الثلاثاء، مايو 3

تخصيص يوم للمبدع الأردني

في استطلاع أجرته صحيفة الدستور
1/5/2011


أدباء ومثقفون يدعون إلى تخصيص يوم للمبدع الأردني في المدارس والجامعات
 
عمان -الدستور - عمر أبوالهيجاء

هل أخذ الأديب الأردني اهتماما واضحا في مناهج وزارة التربية والتعليم ونشاطاتها؟ سؤال قد يقود إلى إجابات كثيرة لن تكون فيها الوزارة، وغيرها من المؤسسات الرسمية، قادرة على تبرير غياب اسم الأديب الأردني وإبداعاته عن مشهدها العام، ويرى كثير من المبدعين أن وزارة التربية، على سبيل المثال، قادرة على تقديم صورة مغايرة للأديب الأردني ومدى حضوره في الحياة العامة، من خلال تخصيص فسحة من الاحتفال بالمنجز الإبداعي الأردني عبر نشاطاتها غير المنهجية، وفي هذا يتم إنصاف الأديب الأردني الذي يقف في صف واحدا مع الأدباء العرب من حيث الإبداع والمنافسة، ويتساءل هؤلاء المبدعون: لماذا لا تقوم الوزارة، والمؤسسات الأكاديمية، وفي مقدمتها الجامعات، بتخصيص يوم للاحتفال بالأديب الأردني ومنجزه الإبداعي، مرة كل عام؟

بهذا السؤال توجهت لعدد من المثقفين الأردنيين، حيث كانت الرؤى والإجابات التالية:

الجمع بين الأدب والتربية والتعليم

د. محمد عبيد الله رأى أن فكرة تخصيص يوم للأديب الأردني في المدارس والجامعات والكليات وجميع المؤسسات التعليمية بشكل عام أمر إيجابي، ومفيد للحركة الأدبية، وللمجتمع التعليمي بشكل عام، مشيرا إلى أن هذا الاقتراح «يأتي في أجواء إقصاء الأدب المحلي وتهميشه في المناهج، وعدم اهتمام مؤسسات التعليم، بالرغم من أن كثيرا من أدبائنا الأوائل في الأردن هم تربويون وأدباء في الوقت نفسه، ولهم بصمات على مسيرتنا التربوية والتعليمية».

ويعتقد د. عبيد الله أنه من الملائم العودة إلى الجمع بين الأدب والتربية والتعليم، «لأن الأدب، في جوهره، يهدف إلى صقل الذوق والشخصية وبناء الإنسان الأفضل في مجتمعه، وهذه ذاتها أهداف النظام التعليمي برمته، وإذا كان هذا النظام التعليمي يشهد إخفاقات وتحديات كثيرة في أيامنا فقد يكون الاحتفاء بالأدب والأدباء واحدا من طرق الحلول الممكنة أو المناسبة».


خطوة متميزة
فيما اعتبر د. مهند مبيضين تخصيص يوم للمبدع الأردني في العام كله خطوة متميزة يمكن أن تسهم في دفع نصاب الثقافة الوطنية في مدارس وزارة التربية المختلفة، بما يضمن تحقيق وعي وطني لدى الطلبة في رموز الثقافة الوطنية وإسهاماتهم الثقافية والحضارية والإنسانية، بما يعود عليهم بالمفردات الوطنية الثقافية للأعلام واللامعين في مسار الثقافة الأردنية، ويعتقد د. مبيضين أن «إدخال الثقافة إلى المدارس ومؤسسات التعليم العالي يسهم بشكل فاعل في تعزيز بناء الهوية الثقافية الوطنية عبر التعريف بكتابنا ومبدعينا بما يحقق الصلة بينهم وبين الطلبة والشباب من جهة، وبما يجعل هذه السير المعاصرة والآنية للمبدعين والأردنيين على اتصال مع المبدعين والأدباء الأوائل من أمثال: والملك المؤسس عرار وابراهيم مبيضين وحسني فريز وحسن الكرمي وغيرهم».


غياب طويل عن المناهج
من جانبه لفت الروائي هزاع البراري إلى أن الأديب الأردني عانى فترات طويلة من الغياب عن المناهج والأنشطة المدرسية، وكان نتيجة هذا الغياب أن الكاتب الأردني غير معروف محليا، ولا يتمتع بمقروئية واسعة، لكون الجامعات الأردنية أيضا لا تولي الإبداع المحلي عناية كبيرة ولا تسعى إلى استقطاب الكتاب الأردنيين للقيام بفعاليات وأنشطة داخل الحرم الجامعي، ويوضح البراري أن تخصيص يوم للاحتفاء بالأديب الأردني في المؤسسات التعليمية المختلفة من مدارس وكليات وجامعات من شأنه أن يعود بالفائدة على الكاتب والأجيال الجديدة من الطلبة.

ولفت البراري إلى أن الوضع الراهن «يدعونا إلى ضرورة تكاتف وتضافر الجهود المختلفة من وزارة التربية والتعليم العالي ووزارة الثقافة والهيئات الثقافية المختلفة لتحقيق يوم المبدع الأردني بشكل ناجح ضمن الغايات والأهداف المرسومة له، وهذه مبادرة تستحق الدراسة والتطبيق».


يوم وطني
أما القاص اياد نصار فقال: «ألاحظ دائماً أن المبدع في الدول الأجنبية، ومن واقع تجارب شخصية، سواء أكان روائياً أم شاعراً أم مفكراً يحظى باحترام كبير كأنه رمز وطني بين أبناء شعبه، وعندما يلتقون به في مكان عام يتحلقون حوله للاستماع إليه، وألاحظ أنه علم معروف لدى قطاع واسع ينظرون إليه باحترام بسبب مساهمته في إثراء الفكر في بلادهم، أشعر بالحسرة أمام مكانة الأديب في بلادنا».

ويؤكد نصار أن طلبة اللغة الانجليزية، في المدارس الخاصة كافة، وبعض الجامعات في الأردن، يحملون روايات من الأدب الإنجليزي والفرنسي، سواء من كلاسيكيات الأعمال المعروفة أو من الأعمال الحديثة، ويضيف: «بينما لم أر في يوم ما أن طلبة هذه المدارس يحملون رواية أو ديوان شعر لأديب أردني، والأدهى أن معلماً للغة العربية أوصى طلبته بشراء كتاب قديم لإبراهيم المازني صدر قبل نحو قرن من الزمان، وربما كان هذا الكتاب جزءاً من منهاج المعلم خلال دراسته في مصر! يستحق المبدع الأردني أكثر من هذا بكثير، أقترح أن يكون يوم الأديب الأردني يوماً وطنياً بالنسبة للمؤسسات التربوية».

رابط الموضوع بالصحيفة

رابط الصفحة الكاملة








ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق