الثلاثاء، مايو 9

أشهر مترجمي الرواية العربية المعاصرة


أشهر مترجمي الرواية العربية المعاصرة
اياد نصار

* نشرت في جريدة الرأي الأردنية بتاريخ 29/4/2011

ثمة طفرة واسعة في ترجمة الأعمال الأدبية العربية، غير أن الرواية تستأثر بنصيب الأسد في هذا المجال. وعلى سبيل الدلالة، ترجمت أعمال نجيب محفوظ إلى أكثر من ثماني وعشرين لغة وصدرت بأكثر من أربعمائة طبعة. وربما كان العامل الأهم في ازدهار الرواية العربية هو اتساع حركة الترجمة التي كانت المفتاح إلى بروز مشاريع الجوائز والتفرغ الإبداعي والدعم الأكاديمي الجامعي ودعم النشر.


وثمة أسئلة تثار هنا، حول المعيار الذي يجعل من رواية عربية ما مرشحة للترجمة إلى لغة أجنبية؟ وهل هو معيار أدبي صرف؟ أم شهرة الرواية في بيئتها؟ ومن صاحب القرار في الاختيار؟ يشير المترجم ريموند ستوك إلى أن "هناك القليل حالياً من السرد الروائي العربي العظيم الذي لم تتح له الترجمة أو الانتشار". وفي ظل هذه الكثرة من مترجمي الأدب العربي الحديث، وأمام شهية البحث عن أعمال للترجمة، فإن هناك فرصة أمام الروائيين، خصوصا في الأردن، لاختراق الحدود، وانتشار ترجمة رواياتهم عالميا، ويتطلب الأمر إقامة صلات مع المترجمين. إن إقامة بعضهم في بلدان عربية، حفزتهم لترجمة أعمال من تلك البلدان، مثلما هي حال أنطوني كالدربانك الذي يقيم في السعودية. وهي دعوة للجامعة الأردنية، وبالتنسيق مع رابطة الكتاب الأردنيين، إلى التعاقد مع مترجمين للإقامة في الأردن والعمل في الجامعة ضمن مشروع لترجمة الأدب الأردني بعد أن اقترح الروائي العربي بهاء طاهر إنشاء صندوق لهذه الغاية، وتبرع بقيمة جائزة ملتقى السرد العربي - دورة مؤنس الرزاز، لهذه الغاية.

تاليا تعريف بأشهر مترجمي الرواية العربية المعاصرة..

* أنطوني كالدربانك (Anthony Calderbank): درس العربية والفارسية في جامعة مانشستر، وعاش في القاهرة خلال الفترة 1982-1987 حيث عمل مدرساً. انتقل إلى جامعة سالفورد البريطانية ليدرّس اللغة العربية والترجمة، وعاد إلى القاهرة العام 1990 ليعمل في تدريس الإنجليزية والأدب المقارن بالجامعة الأميركية. يعمل في المجلس الثقافي البريطاني في الرياض بالسعودية منذ العام 2000.

بدأ في أوائل التسعينات بترجمة القصص القصيرة. وأخذ في الآونة الأخيرة يترجم قصصاً لمجلة "بانيبال" المتخصصة بنشر الأدب العربي الحديث في بريطانيا، حيث ترجم قصصاً للكاتب الفلسطيني علاء حليحل، وترجم للسعودي يوسف المحيميد مجموعة "لا مكان لعاشق في هذه المدينة". أما على صعيد الرواية، فقد ترجم "رادوبيس" لنجيب محفوظ و"الباذنجانة الزرقاء" و"الخيمة" و"نقرات الظباء" لميرال الطحاوي، و"ذات" لصنع الله إبراهيم، و"ذئاب الهلال" و"فخاخ الرائحة" ليوسف المحيميد، و"غزل القمر" للنوبي حجاج حسن أدول.

وعن مشاكل الترجمة، يرى أن لغة الطحاوي في "الخيمة" شعرية، ولها ارتباطات بشكل غير مباشر بالعربية الكلاسيكية. كما واجه مشكلة عند ترجمة "الباذنجانة الزرقاء"، هي أن البطلة، ورغم أنها تروي قصة حدثت قبل خمسة عقود، إلا أنها ترويها بصيغة المستقبل، والبطلة نفسها تبقى بلا اسم في الرواية. ويحتار في بعض الأحيان أي المفردات يستخدم من بين المترادفات، ما يضطره إلى محاورة الروائي واستطلاع مقاصده.

ويقول كالدربانك إن روايات صنع الله إبراهيم سهلة الترجمة، لأنها عن أناس من الطبقة المتوسطة في القاهرة التي عرفها من قرب، بينما وجد صعوبة في التعرف على المجتمع السعودي رغم قدرته على التحدث بالعربية بطلاقة. ولهذا وجد صعوبة في تقبل فكرة أن البطلة المثقفة في رواية "القارورة" لا تعرف ما مهنة زوجها الحقيقية.

في لقاء مع صحيفة "الأهرام الأسبوعي" العام 2000، ذكر كالدربانك أن طبيعة اللغة تجعل من الترجمة أحياناً مدعاة للإحباط، فهناك كلمات في النصوص العامية تمثل مشكلة في الترجمة كما في رواية "الخيمة" للطحاوي، لأن معناها يصبح مختلفاً عن المعنى المباشر في الفصيحة.

* كاثرين كوبهام (Catherine Cobham): تعد من أهم مترجمات الأدب العربي إلى الإنجليزية. تدرّس اللغة والأدب في قسم اللغة العربية بجامعة سانت أندروز بأسكوتلندا. ترجمت عددا كبيرا من أعمال كتاب عرب، مثل يوسف إدريس، ونجيب محفوظ، وفؤاد التكرلي، ومحمد زفزاف، وحنان الشيخ، وإدوار الخراط. وترجمت كتاب أدونيس "الشعرية العربية". كما نشرت مقالات نقدية حول الأعمال التي ترجمتها. تهتم كوبهام بدراسة تطور السرد في العراق من العشرينات إلى الثمانينات.

سئلت الروائية اللبنانية حنان الشيخ في العام 2009 في مقابلة حول ترجمة كتبها إلى الإنجليزية: هل تخشين أن يضيع أي شيء خلال الترجمة؟ وهل من الصعب أن تثقي بأحد وتسلميه كلماتك؟ فقالت إنها لا تقلق أبداً عندما تترجم قصصها إلى الإنجليزية لأنها تشارك في الترجمة، وأضافت أنها محظوظة بكاثرين كوبهام التي ترجمت معظم كتبها. وبرّرت ذلك لأن كوبهام نفسها تترجم مثل روائية، ولديها إحساس بالنص. ومن الأعمال التي ترجمتها: "الحرافيش" لنجيب محفوظ، و"حلقات النحاس الناعمة" ليوسف إدريس، و"مذكرات طبيبة" لنوال السعداوي، و"بوصلة من أجل عباد الشمس" لليانة بدر، و"الرجع البعيد" لفؤاد التكرلي، وروايات عدة لحنان الشيخ هي "أكنس الشمس عن الأسطحة"، و"نساء من الرمال والصبر"، و"أحزان بيروت"، و"إنها لندن يا عزيزي".

* كريستينا فيليبس (Christina Phillips): عاشت ودَرَست في الأردن ومصر. تحمل شهادة الدكتوراه في الأدب العربي الحديث، وتتابع أبحاثها حول السرد العربي الحديث والأدب المقارن في كلية الدراسات الشرقية والإفريقية في جامعة إكستر بإنجلترا حيث تحاضر. ترجمت رواية "حديث الصباح والمساء" لنجيب محفوظ. وفي مقالة نقدية حول رواية نجيب محفوظ "المرايا"، قالت: "إن محفوظ يعطي الرواية العربية المظهر الذي يوحي أنها تستمد جذورها من التراث العربي، متحدياً النظرة السائدة التي تقول إن جذور الرواية العربية تعود إلى الأدب الأوروبي، وهي جانب من تأثير الغرب في الثقافة والفن العربيين".

ومن ترجماتها الأخرى "عراقي في باريس" لصمويل شمعون، بالاشتراك مع آخرين، و"صالون التجميل للبجع" لحنان الشيخ، و"مثل صيف لن يتكرر" لمحمد برادة "، و"شاربا مردخاي وقطط زوجته وقصص أخرى" لمحمود شقير، بالاشتراك مع آخرين.

* دينيس جونسون ديفيز (Denys Johnson-Davies): يعد المترجم الأشهر من العربية إلى الإنجليزية، والأطول خدمة للأدب العربي، حيث أمضى ما يزيد على ستة عقود وهو يمارس الترجمة، ولذلك يطلق عليه "شيخ المترجمين الأجانب". وأطلق عليه إدوارد سعيد لقب "المترجم الأبرز لزماننا". بدأ دينيس، مشواره مع الأدب العربي بترجمة مجموعة قصصية لمحمود تيمور العام 1946. ترجم ما يزيد على ثلاثين رواية لنجيب محفوظ والطيب صالح وتوفيق الحكيم ويحيى حقي وزكريا تامر وسلوى بكر ومحمد البساطي وغيرهم. وترجم أيضاً مجموعات شعرية، وأصدر كتباً تضم قصصاً للأطفال تستند إلى التراث العربي.

درس دينيس، إنجليزي الأصل، المولود في فانكوفر بكندا العام 1922، اللغات الشرقية في جامعة كامبردج العام 1938. ومن طريف الأمور أنه نجح بالمركز الأول في الفارسية، والثالث في العربية، ورسب في العبرية! وأثناء عمله في التدريس بجامعة القاهرة خلال الفترة 1945- 1949، تعرف إلى عدد من الكتاب المعروفين الذين ترجم لهم في ما بعد. وعندما انتقل إلى بيروت، تعرف إلى كتاب آخرين مثل توفيق الصايغ وغسان كنفاني وبدر شاكر السياب وبلند الحيدري ويوسف الخال، كما كان صديقاً مقرّباً من جبرا إبراهيم جبرا. لم يعتمد دينيس على الترجمات كمصدر يعتاش منه، بل عمل في وظائف عدة أخذته إلى دول مختلفة مثل إسبانيا وفرنسا ودبي وأبو ظبي ولبنان وقطر والمغرب، واستقر منذ منتصف السبعينات في القاهرة.

نال جائزة الشيخ زايد للكتاب عن شخصية العام الثقافية. وأصدر العام 2009 كتاباً يضم مختارات قصصية مترجمة لكتّاب من الإمارات تحت عنوان "في صحراء خصبة: كتابات حديثة من الإمارات العربية المتحدة".

كان دينيس من أوائل مترجمي نجيب محفوظ، وذلك في كتابه "قصص عربية معاصرة" الصادر عن جامعة أكسفورد، بوصف محفوظ النموذج الوحيد المتوفر آنذاك من الأدب العربي الحديث! وأشار إلى الصعوبات التي واجهها في نشر هذا الكتاب: "كانت السنة 1967، ولم تكن السنة المناسبة لتقديم كتاب عن القصة العربية، وقد رفضت العديد من دور النشر مراجعة الكتاب. كما زاد الأمر سوءاً أن أياً من الحكومات والمؤسسات العربية لم تشترِ ولو نسخة واحدة من الكتاب".

يجد دينيس نفسه في ترجمة القصص القصيرة أكثر من الروايات، ويميل إلى الأعمال المغرقة في المحلية سواء بلغتها أو بأجوائها، ولهذا يفضل ترجمة أعمال محمد البساطي، وسعيد الكفراوي، وغسان كنفاني. قدم دينيس عددا من الروائيات العربيات مثل لطيفة الزيات وليلى بعلبكي وحنان الشيخ وبثينة الناصري وعالية ممدوح.

* إليوت كولا (Elliott Colla): أستاذ مشارك في اللغة العربية والدراسات الإسلامية في جامعة جورجتاون الأميركية، وأستاذ زائر في جامعة القاهرة. عمل في تدريس الآداب العربية والإنجليزية الحديثة في دائرة الادب المقارن بجامعة براون، وأدار مركز دراسات الشرق الأوسط في الجامعة 2005-2006.

ترجم عدداً من الروايات من ضمنها "التبر" لإبراهيم الكوني عام 2008. وحل في المركز الثاني لجائزة الترجمة الأدبية المسماة "سيف غباش" التي تمنحها مجلة "بانيبال" للعام 2009 عن ترجمة "التبر". ومن ترجماته الأخرى: "تحت خط الفقر" مجموعة قصصية للروائي للنوبي إدريس علي، ورواية "مالك الحزين" لإبراهيم أصلان.

وتحت عنوان "ترويض مثقف"، كتب كولا مقالة بعد الثورة المصرية يذكر فيها أن جابر عصفور حوّل المجلس الاعلى للثقافة في مصر إلى خلية نحل وقاد الكثير من المشاريع، وفي عهده كان هناك طفرة في الترجمات، لكنه في الوقت الذي قام فيه بكل هذه المبادرات، بقي صامتاً أمام عدم التزام الدولة بتطبيق القانون، والتعدي على الحريات، واضطهاد المعارضين، وإنه "خلال رئاسته للمجلس الأعلى، صار اسم إدوارد سعيد على كل لسان، لكن ذلك لم يدفعه أن يقول الحقيقة للسلطة".

* همفري ديفيز (Humphrey Davies): من أشهر مترجمي الأدب العربي، ويعيش في القاهرة منذ خمسة وثلاثين عاماً. حصل على شهادة البكالوريوس في اللغة العربية من جامعة كامبردج، وشهادة الدكتوراه من جامعة كاليفورنيا. لقيت ترجمته لرواية علاء الأسواني "عمارة يعقوبيان" العام 2004 نجاحاً منقطع النظير في بريطانيا والولايات المتحدة، ويؤكد أن العالم أخذ يهتم بالأدب العربي بشكل متزايد بعد الحادي عشر من أيلول 2001.

نال جائزة "بانيبال" العام 2006 عن ترجمته لرواية "باب الشمس" لإلياس خوري، وفاز بها مرة ثانية عن ترجمة رواية "يالو" للكاتب نفسه العام 2010. ومن ترجماته "واحة الغروب" لبهاء طاهر، و"نيران صديقة" لعلاء الأسواني، و"متون الأهرام" لجمال الغيطاني، و"سحر أسود" لحمدي الجزار، ومجموعة قصصية "حكايات من ديروط" لمحمد مستجاب.

ذكر ديفيز أن ترجمة "باب الشمس" استغرقته ثمانية أسابيع من العمل المتفرغ العام 2004 في الإسكندرية، وكان المؤلف في زيارة قصيرة للمدينة فأتيح لديفنز أن يمضي معه جلسة امتدت تسع ساعات للإجابة عم تساؤلاته. ويشير إلى أنه كان محظوظاً إذ اتصل عملياً بمعظم المؤلفين الذين ترجم لهم، ويضيف مازحاً: "عندي أسئلة للموتى منهم أيضاً، سأسألهم عندما ألتقي بهم"!

وعن الأسباب التي تدفعه لترجمة عمل دون غيره، يقول: "أنا أترجم الكتب التي أحبها فقط". ويؤكد أن أحداً لا يقرأ النص بحذافيره ويقف عند كل رمز مطبوع مثل المترجم. ومن طرائف الأمور التي واجهته في ترجمة "واحة الغروب" لبهاء طاهر، ما كتبه طاهر من أن المرأة في واحة سيوة العام 1896 كانت تلبس صدرية، فاعترض ديفيز على ذلك باعتبار أن هذه القطعة لم تكن قد ظهرت للوجود بعد، وإن ظهرت فمن غير المعقول أنها وصلت المكان، فأقنع الكاتب بتغييرها!

* جوناثان رايت (Jonathan Wright): درس العربية والتركية والتاريخ الإسلامي في جامعة أكسفورد، وعاش فترة طويلة في مصر والسودان ولبنان وتونس ودول الخليج العربي، وذلك خلال فترة عمله صحفياً مع وكالة رويترز منذ العام 1980. تعرض في الثمانينات حينما كان يعمل في بيروت إلى الاختطاف، لكنه تمكن من الهرب.

مضى على رايت أكثر من ثلاثين عاماً وهو يمارس الترجمة، أنجز الكثير من الأعمال التي لم ينشرها عبر السنوات، لكن أهم ترجماته هي رواية "تاكسي" للروائي المصري خالد الخميسي، ونشرت العام 2008.

صرّح رايت خلال ندوة عقدتها الجامعة الأميركية بالقاهرة للحديث حول تجربته في الترجمة أنه لم يكن يفكر بالترجمة الأدبية، إلا حينما وقعت بين يديه صدفة رواية "تاكسي". وأشار إلى أنه فكّر بترجمة حوارات سائقي السيارات بلهجة "كوكني" الإنجليزية العامية، لكنه أقلع عن ذلك لأنها ليست مفهومة للقارئ الأميركي. كما ذكر أن توظيف الإشارات الدينية كان مشكلة بحد ذاته بالنسبة للقارئ الغربي. ويضرب مثلاً عبارة "إن شاء الله" التي يترجمها بعبارة "أنا آمل"، لأن الإشارات الدينية تعطي انطباعاً للقارئ الغربي بأن النص يحمل رسائل دينية. ويعتقد أن أكثر شيء يحتاجه مترجم العربية ليس طلاقته بالعربية، بل "كيف تستخدم اللغة الإنجليزية".

وفي معرض حديثه خلال ندوة أقيمت حول الترجمة من العربية والقواميس خلال آذار 2010، تساءل رايت إن كان يجب على المترجم أن يستخدم قاموساً، لأن مدلولات الكلمات وارتباطاتها الثقافية والاجتماعية والتاريخية تختلف من لغة إلى أخرى عند الحديث عن الكلمة نفسها في اللغتين، بحسب ما ترتبط به في ذهن القارئ.

* مارلين بووث (Marilyn Booth): مترجمة وأستاذة جامعية في الأدب العربي الحديث وتاريخ الشرق الأوسط، ورئيسة كرسي العراق للدراسات العربية والإسلامية في كلية الآداب واللغات في جامعة إدنبرة بأسكوتلندا. نالت درجة الدكتوراه في الأدب العربي الحديث من جامعة أكسفورد العام 1985، كما مارست التدريس في الجامعة الأميركية في القاهرة.

ترجمت العديد من الأعمال الروائية والقصصية من الأدب العربي، ومن ضمنها رواية "المحبوبات" لعالية ممدوح، و"أهل الهوى"، و"حارث المياه" لهدى بركات، ومجموعة قصصية "أطفال الماء" لابتهال سالم، ورواية "أوراق نرجس" لسمية رمضان، ورواية "الباب المفتوح" للطيفة الزيات، ومجموعة قصصية "الجهات الأربع" لسحر توفيق. نالت مارلين جائزة مطبعة جامعة أركنسو للترجمة العربية، وجائزة رابطة معلمي العربية في أميركا. كما نشرت العديد من المقالات حول أعمال روائية عربية مثل "بنات الرياض" لرجاء الصانع.

* نانسي روبرتس (Nancy Roberts): مترجمة وأكاديمية. حصلت على الماجستير من جامعة إنديانا في برنامج الدراسات الإسلامية والشرق أوسطية، وتم اعتمادها مترجمة للغة العربية من جانب جمعية المترجمين الأميركيين. بدأت عملها العام 1994 مدرسة للغة الإنجليزية في جامعة آل البيت في الأردن، وبعدها بخمس سنوات قررت أن تتفرغ للترجمة. أول عمل مهم قامت بترجمته هو رواية غادة السمان "بيروت 75" وفازت عنه بجائزة الترجمة من جامعة أركنسو العام 1995. كما ترجمت لغادة السمان أيضاً "كوابيس بيروت" 1997، و"ليلة المليار" 2005. ومن ترجماتها الأخرى كتابان للدكتور محمد سعيد رمضان البوطي "فقه السيرة النبوية" 2001، و"المرأة بين طغيان النظام الغربي ولطائف التشريع الرباني" 2003.

تتوزع اهتمامات روبرتس في الترجمة على طيف واسع من المواضيع ما بين الأدب العربي الحديث والقديم والصحة العامة والقانون والأحداث الراهنة والعلاقات الإسلامية المسيحية والفكر الإسلامي والتاريخ. ومن ترجماتها: روايات "السراب"، و"الحب تحت المطر" لنجيب محفوظ، و"الرجل من بشمور"، لسلوى بكر، و"الخالدية" لمحمد البساطي.

* ريموند ستوك (Raymond Stock): مترجم أميركي يعمل أستاذا مساعدا للعربية والدراسات الشرق أوسطية بجامعة درو في نيويورك. أقام ستوك في القاهرة ثمانية عشر عاماً، وتنقل في دول الشرق الأوسط وأوروبا وإفريقيا. عمل ستوك قارئاً خبيراً لمنح الترجمة التي يمنحها برنامج المنح الوطنية للفنون، ومساعداً لغوياً مختصاً بلغات الشرق الأدنى وآسيا الوسطى في مكتبة الكونجرس بواشنطن.

ترجم ستوك خمسة من مؤلفات نجيب محفوظ، كان آخرها "أحلام فترة النقاهة" العام 2007. وكانت أول رواية ترجمها لمحفوظ هي "عبث الأقدار" وصدرت تحت عنوانها الأصلي الذي كان يفضّله محفوظ "حكمة خوفو". وترجم أيضاً قصص محفوظ الفرعونية في كتابه "أصوات من العالم الآخر".

يؤمن ستوك بأن عليه أن يخلق لدى القارئ إحساسا بالعمل وأجوائه، وفي الوقت نفسه الالتزام بدقة الترجمة. ويضيف أنه لا يحبذ التصرف الحر بالترجمة، إلا أنه يعترف أنه لم يستطع ذلك في ترجمة قصائد عزرا باوند الناقد وصديق تي إس إليوت.

* روجر مايكل آلان (Roger Michael Allan): مترجم بريطاني الأصل. يعمل أستاذا للغة العربية والأدب المقارن في جامعة بنسلفانيا منذ ما يزيد على أربعة عقود، وهو محرر الأدب العربي لموسوعة الآداب العالمية في القرن العشرين. نال درجة الدكتوراه في الأدب العربي الحديث من جامعة أكسفورد العام 1968، وكان أول طالب يحصل على الدكتوراه في هذا المجال في تاريخ الجامعة تحت إشراف د.محمد بدوي.

ومن بين الأعمال الكثيرة التي ترجمها: "السمان والخريف"، "الكرنك"، "خان الخليلي"، "المرايا"، "الباقي من الزمن ساعة"، "دنيا الله" (قصص) لنجيب محفوظ، "في عين الناظر" (قصص) ليوسف إدريس، "السفينة" و"البحث عن وليد مسعود" لجبرا إبراهيم جبرا، "النهايات" لعبد الرحمن منيف، رواية "العلاّمة" لبن سالم حميش ونالت جائزة الأطلس للترجمة، رواية "دنيا زاد" لمي التلمساني.

في مقابلة مع صحيفة "الأهرام الأسبوعي" العام 2006 قال إنه لا يترجم أي نص لأي مؤلف لم يقابله ولم يعرفه شخصياًً". لأن الهدف برأيه من معرفة المؤلف والالتقاء به هو استمرار متابعة الاتجاهات الأدبية بشكل عام في العالم العربي، وفي القطر الذي ينتمي إليه بشكل خاص، وهو يضع اللوم في عدم انتشار الأدب العربي على الملحقين الثقافيين العرب في عواصم العالم الذين يبدون غير مؤهلين أو غير مستعدين لنشر الترجمة.

ذكرت حنان الشيخ في أثناء مقابلة معها خلال ندوة للمجلس الثقافي البريطاني حول ترجمة الأدب العربي، أنها أجرت خلال عملية الترجمة تعديلات عدة على نصها العربي، وذكرت أن تلك التغييرات كانت تتم أحياناً بطلب الناشر أو المترجم، مثل تعديل النهاية أو تغييرها. ويذكر روجر أن كتاب "حكاياتي شرح يطول" لحنان الشيخ لا يشتمل على أسماء، بل تستخدم المؤلفة الوصف بدل الاسم، فأحد أشقائها يدعى "عاشق الناي"، والآخر يدعى "أخي السوداوي". ولكن حينما تم إرسال الترجمة إلى لندن، اعترض الناشر لأن تكرار استخدام لقب وصفي بدلاً من الاسم يجعل العمل مملاً.

* وليم هتشِنز (William Hutchins): مترجم أميركي غزير الإنتاج. حصل على الدكتوراه في لغات الشرق الأدنى من جامعة شيكاغو العام 1971. يعمل أستاذاً للفلسفة والأديان في جامعة أبلاشيان الحكومية بولاية نورث كارولينا. فاز بمنحة الترجمة للعام 2005 من مكتب المنح الأميركي لترجمة الفنون الأدبية لقاء ترجمة رواية ابراهيم الكوني "البحث عن المكان الضائع"، التي ترجمت ونشرت تحت اسم "حجب سيث السبعة".

ترجم ثلاثية محفوظ ("قصر الشوق" و"السكرية" و"بين القصرين")، إضافة إلى "القاهرة الجديدة". كما ترجم روايتي "أنوبيس" و"الدمية" لإبراهيم الكوني، و"القلعة الخامسة" و"آخر الملائكة" لفاضل العزاوي، و"مراحل إسماعيل" لعبد الخالق الركابي، و"فوت علينا بكرة واللي بعده" لمحمد سلماوي، و"بصرياثا: صورة مدينة" لمحمد خضير، و"دار الباشا" للتونسي حسن نصر، و"عودة الروح" لتوفيق الحكيم، بالإضافة إلى عدد من مسرحياته، كما ترجم للكويتية فاطمة العلي مجموعة قصصية "تاء مربوطة"، وللعراقية دنى غالي رواية "عندما تستيقظ الرائحة"، وترجم أيضا للروائي اليمني وجدي الأهدل، وللإماراتي ثاني السويدي.

في لقاء نشر العام 2008 يقول هتشنز: "لكي أنجز الترجمة على نحو صحيح، يجب علي أن أفهم تاريخ المنطقة وثقافتها بالإضافة إلى لغتها". لكنه في الوقت نفسه يرفض مبدأ "أن بعض الأفكار والآراء والتجارب لا يمكن ترجمتها". يسعى هتشنز إلى ترجمة روايات لكتاب بحرانيين، مثل "التماثيل" لعبد الله خليفة، وقد ذكر خلال زيارته لجامعة البحرين العام 2010 أن الترجمة الأدبية "تصنع نوعاً من الحوار بين الشرق والغرب، وتوفر التقارب بينهما".

رابط المقالة بصحيفة الرأي

رابط الصفحة الكاملة



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق