في تقرير "للجزيرة نت" حول الرواية
رواية للكاتب الأردني يحيى القيسي
"أبناء السماء" تبحث العوالم الخفية
اياد نصار: الرواية تفتح الباب واسعا أمام الجدل الفلسفي والعلمي والنفسي والديني.
توفيق عابد-عمّان
نظم منتدى التنوع الثقافي الأردني جلسة حوارية في مركز الحسين الثقافي وسط العاصمة الأردنية عمان السبت تناولت القضايا الإشكالية في رواية "أبناء السماء" لمؤلفها يحيى القيسي.
واعتبر نقاد أنها المرة الأولى التي يحتكم فيها روائي أردني للقراء في تقييم عمل إبداعي حيث وزعت الرواية على مجموعة من القراء ينتمون لشرائح علمية واجتماعية متباينة لقراءتها وطرح الأسئلة على كاتبها.
وشخصيات الرواية -كما يرى ناشرها مدير المؤسسة العربية للدراسات والنشر ماهر الكيالي- خاضت رحلتها الخاصة بحثا عن تفسير الظواهر الخارقة والعوالم الخفية التي تؤثر فينا دون أن نشاهدها.
وقالت رئيسة المنتدى فاطمة جعفر إن الرواية تحوي تنوعا إنسانيا ومكانيا وأحداثها تدور في أماكن مختلفة أردنية وعالمية، كما تحوي تناقضات تقترب من الإلحاد والإيمان والخرافة والأحداث التي يحاول الإنسان فهمها بأسلوب رشيق وسهل يتيح مجالا للاندماج مع الأفكار المطروحة.
وفي مداخلتها، قالت الروائية ليلى الأطرش إنه لا يحق لأي إنسان أن يملي على الكاتب ما يكتب أو يختار، فالرواية ليست مجرد "حدوتة" بل تحتاج للبحث والعلم والدراسة المعمقة، و"أبناء السماء" رواية علمية أو خيال علمي يجيده قلة من الروائيين.
رحلة روحية
وفي معرض رده على التساؤلات، قال المؤلف "عشت رحلة روحية لعشر سنوات كنت خلالها متدينا بشكل تقليدي وتوصلت للإيمان بالله تعالى عبر العلم والتصوف"، وأضاف أنه التقط المعرفة من لقاءاته مع متصوفين وكتب وبحث طويل وخبرات تراكمت خلال الرحلة الروحية، مشيرا إلى أن الرواية الجديدة لا تعتمد على الحكاية أو المتعة بل تضيف معارف حديثة للقارئ.
وتابع القيسي أن البحث قاده للاحتكاك مع العالم الخارجي، فهناك كتاب يرون عوالم أخرى (التأمل الصوفي)، وأن رحلته أدخلته عوالم تعتبر مغلقة لآخرين، وتساءل "هناك عشرة ملايين شاهدوا الأطباق الطائرة فهل هناك مجال لإنكارها وهل يكذب هؤلاء؟".
وبحسب القيسي فإن الأوروبيين يطرحون على أنفسهم أربعة أسئلة ويحاولون الإجابة عليها، وهي من نحن؟ ومن أين أتينا؟ وإلى أين ذاهبون؟ وما دورنا في الحياة؟ فهل طرح أحد هذه الأسئلة على نفسه؟ وقال "نحن نستخدم 10% من عقولنا و7% من قوة إبصارنا، فماذا يحدث إذا استخدمنا هذه النعمة الإلهية 100%؟".
شخصيات حائرة
وفي حديث خاص للجزيرة نت، أوضح القيسي أن حيرة شخصياته تعود لبحثها الوجودي، فمعظمها يتسم "باللايقين" لأن بنيتها الفكرية تستند للماركسية التي تشجع الإلحاد وبالتالي فقد خاضت رحلتها الخاصة بحثا عن الإيمان من خلال العلوم الحديثة والتصوف والبحث في الظواهر الخارقة والتنقيب فيما جاءت فيه الأديان السماوية.
وقال إن الرواية تتضمن الكثير من الأسئلة دون محاولة توجيه القارئ لإجابات محددة، إنما تفتح الآفاق للتساؤل والبحث ليخوض في النهاية رحلته الروحية الخاصة.
وعن اختياره لماركسيين كأبطال لروايته، قال القيسي إن الشخصية الرئيسية "أحمد الحسيني" درست العلوم الحديثة في الاتحاد السوفياتي خلال الثمانينيات وتشبعت بالأفكار الماركسية والمادية الجدلية التي كانت تدرس في الجامعات هناك. ورأى أن الديانات السماوية لا تختلف أو تتناقض مع العلوم الحديثة وما توصل إليه الإنسان عبر رحلته العقلية الطويلة من اكتشافات.
بحث لا إجابات
وعقب الحوار، قال الناقد إياد نصار إن الرواية تسعى للبحث عن العوالم الغريبة الغامضة أكثر من تقديم إجابات وبالتالي تستثمر شوق الإنسان لمعرفة المزيد عنها في إطار من خصوصية المكان الأردني.
وأشار إلى ازدهار أدب الباراسايكولوجي (القوى الخفية في الإنسان) والعوالم الأخرى والغرباء والخيال العلمي في الغرب للوصول لحالة أعلى من التأمل الروحاني والإحساس بالجوانب الغامضة التي تستعصي على التحليل المنطقي وفهم المجهول وإدراكه.
وقال للجزيرة نت إن الرواية تفتح الباب واسعا أمام الجدل الفلسفي والعلمي والنفسي والديني دون أن تحجر على رؤية أو تأويل بل تثبت مشروعية تقبل مختلف التفسيرات. وبحسب نصار فالرواية لم تلق ما تستحقه من تحليل نقدي ممّا جعل الكاتب يحس بالغبن والخيبة لغياب تفاعل نقدي يوافق الجهد المبذول.
من جهته رأى الكاتب تيسير النجار أن الرواية تشكل أهمية استثنائية على صعيد الرواية الأردنية لولوجها للروح البشرية بحميمية وبطريقة خرجت عن المألوف.
المصدر: الجزيرة
رواية للكاتب الأردني يحيى القيسي
"أبناء السماء" تبحث العوالم الخفية
اياد نصار: الرواية تفتح الباب واسعا أمام الجدل الفلسفي والعلمي والنفسي والديني.
توفيق عابد-عمّان
نظم منتدى التنوع الثقافي الأردني جلسة حوارية في مركز الحسين الثقافي وسط العاصمة الأردنية عمان السبت تناولت القضايا الإشكالية في رواية "أبناء السماء" لمؤلفها يحيى القيسي.
واعتبر نقاد أنها المرة الأولى التي يحتكم فيها روائي أردني للقراء في تقييم عمل إبداعي حيث وزعت الرواية على مجموعة من القراء ينتمون لشرائح علمية واجتماعية متباينة لقراءتها وطرح الأسئلة على كاتبها.
وشخصيات الرواية -كما يرى ناشرها مدير المؤسسة العربية للدراسات والنشر ماهر الكيالي- خاضت رحلتها الخاصة بحثا عن تفسير الظواهر الخارقة والعوالم الخفية التي تؤثر فينا دون أن نشاهدها.
وقالت رئيسة المنتدى فاطمة جعفر إن الرواية تحوي تنوعا إنسانيا ومكانيا وأحداثها تدور في أماكن مختلفة أردنية وعالمية، كما تحوي تناقضات تقترب من الإلحاد والإيمان والخرافة والأحداث التي يحاول الإنسان فهمها بأسلوب رشيق وسهل يتيح مجالا للاندماج مع الأفكار المطروحة.
وفي مداخلتها، قالت الروائية ليلى الأطرش إنه لا يحق لأي إنسان أن يملي على الكاتب ما يكتب أو يختار، فالرواية ليست مجرد "حدوتة" بل تحتاج للبحث والعلم والدراسة المعمقة، و"أبناء السماء" رواية علمية أو خيال علمي يجيده قلة من الروائيين.
