رأي نقدي في قصص على خشبة المسرح

نشرت صحيفة الاتحاد الاماراتية في الملحق الثقافي ليوم الخميس 28/10/2010 تحقيقاً أجراه الزميل توفيق عابد بعنوان
أول تجربة مسرحية أردنية لتقديم قصص قصيرة على الخشبة
إخراج النصوص من سباتها الورقي

وقد كان لي شرف المشاركة به.
كتب يقول: "لأول مرة تتجرأ فنانة أردنية بمسرحة قصص قصيرة بحضور مؤلفيها حتى يصبحوا شاهدين ومتفرجين ومتورطين في قصصهم التي كتبوها بمحض خيالهم بما فيها من إيحاءات وإسقاطات سياسية واجتماعية. فقد قدمت أسماء مصطفى كمخرجة وراوية وفريقها، بربط درامي لمفلح العدوان أربع قصص على المسرح الدائري في عمان بعنوان “قصص على الخشبة” في ختام فعاليات ملتقى القصة القصيرة.

ويتحدث نص “شوارع المدينة” لعدي مدانات عن ذاكرة عمان والحنين لبيوتها وحاراتها وأزقتها القديمة، فيما يعرض نص “من ثقب العالم” لسامية عطعوط ذكريات الطفولة ويطرح سؤالا مهما هو “هل يمكن رؤية العالم من خلال جريدة؟”. أما نص “النهاية المحتملة لدنجوان آخر” لرسمي أبو علي فيحكي عن مثقف يورط صاحبه البسيط أثناء جلوسهما في مقهى بحب سيدة جميلة ليجد نفسه في مواجهة مسدس الزوج، فيما يكشف نص “عرض مسرحي” للعراقية هدية حسين ممثلين مشهورين يفتعلان السعادة في زواجهما لكن نهايتهما تكون الطلاق.

ووصفت أسماء مصطفى مبادرتها بالمغامرة والمحاكاة في محاولة لطرح فيض الدهشة الكامن في المتن القصصي، وقالت: "أحببت إن أخوض تجربة “قصص على الخشبة” ليكون القاص جزءا من الجمهور ونحن من يحكي قصته". وأضافت: "لقد نقلنا من خلال رواة مختلفين كل قصة من سباتها ككلام على الورق لتكون حية بشخوص موجودة وأخرى قمنا بتخيلها لإعطاء القصة بعداً ثالثاً".

وعقب العرض قال القاص عدي مدانات: "أعتقد أن الفنانة أسماء مصطفى نجحت إلى حد ما وحافظت على روح القصة ولو اقترب بطلا العمل وهما فهد باكير وفارس البطوش في ملابسهما وهيئتهما وحوارهما الحنون الخاص بشوارع عمان من روح القصة وما صور فيها وما رسم لنجحت المسرحية أكثر". ورأت سامية عطعوط ان الفنانة أسماء مصطفى نجحت في إيصال المعنى المراد من القصة التي تطرح إشكالية مواجهة الإنسان لعصر العولمة وتعامله مع التكنولوجيا شعوره وانفراده في العالم الكبير دون أن يتمكن من مجاراته.

أما الناقدة الدكتورة رفقة دودين فرأت أن مسرحة القصص وإعادة إنتاجها بالإفادة من إمكانات المسرح تجربة تستحق الالتفات بوصفها وسيلة لتوريط المتلقي وإشراكه في تلقي النصوص وإنتاج دلالاتها من جديد تمكننا قياس تقبله وحضوره على صعيد الذائقة والجماليات وسمة التأويل الاجتماعية.

وقالت: "إن هذا الطقس الاستثنائي يكسر في الواقع الحدود التي نقيمها عادة باتجاه جامع النص لكن القصة تبقى الأصل ومسرحتها تنويع عليها في لعبة توهم وتورط جميلة".

من جانبه وصف القاص محمود الريماوي “قصص على الخشبة” بأنها "مبادرة جيدة لمسرحة القصص قلما حدث مثيل لها فقد لاحظنا إقبال وتفاعل الجمهور مما يدل على تعطشه غير أنها في النهاية كانت نوعا من الأمسية القصصية أكثر من العرض المسرحي". وقال إن "الديكورات والأغاني كادت أن تتفوق على أداء بعض الممثلين". وانتقد الريماوي ضعف صوت الممثلين لكنه استدرك القول إنها "بداية تستحق أن تستكمل فقد نجحت أسماء مصطفى نسبيا في مغامرتها ولها فضل المبادرة".

ورأى الناقد إياد نصار أن تقديم نص قصصي على المسرح يحقق انتشاراً جماهيرياً لفن القصة بين جيل الشباب الذين تجذبهم الفنون البصرية والأدائية في عصر هيمنة الصورة والصوت على الفنون الإبداعية.

وقال: "لقد قرأت ثلاثاً من القصص وحينما شاهدتها ممسرحة شعرت أنها تدل على فهم كبير لمفهوم الحكاية من قبل الفنانة أسماء مصطفى واستيعابها لاشتراطات القصة من حيث تكثيف الموقف الإنساني وإبراز الدهشة والتعبير عن المفارقة وتجسيد أزمة الشخصية".

وأوضح أن معالجة الشخصية وتقديمها لم يكن ناجحا تماما من قبل الممثلين لقلة الخبرة في تقديم المعاناة الشخصية من الداخل وتقمص الدور والاكتفاء بالتركيز على المظهر الخارجي كالملابس والديكور.

ورأى أن الحوار كان رتيبا أو يميل للصوت العالي للفت انتباه الجمهور وقال إن مسرحة قصة شوارع الروح باهتة للغاية.

تاريخ النشر: الخميس 28 أكتوبر 2010

رابط التحقيق بموقع صحيفة الاتحاد

 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق