الأربعاء، يونيو 22

نصار والخواجا يعاينان الواقع ويسيران في ظلال الأسطورة

قاصان استضافهما "لقاء الأربعاء" في رابطة الكتاب

نصار والخواجا يعاينان الواقع ويسيران في ظلال الأسطورة

عمان ـ الدستور ـ هشام عودة

خلت الأمسية القصصية التي تم تنظيمها ضمن برنامج لقاء الأربعاء في رابطة الكتاب من الحوار والمداخلات من الجمهور الذي اكتفى بسماع ما قدمه القاصان إياد نصار و عمر الخواجا من مختارات قدمت صورة عن تجربتيهما الإبداعية.

الأمسية التي أدارها الشاعر سليم صباح قرأ فيها القاص والناقد اياد نصار قصتين هما، الكتاب السري والعروس، وهما قصتان طويلتان نسبيا، احتوتا على مفارقات طريفة في سياق بناء النص وطريقة ادارته، فكتاب نصار السري لم يكن كتابه وحده، ربما هو كتاب أي منا، كما اشار، لكن القاص اراد ان يتحول هذا الكتاب الى مجرد نشارة بفعل عبث الفئران في كتاب ظل اصحابه ينظرون اليه بخجل ويحرصون على اخفائه في العتمة، غير اننا في الوقت نفسه شعرنا اننا نعرف تلك «العروس» التي تحدث عنها نصار، وربما تعاطفنا معها، وهي تحلم ببناء عشها، حتى وهي تتحايل على امها العجوز.

نصار الذي قدم نصين مكتملين في بنائهما، استند الى تجربة قائمة على مجموعتين قصصيتين هما «اشياء في الذاكرة» و «قليل من الحظ»، اضافة الي كثير من الدراسات النقدية، لكن السؤال الذي يمكن طرحه هنا، هل يذهب الناقد الى تشريح اعماله الابداعية مثلما يقوم بتشريح اعمال غيره من المبدعين، ام يترك ادواته النقدية خارج حدود نصه، وهذا ما تجيب عليه نصوص نصار وغيره من النقاد الذين يشتغلون في مجال الإبداع.

وفي الامسية ذاتها قدم القاص د. عمر الخواجا نصين طويلين، اختارهما من نصوصه القصصية، فقد قرأ على جمهوره «مع وقف التنفيذ» وكذلك «في يده ملاك»، واذا كانت مع وقف التنفيذ تعاملت مع رمز معروف ومطروق في الادب العربي، قديمه وحديثه، وهو المارد القادم من القمقم المعتم، الا ان د. الخواجا ذهب الى كسر بعض التقاليد المتوارثة في هذه القصة، فالمارد الذي تم تحريره من القمقم لم يشعر بالفرح، بل غضب ممن حرره وحرمه من تحقيق امنياته الثلاث، ليستمر القاص في تقديم رؤيته ليصل في النهاية الى تحطيم السائد من التقاليد، والتمرد عليها، من خلال تمرده على الشيخ والمارد معا، وهي لحظة اراد من خلالها ان يقول «لا» للخرافات والشعوذة واستغفال العقول.

ثم قدم د. الخواجا قصته الثانية «في يده ملاك» التي اشار إلى أنها هي الأخرى اسطورة من الزمن القادم، كأنه حاول ربط زمنين من الاسطورة التي تعيش مع الناس، الذي هو واحد منهم.

د. الخواجا الذي صدرت له مجموعتان قصصيتان هما «كأنه ما زال هناك» و «هي لعبة ولكن»، قدم نفسه قاصا يملك هوية نصه وادواته.

ورأى بعض الجمهور ان الامسية التي قدمت قاصين متقاربين في جيلهما، الا انها اوجدت مسافة عند المتلقين بين النصوص المطروحة، سواء تلك التي تتعامل مع الاسطورة او تلك التي تتحدث عن قضايا نعرفها، غير انها قدمت نصوصا تركت اثرا طيبا في نفوس الجمهور، كما اشار سليم صباح الذي قدم القاصين بلغة شعرية متحدثا عن تجربتهما التي وصفها بالتجربة المبدعة، باعتبارهما يمثلان جيل الشباب في ميدان القصة القصيرة.

رابط الموضوع بجريدة الدستور

رابط الصفحة الكاملة





ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق