السبت، أكتوبر 23

ماريو بارغاس يوسا.. عودة الى البدايات الباهرة


ماريو بارغاس يوسا.. عودة الى البدايات الباهرة
اياد نصار

* نشرت في الملحق الثقافي لجريدة الرأي الاردنية يوم الجمعة بتاريخ 22/10/2010

ينتمي البيروفي، ماريو بارغاس يوسا، الى مجموعة من الكتاب، الذين أخرجوا أدب أمريكا اللاتينية من العزلة، ورتابة الاجواء المحلية، التي امتاز بها القرن التاسع عشر، الى العالم كله. ومن هولاء خورخي لويس بورخيس، وخوليو كورتزار، وكارلوس فيونتس، وغابريل غارسيا ماركيز. ويعد بارغاس يوسا من أبرز الكتاب الذين ساهموا في إعادة الحياة الى الرواية الامريكية اللاتينية وتجديد روحها.

كتب ماريو بارغاس يوسا أكثر من ثلاثين كتاباً، ما بين روايات ومسرحيات كوميدية وغيرها، لكن تأثير رواياته الخمس عشرة نابع من تناولها للابعاد التاريخية والسياسية للاحداث في بلده، وفي دول أمريكا اللاتينية الأخرى، من مثل رواية "محادثة في الكاتدرائية" التي أصدرها في العام 1969، وتناولت الظروف السياسية في البيرو تحت حكم الدكتاتور مانويل أودريا في الخمسينيات، وروايته "موت في الانديز" (1993) التي تركز على العنف في عالم قديم متخلف، كأنه ما يزال يعيش اساطير الحضارات القديمة الدموية، وحيث الحياة بائسة في مجتمع على هامش العالم الحديث، وتروي مآسي القتلى الذين سقطوا نتيجة أعمال ميليشيا جماعة "الدرب المضيء" الماوية في البيرو، وتعكس تعاطف بارغاس يوسا مع المضطهدين والمسحوقين في محنتهم. وقد ترجمت رواياته الى إحدى وثلاثين لغة من بينها العربية.

كان بارغاس يوسا في شبابه نوعاً من الثوري اليساري الغاضب. كان اشتراكياً، ومن المعجبين بجان بول سارتر، وصديقاً لكوبا الثورية. لكنه أخذ يتحول منذ منتصف الثمانينيات الى اليمين. وأصبح الان من سكان لندن المعروفين، ومن المدافعين عن النظام الرأسمالي بوصفه النظام العملي الوحيد المتوفر حالياً، وصار من أشد الداعين الى الليبرالية الديمقراطية. ويذكر التاريخ أنه قاد مظاهرة كبيرة في ليما، العام 1987، ضد خطط الرئيس الأسبق للبيرو، آلان جارسيا، الداعية الى تأميم قطاع واسع من النظام المالي.

ينظر كثير من الكتّاب في العالم العربي، بشيء من الارتياب الى التحول في مواقفه من تأييد الفكر اليساري والاعجاب بثورة كاسترو في كوبا، الى اليمين، حيث صار لا يخفي ايمانه باقتصاد السوق، والليبرالية. وظهرت خلافات الى العلن في السنوات الاخيرة في بعض المناسبات بين بارغاس يوسا والرئيس الفنزويلي اليساري شافيز، كما أن هذا الكاتب صار في السنوات الاخيرة دائم الانتقاد لنظام كاسترو في كوبا، وأثار أيضاً حفيظة صديقه، الروائي المكسيكي أوكتافيو باث، عندما وصف النظام السياسي في المكسيك، الذي كان يسيطر عليه، الحزب الحاكم الوحيد في وقت من الاوقات، بقوله إنه "نظام الديكتاتورية المثالية".

بدأ ظهور بارغاس يوسا روائياً في العام 1962، حينما صدرت روايته الاولى تحت عنوان "المدينة والكلاب" بالاسبانية، وكان عمره ستة وعشرين عاماً، ويقال أنه راجع مخطوط روايته، التي بلغ عدد صفحاتها 1500 صفحة، وإعادة كتابتها من جديد، واختصرها الى الثلث تقريباً، ثم وجد في برشلونه ناشراً، يعد أهم ناشر للكتب باللغة الاسبانية. أما ترجمتها الانجليزية، التي صدرت العام 1967، فحملت العنوان الذي عُرفت به عالمياً وهو "زمن البطل". وكلمة "الكلاب" في العنوان الاسباني تستخدم بطريقة تحقيرية، وتشير الى طلبة السنة الاولى في أكاديمية ليونسيو برادو العسكرية، وقد اعتمد فيها الروائي على تجربته الخاصة حينما كان طالباً في الكلية نفسها.

نالت الرواية شهرة واسعة منذ صدورها، حيث حازت على جائزة في برشلونة في العام نفسه، وعلى جائزة النقاد الاسبان في العام التالي، وكان استقبالها النقدي كبيراً، وتراوح بين تقدير شفافية النقد الاجتماعي لدى الروائي، وبين قدرته على استخدام أساليب حداثية. وقد قال مرة، "لقد أحببت وليم فوكنر، لكنني قلدت هيمنغواي". كانت الرواية دقيقة في تصويرها للاكاديمية خصوصاً، وللفساد في المؤسسة العسكرية عموماً، لدرجة أن السلطات أحرقت ألف نسخة منها، وأدانتها بوصفها خطة من الاكوادور للتقليل من شأن البيرو. وهكذا ضمن الاستقبال العدائي انتشاراً للرواية، ومبيعات جيدة!

تسرد "زمن البطل" قصة جريمة قتل. يخبر طالب في الكلية العسكرية عن مرتكب جريمة بين زملائه الى سلطات الكلية، فتقرر عصابة من الطلبة تدعى "الحلقة" أن تسكت صوته. تُظهر الاسباب التي تذكرها العصابة، وكذلك التفسير الذي تقدمه السلطات لتبرير الموت على أنه حادثة عرضية، ثقافة الصمت والخوف في عالم يسيطر عليه الجيش. أراد بارغاس يوسا أن يفضح جانباً من الثقافة العسكرية آنذاك، حيث تعلم الكلية طلبتها كيف يعيشون ضمن هياكل وأنظمة هرمية تقوم على إطاعة الاوامر، وحماية السمعة بأي ثمن، وعدم الاخبار عن خطأ أو تقصير. ورغم أن مواضيع الرواية مستمدة من المجتمع البيروفي، إلا أنها تمثل قضايا عالمية تدور حول الهيمنة الذكورية، والسرية، والجيش، والجنس، وتجارب الحب الاول، وتحديات الانتقال من الطفولة الى الرجولة.

كل شخص في الكلية له لقب يعرف به، ولا يستخدم الاسم الاصلي الا في حالة البرتو فيرنانديز "الشاعر"، وريكاردو آرانا "العبد". وفي القصص التي تجري في الماضي، فإنه يتم استخدام اسم الشخصية المجهولة الحقيقي، لكننا لا نعرف ما لقبها الذي تعرف به في الحاضر. ولا يتم الكشف عن هويتها الا في النهاية، مما يضيف غموضاً آخر الى الشخصية.

تفتتح "زمن البطل" في الليل بالمزاح وإطلاق النكات والعبث، بين أربعة رفاق مراهقين في سنتهم الأخيرة في الكلية، وتنتهي بالقتل. تضم عصابة "الحلقة" جاكوار القائد، وكافا، وجامبوا، والبرتو "الشاعر". يعد "جاكوار" أكثرهم قسوة. وهناك شخصية "العبد" المهمة في الرواية والتي تمثل الضعيف والجبان المستعبد. أما المكان الذي يجتمعون فيه فليس سوى مرحاض بلا نوافذ، ليقرروا، من خلال رمي حجر النرد، من منهم سيسرق اجابات إمتحان الكيمياء. النجاح مهم بالنسبة لهم لأجل التخرج. يتفق الطلبة مع كافا على القيام بذلك، ويخططون لابعاد الطلبة المناوبين، كي يمر دون أن يلحظه أحد، عن طريق إعفاء بوا وكيورلي من دورة المراقبة بحسب قرعة النرد.

وبينما كان "الشاعر" يشغل الضابط هوارينا في نقاش ميتافيزيقي غريب، بعيداً عن مكانه الطبيعي، يرى "العبد" فجأة كافا يدخل مبنى الكلية. وخلال عملية الاقتحام، يكسر خطأ زجاج نافذة، مما يؤدي الى اكتشاف سرقة الامتحان، فيتم حجز الذين كانوا يقومون بالحراسة تلك الليلة، في الثكنات، وتلغى إجازاتهم، حتى يعترف المسؤول عن ذلك، أو يقوم شخص بالاخبار عنه. لم يكن "العبد" الذي اصبحت حياته جحيماً، بسبب الاساءة التي تهطل عليه من قبل القسم، وتحديداً من عصابة "الحلقة"، حراً. وفي الفترة الاخيرة، أرسل "العبد" صديقه "الشاعر" الى بيت حبيبته تيريزا للاعتذار اليها عن عدم حضوره موعداً بينهما. وبسبب سرقة الامتحان، فقد أُحتجز "العبد" مرة أخرى. يطلب "العبد" من "الشاعر" أن يكتب رسالة الى تيريزا، لكنه يرفض، فيشعر "العبد" بخيبة الامل، وبالغضب من استمرار منعه من رؤيتها، ويظن أن الفرصة قد جاءته لنيل ما يريد، إذا أخبر عن مضطهديه، فيعمد الى إخبار الضابط هوارينا عن كافا، وينال بذلك تصريحاً بالخروج.

في نظر العصابة، ووفق الثقافة السائدة في الكلية، فإن إفشاء الاسرار والاخبار عن المخطئين يعد اسوأ جريمة يمكن أن يرتكبها طالب ضد زميل له. يقسم قائد المجموعة على أخذ الثأر. يصاب "العبد" خلال المناورات العسكرية، مما يؤدي الى موته بشكل مأساوي، وتعلن الكلية أن موته نتج عن حادثة عرضية.

يقول جامبوا: "كيف يستطيع أن يظل على ثقته العمياء بالسلطة بعد الذي حدث؟ لعله كان من المعقول أكثر لو أنه جارى الاخرين. لقد كان الرائد جاريدو حتماً على حق حينما قال إنه يجب تفسير القواعد والانظمة وفق الظروف السائدة، وأن الاهم من ذلك كله أن تحافظ على أمنك ووظيفتك".

يعيش "الشاعر" صراعاً أخلاقياً في داخله؛ هل يجب كشف الحقيقة أم السكوت عن القاتل. وفي النهاية يخبر قادة الكلية أن وفاته لم تكن مجرد حادثة، وإنما جريمة قتل ارتكبها "جاكوار". تفتح الكلية تحقيقاً في الموضوع، وعندما تدرك أن هذا من شأنه الاساءة الى سمعة الكلية، وكشف الفساد فيها، فإنها تقرر تعليق التحقيق، وعد موته حادثة غير مقصودة. وعندما يدرك "جاكوار" خطأه، ويعترف به، فإنه يكون قد فات الاوان، لأن الكلية أغلقت الملف وعدّت الامر حادثاً خلال المناورات. وهكذا لا يتعرض أحد للعقوبة، ويتخرجون، ويذهب كلٌّ في سبيله. يمكن القول أن "العقوبة" النفسية المتمثلة في الصراع الداخلي تأخذ حيزاً كبيراً، وتفرض نفسها على تفكير الشخصيات، وتغير من نظرتهم الى أنفسهم، والى الاخرين حولهم، والى معنى الحياة بشكل عام.

إحدى القضايا التي تشغل ذهن بارغاس يوسا دائما هو الصراع بين الاب والابن، الامر الذي عالجه من زوايا عدة. لا يختلف السيد آرانا والد ريكاردو "العبد" عن والد البرتو "الشاعر". هجر زوجته مرات كثيرة، ولديه عدد من العشيقات. بالنسبة لريكاردو فهو أب غائب. وعندما يصاب ريكاردو بالرصاص، وهو على فراش الموت في المستشفى، يهمس والده الى البرتو عن التحدي الذي واجهه في جعل ابنه رجلاً، "لم يكن من السهل صناعة رجل منه، إنه مجرد ابني". يود الاب تصديق أن الكلية قامت بالشيء المناسب تجاهه، لمنحه شعورا بالرضى عن الذات، وتعزيز قناعته القديمة بأن كل ما فعلته زوجته وخالته اديلين أضعفَ الجانب الرجولي فيه. يفعل السيد آرانا كل شيء، إلا التفكير في تقصيره في تنشئة ابنه، أو فهمه بالشكل الصحيح.

تؤكد الرواية أن الانتقال من عالم البراءة الى عالم الخبرة، أو من عالم المراهقة الى الرجولة، لا يمكن أن يكون من دون ثمن، وأنه لا بد أن تنكسر القشرة التي يظن كثيرون أنها تحمي الانسان، وتغنيه عن خوض تجاربه الخاصة، كما توجّه الرواية نقدا شديداً الى نظام التعليم، من خلال ابراز الفساد والبيروقراطية التي تصيب المؤسسات التعليمية. تحتوي الرواية على مشاهد تظهر حجم القسوة وامتهان الكرامة التي يمارسها الطلبة في الكلية العسكرية، والتي يعكس قبول ادارتها بها نوعاً من الرضا عنها. تصور الرواية تلميذين صغيرين يلاحقهما تلميذان كبيران، ويجبرانهما أن يقعيا على الارض، وأن يتصرفا ككلبين في وضع تزاوج.

من المواضيع الرئيسة التي طرحتها الرواية، الصدام بين الضمير الفردي والمؤسسة، وحالة الفرد الذي يجد نفسه بمواجهة أوامر المجموعة. كما تعد الرواية نموذجاً قوياً في تصوير مثالية الشباب وسذاجتهم أحياناً أثناء خوضهم تجربة الحب الاول.

يقوم بناء الرواية على تناول مفارقات عدة، وليس فقط الاختلاف بين الحياة العسكرية والمدنية، كما تمثله الكلية والمدينة، اللتان تبدوان عالمين منفصلين، فهناك مستويات أعمق وأكثر تعقيداً من التضاد في شخصيات أبطالها. وهناك مفارقة مهمة بين الشك واليقين، حيث تبدو شخصياته غير قادرة على تقرير مصيرها، أو تحديد موقفها، بل تصبح أسيرة الظروف والمواقف والبيئة.

كان القاص والروائي الامريكي هاري سيلفستر من أوائل الكتاب الغربيين الذين انتبهوا الى أهمية الرواية الاولى لبارغاس يوسا، وقيمتها الفنية، وهو من أوائل من كتب عنها عقب صدورها، فقد كتب في العام 1966 مقالة في "نيويورك تايمز" يتناول فيها بالتحليل شخصية "جاكوار"، والتحولات التي طرأت عليه. وقد أشاد فيها يومها بالكاتب الشاب ذي الموهبة الذي استطاع أن يستفيد من تجربته في الكلية العسكرية بكتابة غير نمطية، تمزج بين الواقعية والتجارب الذاتية، لكنها لا تقع أسيرة النمذجة. كما يقدم أمثولة أخلاقية بعيداً عن اسلوب الوعظ المباشر، ولكن من خلال اختيارات شخصياته. ومن هنا جاء التطور في شخصية "جاكوار"، الذي أدرك خطورة جريمته، فبادر الى الاعتراف بها. نلمح في الرواية تأثراً بوجودية سارتر من خلال الاقتباس الذي يستهل به بارغاس يوسا روايته.

أسلوب الرواية غير تقليدي، حيث لا تسير أحداثها بنسق زمني متتابع، وهو نمط فضّله كتاب فترة الطفرة الروائية لامريكا اللاتينية الذين كانوا معجبين بالحداثيين، من مثل فرجينيا وولف، وجيمس جويس، ووليم فوكنر. تقدم الرواية وجهات نظر متعددة من زوايا مختلفة، وتنتقل بين صيغ الزمن المختلفة، كما يتحول ضمير الراوي من الغائب الى المتكلم. ورغم أن الرواية قليلة الاحداث، إلا أن تطور أسلوب السرد عند بارغاس يوسا يشد القاريء للمتابعة حتى النهاية. يجري السرد في الوقت الحاضر بضمير الغائب، ويتحول الى ضمير المتكلم في حالة البرتو، وفي الوقت نفسه، يجري سرد ثلاثة مسارات في الماضي معاً عن ثلاثة أشخاص في الكلية.

تبدو الرواية غامضة ومعقدة في البداية، حيث تتداخل وجهات النظر المختلفة. يحب ثلاثة رجال مرأة واحدة لها ثلاثة أسماء مختلفة هي ثيريا، وتيريزا، وتيري. لا يكشف السرد في الماضي لقب الشخصية الحالي في الحاضر، مما يزيد من التشوش والتعقيد. هناك خيوط مختلفة للحدث تسير في حبكات مختلفة، يضيف بعضها معان جديدة الى القصة، وبعضها يموت دون أن يضيف شيئاً.

ربما تبدو الرواية عادية، لكن أسلوب السرد وتطور الحبكة فيها على درجة عالية من النضوج، حيث تتطور الشخصيات الرئيسة بشكل كبير. ويدفع السرد القاريء الى أن يأخذ جانب "الشاعر" أكثر من جانب "جاكوار" طيلة الرواية، غير أنه في النهاية يظهر "جاكوار" "الشرير" شخصية أفضل مما كنا نظن، مما يجعلنا ندرك مخاطر افتراض الحقيقة.

وقعت الرواية في هنات فنية، مثل كثير من الروايات الاولى، التي تعتورها مشكلات البدايات، فهناك مشاهد غير ضرورية، وتراخٍ في ايقاع السرد أحياناً، والرغبة في قول أكثر مما يجب، ليس فقط عن الكلية التي تشكل قلب الرواية، ولكن عن المجتمع البيروفي عموماً، وصعوبة التمييز بين أصوات بعض الشخصيات. واذا كانت الرواية قد نجحت في تطوير الشخصيات من الذكور، فإن الشخصيات النسائية فيها بقيت هامشية، أحادية الجانب. تبدو تيريزا شخصية مكتملة الجوانب، ليس بسبب تطويرها من جانب المؤلف، ولكن لأنها تخوض ثلاث قصص للحب مع ثلاثة رجال في آن معاً.

كان عمر بارغاس يوسا ستة وعشرين عاماً عندما كتب هذه الرواية، وبالتأكيد فإنها ليست أفضل ما كتب، إلا أنها كانت تبشر بولادة موهبة عملاقة ستفتح نوافذها لاحقاً على أبعاد أعمق وأحداث أكثر تأثيراً.

رابط المقالة بجريدة الرأي
 
رابط الصفحة الكاملة (يرجى الانتظار ريثما يتم تحميل الصفحة)
 

هناك 3 تعليقات:

  1. العزيز الاستاذ اياد نصار

    فقط هو التساؤل بدافع الفضول، ما الذي يدفع بكتاب ونقاد عرب لبذل مجهود كبير في تناول نصوص واعمال لكتاب من غير العرب في حين أن العديد من الكتاب العرب من هم على درجة عالية من الإبداع أولى بذلك المجهود؟... ولا اقصد هنا الناقد والكاتب اياد نصار فأنت كثيرا ما تتناول كتابا عرب اكثر من غيرك...

    دمت بخير وود

    ناصر الريماوي

    ردحذف
  2. صديقي الجميل ناصر
    لك كل التحية والمحبة
    وأنا فعلا أضم صوتي الى صوتك. أنا أؤمن بضرورة فتح آفاق النقد ونوافذه على انجازات المبدعين من شتى الثقافات، لأنها في جوهرها الانساني واحدة، وبقدر ما نهتم بالادب الغربي، لا بد من ايلاء الادب العربي الجهد والوقت والمساهمة في نشره عالمياً. أتفق معك في ضرورة التوازن مع الاهتمام بالاحداث والاسماء التي تفرض نفسها على الصعيد العربي والعالمي، وتقتضي متابعتها والكتابة عنها، فلا يعقل أن تمر مناسبة مثل جائزة نوبل للادب مرور الكرام. وأضيف الى ما ذكرته الملاحظة التالية:
    كثيراً ما ألاحظ أن قسما كبيراً من أدبائنا منشغلون بالكتابة عن الاصدارات المحلية، وعن مبدعينا في الساحة المحلية، وكأن الابداع العربي يتوقف عند حدود المدينة، وهذا يعكس برأيي تقصيراً بحق أدبائنا العرب، وبحق قارئنا أيضاً، ويبين ضعف متابعة الابداع العربي الجديد الا ما ندر. أرجو أن يهتم النقاد عربياً أكثر أولاً وعالمياً ثانياً.

    ردحذف
  3. عزيزي اياد نصار

    أما الكتابة عن الإصدارات المحلية فهي غالبا ما تكون بدافع المجاملة او المنفعة المتبادلة،أو التخجيل... لكنني أقصد ما ذهبتَ إليه، فليس اقل من ان يعرف الأردني شيئاً عن إنجازات الكتّاب المغاربة مثلا او غيرهم من العرب... كم مقالا تم نشره عندنا في الأردن عن روايات الكاتب الليبي المبدع إبراهيم الكوني مثلا...، من يسمع بهشام آدم الروائي السوداني والذي حصل على جائزة الطيب الصالح الأولى منذ يومين مثلا...وهكذا
    أشكرك عزيزي على تجاوبك
    وردك ...دمت بخير

    ردحذف