رحلة روحية
وفي معرض رده على التساؤلات، قال المؤلف "عشت رحلة روحية لعشر سنوات كنت خلالها متدينا بشكل تقليدي وتوصلت للإيمان بالله تعالى عبر العلم والتصوف"، وأضاف أنه التقط المعرفة من لقاءاته مع متصوفين وكتب وبحث طويل وخبرات تراكمت خلال الرحلة الروحية، مشيرا إلى أن الرواية الجديدة لا تعتمد على الحكاية أو المتعة بل تضيف معارف حديثة للقارئ.
وتابع القيسي أن البحث قاده للاحتكاك مع العالم الخارجي، فهناك كتاب يرون عوالم أخرى (التأمل الصوفي)، وأن رحلته أدخلته عوالم تعتبر مغلقة لآخرين، وتساءل "هناك عشرة ملايين شاهدوا الأطباق الطائرة فهل هناك مجال لإنكارها وهل يكذب هؤلاء؟".
وبحسب القيسي فإن الأوروبيين يطرحون على أنفسهم أربعة أسئلة ويحاولون الإجابة عليها، وهي من نحن؟ ومن أين أتينا؟ وإلى أين ذاهبون؟ وما دورنا في الحياة؟ فهل طرح أحد هذه الأسئلة على نفسه؟ وقال "نحن نستخدم 10% من عقولنا و7% من قوة إبصارنا، فماذا يحدث إذا استخدمنا هذه النعمة الإلهية 100%؟".
شخصيات حائرة
وفي حديث خاص للجزيرة نت، أوضح القيسي أن حيرة شخصياته تعود لبحثها الوجودي، فمعظمها يتسم "باللايقين" لأن بنيتها الفكرية تستند للماركسية التي تشجع الإلحاد وبالتالي فقد خاضت رحلتها الخاصة بحثا عن الإيمان من خلال العلوم الحديثة والتصوف والبحث في الظواهر الخارقة والتنقيب فيما جاءت فيه الأديان السماوية.
وقال إن الرواية تتضمن الكثير من الأسئلة دون محاولة توجيه القارئ لإجابات محددة، إنما تفتح الآفاق للتساؤل والبحث ليخوض في النهاية رحلته الروحية الخاصة.
وعن اختياره لماركسيين كأبطال لروايته، قال القيسي إن الشخصية الرئيسية "أحمد الحسيني" درست العلوم الحديثة في الاتحاد السوفياتي خلال الثمانينيات وتشبعت بالأفكار الماركسية والمادية الجدلية التي كانت تدرس في الجامعات هناك. ورأى أن الديانات السماوية لا تختلف أو تتناقض مع العلوم الحديثة وما توصل إليه الإنسان عبر رحلته العقلية الطويلة من اكتشافات.
بحث لا إجابات
وعقب الحوار، قال الناقد إياد نصار إن الرواية تسعى للبحث عن العوالم الغريبة الغامضة أكثر من تقديم إجابات وبالتالي تستثمر شوق الإنسان لمعرفة المزيد عنها في إطار من خصوصية المكان الأردني.
وأشار إلى ازدهار أدب الباراسايكولوجي (القوى الخفية في الإنسان) والعوالم الأخرى والغرباء والخيال العلمي في الغرب للوصول لحالة أعلى من التأمل الروحاني والإحساس بالجوانب الغامضة التي تستعصي على التحليل المنطقي وفهم المجهول وإدراكه.
وقال للجزيرة نت إن الرواية تفتح الباب واسعا أمام الجدل الفلسفي والعلمي والنفسي والديني دون أن تحجر على رؤية أو تأويل بل تثبت مشروعية تقبل مختلف التفسيرات. وبحسب نصار فالرواية لم تلق ما تستحقه من تحليل نقدي ممّا جعل الكاتب يحس بالغبن والخيبة لغياب تفاعل نقدي يوافق الجهد المبذول.
من جهته رأى الكاتب تيسير النجار أن الرواية تشكل أهمية استثنائية على صعيد الرواية الأردنية لولوجها للروح البشرية بحميمية وبطريقة خرجت عن المألوف.
المصدر: الجزيرة
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق