سَــراب
يا أفقَنا البعيدَ الدامي في ليلِ تيهِنا الطويلْ
يا حُلمَنا الازليَّ خلفَ سرابِ الوهمِ الجميلْ
نصنعُ للريحِ من جراحِنا أغنياتٍ ومواويلْ
ونقيمُ للموتِ كلَّ عامٍ مواسمَ الحنينِ والعويلْ
لم تنهضِ العنقاءُ ولم تَحْيَ من رمادِ أحزانِنا
ولم يَعُدْ فارسنُا الحجريُ يرى دموعَ مدينتِنا
أحرقْنا في متلاطمِ موجِك يا بحرُ كلَّ مراكبِنا
لم يبقَ لنا في ليلِنا الدامسِ الحزينِ سوى أغنياتِنا
يا قَمرَنا العالي قدَّمنا لكَ القرابينَ والمواكبْ
فلتطلَّ علينا بعدَ الغيابِ في ليلِ النوائبْ!
يا جُرحَنا الابديَّ توَّهتْنا السيوفُ والغرائبْ
تاهتْ بنا الدروبُ حينَ غرقْنا في حديثِ العواقبْ
يا تاريخاً صنعناهُ لذيذاً حين تتجسَّدُ الاوهامُ
كم ينبغي أن تموتَ الروحُ لتستيقظَ الايامُ
لا الماضي عادَ ولانفعَ البكاءُ ولا الكلامُ
هل مِنْ أَملٍ يا قلبُ حين يصرخُ بنا الحطامُ
متى يرحلُ الحزنُ والظلامُ عن هذي البلادْ
متى تنبتُ الاحلامُ والحريةُ من بقايا الرمادْ
كم ضاعتْ منِّا الرؤيةُ من شدَّةِ حالكِ السوادْ
آه يا حزني المقيمَ يملأُ بالحسرةِ أعماقَ الفؤادْ
ايــاد
السلام عليكم استاذي القدير اياد
ردحذفظل الشاعر فى مناجاته يتارجح بين ذكريات حافلة بالامجاد وامال وردية وبين واقع مرير واحلام جذابة نجحت استاذ اياد فى وصف واقع الموطن بين تاريخه وافاقه وجلت النفس بين رجائها وتمسكها بماض قد ولى وبين تعلقها بمستقبل قد لا ياتي فكان فى القصيدة مزيج هائل بين الافتخار والانكسار وبين الحزن والامل . والقصيدة رغم كل ما يلفها من حزن بين الليل الدامس والبحر الهائج والجرح والانكسار الا انها مشحونة بامل دفين يوقظ النف من سباتها.وقد وردت عبارة-متى تنبت الاحلام والحرية- تراها تساؤل ام استنكار فعلا الحلم والحرية يكتسبان ويصنعان ولا ياتيان من فراغ ماشاء الله استاذ قصيدتك جد معبرة ومبهرة بموضوعها ومفرداتها المباشرة وايحاءاتها الرمزية سلمت يداك ودمت منبع الاحساس العالي والتعبير الصادق والعطاء المتميز
بكل اخلاص ووفاء تلميذتك عفاف.
العزيزة المتميزة عفاف
حذفزينت كلماتك المدونة بأجمل العبارات التي ما فتئت تغوص في اعماق النصوص وتقدم قراءات جميلة واعية. أشكرك على كل هذ التذوق وهذه الملكة الباهرة في التعبير والتوصيف والتحليل. أعتز وأفتخر بكل كتاباتك المعطاءة الثرة، وأحيي قلمك المبدع السيال. أرجو لك دوام الابداع. لك اسمى التحيات والتقدير مني دائماً.